“حكاية من شمرون” فيلم روائي إيراني يسرد كفاح شباب إيران أمام تضاؤل فرص النجاح وتفشي التناقضات الطبقية

عرض، يوم الأحد بمراكش، فيلم “حكاية من شمرون” للمخرج الإيراني عماد الإبراهيم دهكردي، وذلك في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي ستتواصل إلى غاية 19 نونبر الجاري.

ويروي الفيلم قصة “إيمان” وشقيقه الأصغر “بايار” اللذين يعيشان مع والدهما الذي يعاني من مشاكل صحية. وبعد وفاة والدتهما، يبحث “إيمان” عن فرص لجني المال لمواجهة الظروف الصعبة التي يواجهها في حياته اليومية.

وبفضل علاقاته مع مجموعة من الشباب، يبدأ “إيمان” في كسب الأموال وتحقيق أرباح بشكل سريع، وهذا الأمر الذي يبدو للوهلة الأولى أنه فرصة لبداية جديدة بالنسبة له،لكنه يتحول إلى مشكلة معقدة تؤثر على مصير كل أفراد الأسرة لأنه يتورط في الاتجار بالمخدرات.

يرصد الشريط أيضا طيلة مدة عرضه (102 دقيقة)، مسار الشقيقين ذوي الشخصيتين المختلفتين وهما يحاولان العيش وفقا لقيمهما الخاصة، ورغم أنهما مختلفان إلا أن رابطة الأخوة بينهما قوية حيث يساندان بعضهما في مختلف الصعاب التي يواجهانها.

ويلقي هذا الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الإيراني عماد الإبراهيم دهكردي، نظرة على فئة من الشباب داخل المجتمع الإيراني المعاصر من زاوية فنية، حيث حاول تسليط الضوء على بعض المشاكل التي يقعون فيها وتجعلهم يعانون من تضاؤل فرص تحقيق النجاح وتفشي التناقضات الطبقية.

وفي كلمته بالمناسبة، أعرب المخرج عماد الإبراهيم دهكردي، عن سعادته بحضور المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، معربا عن شكره لطاقم المهرجان لاختيار فيلمه من أجل المشاركة في المسابقة الرسمية للدورة ألـ19 لهذه التظاهرة السينمائية.

وأضاف المخرج أن هذا الفيلم تطلب منه عشر سنوات من حياته ومن التحضير والمشاعر ومغامرات كثيرة لإنجازه، مشيرا إلى أن اليوم يعد ثاني مرة يعرض فيها فيلمه أمام الجمهور.

وأوضح بهذه المناسبة، أن “الفيلم كان صعبا جدا في صناعته حيث واجه مجموعة من العراقيل والمشاكل”.

وقام بتشخيص الأدوار في هذا الفيلم كل من إيمان سيد برهاني وبايار اهلل ياري، ومعصومة بيغي، وبهزاد دوراني.

يشار إلى أن المخرج عماد الإبراهيم دهكردي ولد في طهران سنة 1979، وهو يعيش ويعمل في فرنسا وإيران. وبعد تخرجه من استوديو “فريسنو” الوطني للفنون المعاصرة بفرنسا، عمل على تطوير ممارسة جمالية تجمع بين السينما والفن المعاصر.

وعرضت أفلامه الروائية القصيرة “السماء السفلى” (2017) و” فارسة” (2020) في العديد من المهرجانات الدولية كمهرجان تورنتو السينمائي الدولي، ومهرجان كليرمون فيرون الدولي للفيلم القصير، ومهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة، ومهرجان المشاهد الأولى بأونجي، والمهرجان الدولي للفيلم القصير بوينترتر، ومهرجان برشلونة الدولي للفيلم القصير. وتم اختيار “حكاية من شمرون” في ورشة La Fabrique du Cinéma في مهرجان كان، وفي ورشات مهرجان المشاهد الأولى بأونجي.

ولا يزال جمهور المدينة الحمراء على موعد مع عرض باقي الأفلام المشاركة في إطار المسابقة الرسمية لانتزاع النجمة الذهبية للدورة الـ19 من المهرجان، والتي تعد أفلاما طويلة أولى أو ثانية لمخرجيها، ما يؤكد الأولوية التي يوليها المهرجان لاكتشاف وتكريس المواهب الجديدة في السينما العالمية.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة