استنكر الموقع الإخباري المكسيكي “لا بوز ديل آرابي” (صوت العربي)، الأربعاء، تسخير الجزائر وصنيعتها البوليساريو “أقلاما مأجورة لتزييف الحقائق والترويج لدعايتهما الفجة حول الصحراء المغربية”.
وفي مقال بعنوان “من إسبانيا إلى المكسيك، إلى الصحراء المغربية”، استغرب المحلل لويس ميغيل كوبو من وجود شاب إسباني خلال المؤتمر الصحفي الصباحي للرئيس المكسيكي، قدم نفسه كصحفي عن موقع غير معروف، مستأجرا لانتزاع تصريح رسمي يدعم كيانا وهميا.
وقال كاتب المقال “نتساءل أولا كمكسيكيين، ثم كصحفيين، لماذا يطرح صحفي إسباني شاب أسئلة عن منطقة مغربية”، قبل أن يضيف، بالاستغراب ذاته الممزوج بالشك: “لماذا تم الزج بهذا الصحفي الإسباني والدفع به لطرح سؤال بعيد كل البعد عن القضايا الملحة” التي تشغل بال المكسيكيين؟
وأضاف متسائلا “هل سيضحي المؤتمر الصحفي للرئيس المكسيكي الآن مكانا للحديث عن أي قضية دولية لا تندرج ضمن أولويات السياسة الخارجية للمكسيك؟”
ولاحظ الكاتب المكسيكي أن الأمر يتعلق، جليا، بشخص دخيل تم استئجاره، من طرف ثالث، بهدف النيل من المغرب، غير أنه فشل في ذلك، معتبرا أن “الصحفي الإسباني المذكور، الذي لم نسمع عنه قط في الوسط الإعلامي المكسيكي، وفي انتهاك صارخ لأخلاقيات المهنة، حاول جر الرئيس المكسيكي إلى الإدلاء بتصريح في المنحى الذي يريده.
بيد أن محاولته باءت بالفشل، يضيف الموقع المكسيكي، منتقدا سوء نية هذا الشخص الذي قدم توطئة مضللة ومغلوطة عن تاريخ وواقع هذا النزاع المفتعل.
وأكد موقع “لا بوز ديل آرابي” أن “المكسيك ستواصل نهج نفس سياستها الداعمة لمنطقة كانت دائما مغربية، بخلاف القضية الخاسرة التي يدافع عنها الانفصاليون بالأكاذيب والمغالطات والدعاية السياسية، على غرار ما حدث في مناسبة صحفية رسمية تهم المكسيك والمكسيكيين بالدرجة الأولى”.
وذكر ميغيل كوبو، الذي تساءل عن عدد المكسيكيين الذين بالكاد يعرفون “الجمهورية المزعومة والقصة الكاذبة التي تروج لها”، أن الصحفي المذكور قد منح، بطبيعة الحال، حيزا زمنيا ضيقا في الدقائق الأخيرة من المؤتمر الصباحي الذي دام لقرابة ثلاث ساعات للرئيس لوبيز أوبرادور، والذي حاول بشكل واضح، ومن خلال رده المقتضب، التخلص من هذا الشخص الدخيل على وجه السرعة.
وبهدف تنوير الرأي العام الداخلي في بلادها حول حيثيات هذا النزاع الإقليمي، نقلت صحيفة “لا بوز ديل آربي” تحليلا للأكاديمي والدبلوماسي المكسيكي السابق، أندريس أوردونيز، والذي يفصل فيه هذا المتخصص في قضايا شمال إفريقيا تاريخ النزاع “المفتعل من طرف الجزائر لإرضاء أطماعها التوسعية في المنطقة”، على عكس المغالطات التي قدمها “صحفي إسباني، مغمور، من أجل انتزاع تصريح يدعم جمهورية مزعومة لن ترى النور أبدا”.
كما لفت الموقع إلى أن تطور العلاقات بين المغرب والمكسيك خلال السنوات الأخيرة يعكس التقارب الكبير بين بلدين رائدين في محيطهما الإقليمي، وفاعلين رئيسيين في دينامية التعاون جنوب-جنوب.