إذا كان المنتخب الياباني قد نجح خلال مرحلة التصفيات في حجز بطاقة التأهل لكأس العالم لكرة القدم قطر 2022، فإن المهمة ستكون أكثر تعقيدا في النهائيات، وذلك بتواجده في المجموعة الخامسة إلى جانب منتخبين كبيرين اسمهما ألمانيا وإسبانيا!
وسيكون المنتخب الياباني في اختبار صعب عندما سيواجه المدرستان الألمانية والاسبانية اللتان سبق لهما التتويج بكأس العالم، فضلا عن منتخب كوستاريكا، الذي تأهل للعرس العالمي، بعد فوزه اللقاء الدولي الفاصل.
وتأهل منتخب الساموراي لكأس العالم للمرة السابعة على التوالي، تمكن خلالها من بلوغ الدور الثاني في ثلاث مناسبات، لكن الجماهير اليابانية هذه المرة، رغم أن المهمة لن تكون سهلة، تأمل أن تكون قطر المرحلة التي تصل فيها الكرة اليابانية للقمة.
وأكد مدرب المنتخب الياباني هاجيمي مورياسو أن “الهدف في قطر هو بلوغ ربع النهائي، سنواجه أيا كان على أرض الملعب”، مسجلا أن الوقوع في مجموعة واحدة تتوفر على خبرة الفوز بكأس العالم أمر مهم بالنسبة لليابان، لأنه يمكننا من اللعب ضد الأفضل في العالم”.
ويشكل التأهل للدور الثاني تحديا حقيقيا بالنسبة للمنتخب الياباني، الذي يحتل المركز 24 في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وما يجعلهم متفائلين لبلوغ هذا الدور من خلال اعتمادهم على كوكبة من اللاعبين الذين يمارسون في أوروبا في مستويات كبيرة أمام منافسين أقوياء، الشيء الذي يمكن أن يخلق بعض المفاجآت لألمانيا وإسبانيا، الطامحتان للتتويج باللقب العالمي.
ويحتل قميص رقم 10 مكانة خاصة في كرة القدم اليابانية ، مع شونسوكي ناكامورا و شينجي كاغاوا، اللذان يعتبران من بين الأيقونات السابقة التي حملته، وبرزت في الملاعب على المستوى العالمي، وهو ما سيلقي بثقله على مهاجم ايس موناكو تاكومي مينامينو الذي سيرتدي نفس القميص، والذي يعتبر اللاعب المرجعي في المنتخب.
ويعتبر مينامينو دعامة أساسية للساموراي منذ أن استلم المدرب هاجيمي مورياسو مسؤولية الاشراف على الفريق سنة 2018.
ويعلق اليابانيون أيضا آمالا كبيرة على لاعب خط الوسط الهجومي دايتشي كامادا الذي تذوق نشوة الفوز بالألقاب الموسم الماضي عندما رفع فريقه أينتراخت فرانكفورت لقبه الأوروبي الأول منذ 42 عاما بعد فوزه بالدوري الأوروبي.
كما يعول المنتخب الياباني على مهاجم نادي سلتيك كيوغو فوروهاشي الذي، على الرغم من تعرضه للإصابات في موسمه الأول في اسكتلندا سنة 2021 ، تمكن من تسجيل 12 هدفا في 20 مباراة بالدوري ليحتل المركز الثاني في قائمة هدافي الفريق.
وسيحمل شارة عميد مدافع ساوثهامبتون السابق مايا يوشيدا (34) الذي سيشارك للمرة الثالثة في العرس الكروي العالمي.
وفي حراسة المرمى ترك دانيال شميدت انطباعا جيدا بعد تألقه بشكل لافت بتصديه لضربة جزاء وتقديم أداء قويا أمام الإكوادور، وهو ما سيدفعه لمنافسة شويتشي جوندا على الدخول كأساسي.
ومنذ سنة 2002 عندما استضافت اليابان مناصفة مع كوريا الجنوبية نهائيات كأس العالم، بدأ الساموراي في إظهار وجه مختلف تماما، بعد أن تمكن من التأهل تحت قيادة فيليب تروسييه للدور الثاني.
ومهما حدث، يبقى اليابانيون أبطال العالم في النظافة واللعب النظيف. ففي كأس العالم 2014، برزوا أكثر بسلوكاتهم الحضارية، من خلال مبادرتهم بتنظيف المدرجات بعد كل مباراة.
وهو الشيء ذاته الذي حصل سنة 2018. فرغم اقصائهم أمام بلجيكا قاموا بتنظيف مستودع الملابس وتركوا رسالة “شكر ا” باللغة الروسية، وهو ما اعتبره المتتبعون سلوكا راقيا جدا.