شهد الدور الأول من كأس العالم في قطر بالفعل صدمات كبيرة عدة، ولكن مع الانتقال إلى مرحلة خروج المغلوب فإن المنتخبات الكبيرة على غرار البرازيل وفرنسا والأرجنتين لديها الكثير لإثباته.
هذه البطولة هي الأولى منذ نسخة العام 2010 في جنوب إفريقيا التي تتمثل فيها منتخبات من آسيا وإفريقيا وأميركا الشمالية في دور الـ16.
تبقى البرازيل المرشح الأوفر حظاً للفوز بكأس العالم للمرة السادسة، وإنهاء 16 عاماً من الهيمنة الأوروبية على الساحة العالمية.
يحتاج فريق المدرب تيتي بالتأكيد إلى عودة نيمار من إصابة في الكاحل، تعرض لها في الفوز الافتتاحي على صربيا، لكنه رغم ذلك يمتلك مجموعة رائعة من المواهب الهجومية، التي يمكن أن تحلّ بدلاً من اللاعب الأغلى في العالم.
عادة ما يكون الـ”سيليساو” صلباً دفاعياً، لكنه رغم ذلك، ومع تسعة تغييرات في التشكيلة الأساسية، خسر مباراته الأخيرة في دور المجموعات أمام الكاميرون للمرة الأولى امام منتخب إفريقي.
لم يواجه المنتخب البرازيلي معارضة كبيرة بعد، ومن المتوقع أن يتخطى كوريا الجنوبية في ثمن النهائي، الاثنين، على أن يواجه لاحقاً في ربع النهائي الفائز بين كرواتيا واليابان.
لا تزال المواجهة الحلم مع الأرجنتين في نصف النهائي ممكنة، مع تعافى ليونيل ميسي ورفاقه من خسارتهم المفاجئة افتتاحاً أمام السعودية، بالفوز على المكسيك وبولندا 2-صفر.
وفي حال تجاوز “ألبيسيليستي” أستراليا، فقد يجد نفسه بمواجهة هولندا في ربع النهائي، رغم أنه يجب على الهولنديين أولاً التغلب على منتخب أميركي صعب.
“فريق سيقاتل”
دخلت الأرجنتين المونديال من دون هزيمة في 36 مباراة ومع توقعات عالية بأنها قد تفوز باللقب للمرة الثالثة، لكن المدرب ليونيل سكالوني قلل من تلك الفرص.
وأكد أنه “لسنا مرشحين لنيل اللقب. نحن فريق تصعب هزيمته، فريق سيقاتل، لكن الاعتقاد بأننا مع فوزنا (على بولندا) سنكون أبطالًا، سيكون خاطئاً تماماً”.
الجانب الآخر من المسار يميل أوروبياً، رغم إقصاء ألمانيا وبلجيكا. ذلك أن فرنسا حاملة اللقب هي المنتخب الذي يجب التغلب عليه خصوصاً مع امتلاكه كيليان مبابي، أحد أكثر اللاعبين إثارة في البطولة.
تألق رجال ديدييه ديشان في مجموعتهم، حتى مع التشكيلة الرديفة التي خسر بها في الدورة الثالثة أمام تونس عندما أراد إراحة اللاعبين.
قال المدرب الفرنسي “لقد حققنا هدفنا. الآن سوف نتعافى لأن مسابقة ثانية على وشك أن تبدأ”.
لكن التاريخ ليس إلى جانب منتخب فرنسي يتطلع إلى أن يصبح أول فريق منذ العام 1962 يدافع بنجاح عن لقبه، خصوصاً وأنه في طريقه إلى تصادم محتمل مع إنكلترا في ربع النهائي.
إسبانيا، صاحبة الصدارة في دور المجموعات مع إنجلترا برصيد تسعة أهداف، في مسار المواجهات نفسه أيضاً.
تزداد ثقة منتخب “الأسود الثلاثة الذي وصل إلى نصف نهائي مونديال 2018 في روسيا وحلّ وصيفاً في كأس أوروبا، بهدوء.
يقول مدرب المنتخب الإنكليزي غاريث ساوثغيت “في روسيا، كنا نفكر فقط +هل يمكننا الفوز في مباراة خروج المغلوب؟+ الآن هناك ثقة أكبر وخبرة أكبر في تلك المباريات”.
لعبة عالمية
كان النجم الدولي الألماني السابق يورغن كلينسمان الذي يعمل في مجموعة الدراسة الفنية في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) التي تحلل البطولة، هو الذي توقع أن ينتج مونديال قطر صدمات.
قال حينها “أعتقد أن النسخة الحالية قد تشهد مفاجآت كثيرة من قبل منتخبات غير مرشحة، ربما يكون منتخباً إفريقياً أو آسيوياً. إذا كان يتمتع بالشجاعة فربما يستطيع الذهاب بعيداً في هذه البطولة”.
وتعكس تركيبة المنتخبات المتأهلة إلى ثمن النهائي على الأقل الطبيعة العالمية لكرة القدم.
فاليابان التي لم تذهب إلى أبعد من الأدوار الإقصائية الأولى، أذهلت ألمانيا وإسبانيا ولديها الآن كرواتيا وصيفة مونديال 2018.
وتأهلت كوريا الجنوبية أيضاً بعد فوزها في اللحظات الأخيرة على البرتغال، لتتمثل آسيا للمرة الأولى في تاريخها بثلاثة منتخبات.
وكان لمونديال قطر فأل جيد بالنسبة لإفريقيا أيضاً مع تواجد منتخبين إفريقيين في ثمن النهائي مقارنة مع صفر منتخبات قبل أربع سنوات.
السنغال التي تخطّت صدمة خسارة نجمها ساديو مانيه بسبب الإصابة، ستواجه إنكلترا، في حين أن منتخباً مغربياً متألقاً ويحظى بدعم الغالبية في العالم العربي، سيكون خصم إسبانيا.
ورغم الحديث عن منتخبات مرشحة وحظوظ وفيرة، تبقى إمكانية وقوع مفاجآت في الأدوار الإقصائية أمراً قائماً.