قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو الإثنين، إن الشرطة اعتقلت 22 مشتبها بهم، بينهم الشخص الذي زرع القنبلة.
وأضاف أن الأمر بالهجوم على شارع الاستقلال في اسطنبول صدر في مدينة كوباني شمال سوريا، حيث قامت القوات التركية بعمليات ضد وحدات حماية الشعب الكردية السورية في السنوات الأخيرة. مؤكدا أن الانتحاري مر عبر عفرين وهي منطقة أخرى تقع في شمال سوريا.
وصرح وزير الداخلية التركي قائلا: “الشخص الذي نفذ العملية، ترك القنبلة، وتم اعتقاله. وسبق أن تم اعتقال نحو 21 شخصا آخرين”، متهما حزب العمال الكردستاني بالوقوف وراء التفجير.
وكان انفجار قوي قد هز بعد ظهر الأحد شارع الاستقلال المزدحم وسط إسطنبول، أدى إلى مقتل 6 أشخاص وجرح 81 آخرين على الأقل.
وأعلن نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي مساء الأحد، أن انتحارية نفذت الاعتداء الذي خلف ستة قتلى و81 مصابا، جروح إثنين منهم بالغة، بحسب آخر حصيلة. وصرح أوقطاي للصحافيين: “نعتبر أنه اعتداء إرهابي نتج من قيام مهاجم قد يكون امرأة بتفجير قنبلة وفق المعلومات الأولية”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اعتبر بعد الحادث عبر التلفزيون، أن انفجار إسطنبول “هجوما دنيئا”، لافتا إلى أنه خلف “ستة قتلى و53 جريحا” بحسب آخر حصيلة.
وقال بعد ساعتين من الانفجار الذي وقع في شارع الاستقلال التجاري “سيتم كشف هوية مرتكبي هذا الهجوم الدنيء. ليتأكد شعبنا أننا سنعاقب المنفذين”.
وكانت شائعات انتشرت بعد الانفجار مباشرة عن وقوع هجوم انتحاري بدون أي تأكيد أو دليل. وأضاف أردوغان: “إن محاولات محاصرة تركيا والأمة التركية بالإرهاب لن تتمكن من تحقيق هدفها لا اليوم ولا غدا”.
وفي وقت سابق، قال حاكم إسطنبول علي يرلي كايا على تويتر، إن الانفجار تسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 38، مضيفا أن الانفجار وقع في حوالي الساعة 4:20 مساء بالتوقيت المحلي (13:20 بتوقيت غرينتش).
وشاهد مراسل من رويترز طائرة هليكوبتر تحلق في السماء وعدة سيارات إسعاف في ساحة تقسيم القريبة.
وحصل الانفجار بُعيد الساعة 16,00 (13,00 ت غ)، في وقت كان حشد المارة كثيفا في شارع الاستقلال، حسبما أفادت القناة التلفزيونية التركية التي أشارت إلى وقوع “خمسة إلى عشرة جرحى” على الأقل. وأظهرت لقطات نشرتها القناة انتشار فرق الإغاثة والشرطة في المكان الذي أُخلي من المارة.
وفي صور انتشرت على منصات التواصل حول لحظة وقوع الانفجار، تبدو ألسنة لهب من بعيد بعد دوي انفجار وسط حالة ذعر بين المارة. وتظهر أيضا حفرة سوداء كبيرة في هذه الصور، بالإضافة إلى عدد من الأشخاص الممددين على الأرض في مكان قريب.
وعرضت قناة “تي.آر.تي” الإخبارية الرسمية ووسائل إعلام أخرى مقاطع مصورة لسيارات إسعاف وأفراد من الشرطة يتجهون إلى موقع الانفجار في شارع الاستقلال الشهير في حي بك أوغلي في إسطنبول.
كما قال حسين أسد مراسل فرانس24 في تركيا إن وسائل إعلام محلية أفادت بأن الانفجار قد يكون ناجما عن “هجوم إرهابي”. وأضاف: “انفجار كبير غير معروف في شارع الاستقلال بإسطنبول وسيارات الإسعاف والأمن تهرع إلى المكان”.
وقالت وكالة الأناضول للأنباء الرسمية إن سبب الانفجار لم يتضح بعد. وقال مركز شرطة قاسم باشا القريب إن جميع فرقه هرعت إلى مكان الانفجار دون ذكر تفاصيل أخرى.
وأفادت وسائل إعلام محلية بوجود محققين حاليا في موقع الحادث. وذكر الهلال الأحمر التركي أنه يجري نقل أكياس من الدم إلى المستشفيات القريبة من موقع الحادث.
وفرض المجلس الأعلى للبث الإذاعي والتلفزيوني في تركيا حظرا على تغطية الانفجار بعد حوالي ساعة من وقوعه.
وسبق أن استُهدف شارع الاستقلال في سلسلة من الهجمات الإرهابية الدامية عامي 2015 و2016 تبناها تنظيم “الدولة الإسلامية” المتطرف.
إدانات دولية
وأدانت دول ومنظمات عديدة الأحد، التفجير وقدمت تعازيها لتركيا.
حيث أثار هذا الاعتداء إدانات عدة من باكستان إلى الهند ومن إيطاليا الى ألمانيا حيث تقيم جالية تركية كبيرة، وكذلك من السعودية وقطر والكويت والبحرين والأردن.
كما نددت الولايات المتحدة بالتفجير، وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان-بيار “نقف في وجه الإرهاب جنبا الى جنب مع تركيا حليفتنا في حلف شمال الأطلسي”.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تغريدة باللغة التركية “الألم الذي يصيب الشعب التركي الصديق هو ألمنا”.
وخاطب الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الأتراك قائلا “نشاطركم ما تشعرون به من ألم. نقف الى جانبكم في مكافحة الإرهاب”.
وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال “كل أفكارنا مع شعب تركيا في هذه اللحظات الصعبة”، فيما أعرب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي عن “التضامن مع حليفنا”. وصدر الموقف نفسه من السويد المرشحة لعضوية الحلف.
وغرد الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ باللغتين التركية والإنكليزية قائلا “بعد أن شعرت بالصدمة من أنباء التفجير الدنيء في اسطنبول الذي استهدف المدنيين الأبرياء يجب على العالم كله أن يقف بشكل حازم وموحد ضد الإرهاب”.
وعبرت أثينا عن “تعازيها الحارّة للحكومة والشعب التركيين”، رغم علاقاتها المتوترة مع أنقرة.