تراث ثقافي غير مادي: “حلقة” بالرباط تبرز المكانة المميزة للفن الحكواتي التقليدي في الذاكرة الشعبية المغربية

احتضن فضاء فندق سوفيتيل بالرباط الاثنين، وصلة فنية على شكل “حلقة” أبرزت المكانة المميزة للفن الحكواتي التقليدي في الذاكرة الشعبية المغربية، وتعريفا بالتراث الثقافي اللامادي لكل المغاربة.

وعرفت الوصلة التي تم تقديمها من طرف جمعية لقاءات للتربية والثقافات على هامش الدورة الـ 17 للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونيسكو،جمهور متعدد الجنسيات والثقافات من المشاركين في هذه التظاهرة الدولية، حيث شكلت فرصة لتسليط الضوء على مكونات الثقافة المغربية اللامادية، والموروث الشعبي المغربي.

وتميزت هذه الاحتفالية بتجسيد شخصية “بابا عاشور” الفلكلورية، المتجذرة في الذاكرة الشعبية المغربية، وحضور عميد الحكواتيين المغاربة الحكواتي ياسين الركراكي ذي ال103 سنوات، والفنان الحكواتي عادل محيمدات الملقب ب”البراح” بلباسه التقليدي المتميز، وذلك استعادة لدور البراح والحكواتي في فن الحكي التقليدي المغربي.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، قالت رئيسة جمعية لقاءات للتربية والثقافات، نجيمة طاي طاي، إن هذه الاحتفالية تشكل مناسبة لتسليط الضوء على فن الحلقة بالمغرب، باعتبار المملكة من الدول القلائل التي ما زالت تحتفظ بالفن الحكواتي كتراث ثقافي لامادي متوارث.

وأضافت أن فن “الحلقة” يعتبر إرثا ثقافيا مهما في التراث الشعبي المغربي، مبرزة الدور الكبير لساحة “جامع الفنا” بمراكش، التي صنفتها منظمة اليونسكو سنة 2001 ضمن التراث الشفهي للإنسانية، في الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الشعبي المغربي المتوارث عبر الأجيال.

كما أبرزت طاي طاي أن التحدي الحالي هو الاشتغال على كيفية نقل هذا الموروث الشعبي المغربي إلى الأجيال الصاعدة، باستعمال تكنولوجيا الرقميات التي يشهدها العصر.

وعرفت هذه الاحتفالية بحضور الفنانتين الحكواتيتين أجوبا، والفنانة “princesse Stella”، الملقبة بسفيرة مغرب الحكايات، اللتين استمتع الجمهور الحاضر بإبداعهما الحكواتي الذي يبرز أن الموروث الإفريقي يعد من الروافد الثقافية الغنية والمتنوعة التي تزخر بها الهوية المغربية.

يشار إلى أن أشغال الدورة الـ17 للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو، انطلقت يوم الاثنين بالرباط، برئاسة المغرب وبمشاركة وزراء وممثلي المجتمع المدني من 180 دولة، فضلا عن مسؤولي اليونسكو.

وخلال هذه الدورة، ستدرس اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي التي تترأسها المملكة المغربية، في شخص السفير الممثل الدائم للمغرب لدى يونيسكو، سمير الدهر، وتتألف من 24 ممثلا منتخبا من بين 180 دولة طرفا في اتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، 56 طلب إدراج في قوائم التراث الثقافي غير المادي.

ويتعلق الأمر، حسب يونيسكو، ب46 طلبا للإدراج في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية، وأربع طلبات للإدراج في قائمة التراث الثقافي غير المادي الذي يحتاج إلى صون عاجل، وخمس مقترحات للإدراج في سجل الممارسات الجيدة للحفاظ على التراث.

وستدرس اللجنة أيضا طلب المساعدة المالية الدولية المقدم من مالاوي، وسلسلة من التقارير عن حالة العناصر المدرجة سابقا.

وبالإضافة إلى المغرب، تضم اللجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي لليونسكو، كلا من ألمانيا وأنغولا والمملكة العربية السعودية وبنغلاديش وبوتسوانا والبرازيل وبوركينا فاسو وساحل العاج وإثيوبيا والهند وماليزيا وموريتانيا وأوزبكستان، وبنما والباراغواي والبيرو وجمهورية كوريا ورواندا وسلوفاكيا والسويد وسويسرا والتشيك وفيتنام.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة