رفض السفير الفرنسي في قطر، جان-باتيست، فيفر في مقابلة تلفزيونية، بثت الإثنين، مقاطعة بطولة كأس العالم التي ستستضيفها الإمارة الخليجية الصغيرة في وقت لاحق من نوفمبر. وقال فيفر إن باريس سترسل 300 عسكري وشرطي للمشاركة في تأمين البطولة، مؤكدا أن ما لا يقل عن 10 آلاف مشجع فرنسي سيذهبون إلى قطر لمؤازرة الديوك.
سيحضر ما لا يقل عن عشرة آلاف مشجع فرنسي المونديال وسترسل باريس 300 عسكري وشرطي للمشاركة في تأمين الحدث الرياضي الكبير، وفق ما أعلنه السفير الفرنسي في قطر جان-باتيست فيفر الذي رفض فكرة “مقاطعة” العرس الكروي.
وفي مقابلة تلفزيونية بثت مساء الإثنين، حل السفير الفرنسي ضيفا على قناة “الكأس” الرياضية المحلية وتكلم باستفاضة وبلغة عربية متقنة عن موقف بلاده من الدعوات التي أطلقت لمقاطعة المونديال الذي تنطلق مباراته الأولى في 20 الجاري.
وقال “هناك أناس يسألون عن موقف فرنسا؟ هل هناك مقاطعة من جانب فرنسا؟ الجواب هو طبعا كلا، ففرنسا لن تقاطع كأس العالم”.
ولفت لوفيفر إلى استطلاع للرأي أجري أخيرا في بلده وأظهر أن “60% من الفرنسيين سيتابعون كأس العالم، وهذا يعني 10% أكثر مما كانت عليه النسبة في مونديال روسيا”.
وأضاف “وفقا لآخر المعلومات المتوفرة لدي، هناك حوالي عشرة آلاف فرنسي حصلوا على بطاقة هيا، وهذا يعني أن هناك 10,000 فرنسي على الأقل سيأتون إلى قطر لحضور كأس العالم، فهذا دليل على أن الصورة التي لدينا في فرنسا هي إيجابية أيضا”.
كما كشف السفير الفرنسي أن بلاده سترسل إلى قطر 300 عنصر من وزارتي الدفاع والداخلية للمشاركة في ضمان أمن المونديال. “هذه مساهمتنا لأمن كأس العالم ولأمن المشجعين ولأمن دولة قطر”.
“ما من بلد كامل ومثالي”
ودعا لاعبون سابقون، من بينهم إريك كانتونا، وزعماء سياسيون وبلديات فرنسية في الأشهر الأخيرة إلى مقاطعة كأس العالم بسبب سجل الإمارة الخليجية الصغيرة في مجال حقوق الإنسان، لا سيما فيما يتعلق بالعمال المهاجرين.
وشدد فيفر على أن ظهوره عبر القناة القطرية يهدف إلى توضيح اللغط الدائر حول الموقف الرسمي الفرنسي من أول مونديال تستضيفه دولة عربية.
وقال “الموقف الرسمي الفرنسي، كما أظن، هو موقف يريد أن يكون عادلا وبناء. نحن لا نعطي دروسا لأن من يعطي دروسا يجب برأيي أن يكون مثاليا وكاملا وما من بلد كامل ومثالي، وكل بلد مر بمراحل وتطور وتقدم ونحن مقتنعون بأن دولة قطر تريد المضي قدما”.
وعن قرار بلديات فرنسية عدة، في مقدمها باريس، عدم نصب شاشات عملاقة في الساحات العامة كما كانت تفعل في نسخ سابقة من المونديال، قال السفير إن هذا القرار “يندرج أيضا في ظروف معينة: فنحن الآن في فصل الشتاء، وفي فرنسا يكون الجو في فصل الشتاء باردا، والناس يفضلون متابعة المباريات في الداخل، في المقاهي والمطاعم والبيوت”.
وأضاف أن “عدم وجود شاشات في الخارج هو أمر إلى حد ما طبيعي وأيضا تدبير اقتصادي في ظل الظروف الاقتصادية التي نعيشها في فرنسا”.
وشدد السفير الفرنسي على العلاقات الوثيقة التي تربط بلاده بقطر على الصعد الاقتصادية والسياسية والعسكرية والثقافية.
كما أعرب عن امتنانه لأن “قطر التزمت بمساعدة أوروبا في مجال الطاقة في ظروف صعبة جدا بالنسبة لأوروبا. نحن نتعاون يوميا مع قطر في إدارة الأزمات الإقليمية التي تعتبر أمرا بالغ الأهمية بالنسبة لأمن فرنسا وأوروبا، مثلا في ليبيا ولبنان وإيران والساحل أيضا”.
ووقعت مجموعة النفط الفرنسية العملاقة “توتال إينرجي” على وجه الخصوص عقدين رئيسيين هذا العام مع الإمارة لتطوير حقل الشمال، أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم.