تم على هامش أشغال الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الامم المتحدة بشأن المناخ بشرم الشيخ، (6-18 نونبر) توقيع اتفاقية استراتيجية بين شركتين مغربية وإسرائيلية لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالمملكة.
وذكر بلاغ لشركة “GAIA Energy” المغربية أنه تم التوقيع مع الشركة الإسرائيلية “H2PRO” على اتفاقية لنقل وادماج وتركيب أجهزة التحليل الكهربائية الأكثر نجاعة في العالم من أجل إنتاج كميات كبيرة من الهيدروجين الأخضر بالمغرب.
وأضاف أن هذه الاتفاقية تعتبر مهمة للتعاون الإقليمي والعلاقات المغربية الإسرائيلية ولتموقع المملكة المغربية كقطب للهيدروجين الأخضر.
وأشار إلى أنه تم توقيع هذه الاتفاقية الاستراتيجية، يوم الثلاثاء، خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ (كوب 27) بحضور عيساوي فريج وزير التعاون الإقليمي الإسرائيلي، وتمار زاندبرغ، وزيرة حماية البيئة في إسرائيل، وليئور بن دور، مدير قسم مصر والمغرب العربي الكبير بوزارة الشؤون الخارجية الاسرائيلية، إلى جانب ممثلي وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة بالمملكة المغربية، رشيد الطاهري، رئيس قسم التغير المناخي والاقتصاد الأخضر، وكلثوم بلحاج، رئيس وحدة الانتقال الأخضر.
ويشمل موضوع التعاون بين شركة “GAIA Energy” المغربية والشركة الاسرائيلية “H2PRO” تنفيذ مشروع رائد فوق التراب المغربي، بغرض إنتاج سعة كبيرة من الهيدروجين والأمونيا الخضراء باستخدام تقنية المحلل الكهربائي لـ”H2PRO”، تبدأ بسعة 10-20 ميغاواط، والعمل على تطوير نظام “H2PRO “بمقاييس جيغاواط عديدة في بعض المشاريع التي طورتها شركة “Gaia Energy”.
كما يشمل التعاون العمل على إنشاء مصنع لأجهزة التحليل الكهربائية بالمغرب قصد إنتاج التكنولوجيا محليا ونقل المعرفة إلى المغرب، مما سيمكن من تكامل الإنتاج المحلي بنسبة 100 في المئة.
وحسب البلاغ، فإن هذا الإعلان يأتي وسط أكبر تجمع حاشد حول العمل المناخي، المؤتمر السنوي للأطراف في الأمم المتحدة الذي تستضيفه مصر (كوب 27) في شرم الشيخ حيث يبرز موضوع الهيدروجين الأخضر ودوره الأساسي في الانتقال إلى صفر كربون بشكل ملموس في المفاوضات الرسمية والأحداث الموازية.
وأضاف أن الهيدروجين الأخضر أصبح مستعملا على نطاق واسع كأداة رئيسية لإزالة الكربون من القطاعات الصعبة.
كما يأتي توقيع مذكرة التفاهم هذه، يؤكد البلاغ، على هامش الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف لدعم العلاقات المغربية الإسرائيلية على مستوى التعاون الإقليمي في مجال المناخ والبيئة، مضيفا أن الشركتين على قناعة بإمكانيات المملكة كقطب مستقبلي للهيدروجين الأخضر للمنطقة.
وسجل في هذا الإطار أن التعاون الطموح يفرض أهمية دور القطاع الخاص “في تعزيز العلاقة بين شعبينا اللذين تربطهما علاقات عريقة، ولكن أيضا الروابط الاقتصادية الدائمة من أجل لعب دور مهم في تحول الطاقة العالمي”.
وبهذه المناسبة، قال زنيبر مندير، رئيس “GAIA Energy” أن المملكة المغربية تحتل موقعا استراتيجيا لتكون رائدة في مجال الانتقال الطاقي العالمي و محورا للهيدروجين الأخضر “نظرا لتوفرنا على الموارد المتجددة، من خلال الدمج بين قوة المكونات النشطة” التي طورتها “GAIA” مع تقنية إنتاج الهيدروجين الأخضر الناجع والفعال لـ”H2PRO” .
وأضاف، في هذا الصدد، “نحن نقترب من هذه الرؤية ونهدف إلى أن نصبح رواد إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته في إفريقيا”، مسجلا أنه إلى جانب ذلك “فإننا نعزز صورة المغرب كفاعل مهم في قطاع الهيدروجين”.
بدوره، قال تالمون ماركو، الرئيس التنفيذي لشركة “H2PRO”، إن “التغير المناخي يشكل أكبر تحدي لجيلنا ويمكن نقل الحلول العالمية خارج الحدود الوطنية وإبرازها من خلال الشراكة بين القطاعين العام والخاص”.
كما أبرز أن “اختيار كوب 27 كمنصة لإطلاق شراكة “H2PRO – GAIA للطاقة” يسلط الضوء على العلاقات بين المغرب واسرائيل ويظهر انتصار التعاون الإقليمي حول التغير المناخي، ولكن أيضا أهمية دور الابتكار في الدبلوماسية. نحن اليوم فخورون بالعمل مع “GAIA Energy” لدفع ريادتنا في الانتقال الطاقي”.
من جهتها، تطرقت وزيرة حماية البيئة في إسرائيل، تمار زاندبرغ، إلى أهمية الدعم الذي تقدمه الحكومة في العمل المناخي، موضحة أنه “لا يوجد بلد ولا قطاع يمكنه الوصول بمفرده. كلنا مدعوون لهذا لمستقبل أجيالنا القادمة”.
وتعد شركة “Gaia Energy” التي أحدثها زنيبر موندير في عام 2009 واحدة من أكبر مطوري مشاريع الطاقة المتجددة في إفريقيا، ويكمن عملها الأساسي في تطوير وتمويل وبناء وتشغيل محطات الطاقة المتجددة، كما أن الشركة حاضرة بقوة في أكثر من 10 دول أفريقية في مشاريع طاقة الرياح والطاقة الشمسية الكهروضوئية بطاقة تفوق 6 جيغاواط.
كما تقوم بتطوير العديد من المشاريع الكبرى لتحويل الطاقات المتجددة الى هيدروجين أخضر وأمونيا خضراء، بفضل 8 مشاريع تصل سعتها الإجمالية إلى 60 جيغاواط عبر القارة.
وتعمل “Gaia” مع شركات الطاقة المتعددة الجنسيات الكبيرة وفاعلي الشبكات الوطنية والحكومات لتعزيز وبناء مشاريع مهيكلة للطاقة المتجددة في إفريقيا.
أما “H2PRO” فهي شركة إسرائيلية تأسست في عام 2019 من قبل تالمون ماركو والدكتور هين دوتان والبروفيسور جدعون جريدر والبروفيسور أفنير روتشيلد بعد عدة سنوات من البحث.
وتقوم شركة “H2PRO” بتطوير أرخص وقود هيدروجين في العالم يتم إنتاجه بواسطة طاقة مستدامة. هذه الأخيرة تبرز بفضل تكنولوجيا الإنتاج المبتكرة من الهيدروجين يسمى E-TAC (Electrochemichal – Thermally- Activated Chemical)، وحاصلة على رخصة حصرية ممنوحة من T3، وحدة نقل التكنولوجيا في معهد التخنيون لتسويق تقنيتها.
وتستفيد “H2PRO”من دعم الوزارة الإسرائيلية وتتواجد تحت رعايتها في الجناح الأزرق لكوب 27. ويتم تمويل “H2PRO” من قبل كبار المستثمرين الدوليين بما في ذلك بيل غيتس الذي استثمر بشكل كبير في الشركة.