قال الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، إن فوزي لقجع، رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم، أصر على إعادة حكيم زياش للمنتخب المغربي حتى لو كان ذلك ثمنه الإطاحة بالمدرب السابق وحيد خليلوزيتش، “ويبدو أنه كان محقًا للغاية في رأيه”.
وأضاف “فيفا” في مقال نشره على موقعه الرسمي: ”لقجع أطاح بالمدرب البوسني رغم قيادته المغرب بنجاح خلال مشوار تصفيات كأس العالم “فيفا”، وتعاقد مع المدرب الوطني وليد الركراكي الذي سرعان ما وحد غرفة الملابس وأزال كل الشوائب والخلافات بين اللاعبين ووضع هدفًا واحدًا أمامهم جميعًا وهو تقديم صورة مشرفة عن البلاد في قطر 2022”.
وتابع المصدر: “النجم صاحب الرقم سبعة في أسود الأطلس يُقدم أداءً مبهرًا في كأس العالم قطر 2022 رغم أنه يحظى بموسم صعب جدًا في تشيلسي، إذ يُعد من العناصر الرئيسية التي ساهمت في الإنجاز التاريخي بالوصول إلى ربع النهائي بعد الإطاحة بإسبانيا في دور الـ16 والذي تجاوز إنجاز الجيل الذهبي في نسخة المكسيك 1986.
زياش أكد خلال منافسات قطر 2022 أنه كان جديرًا بثقة الجامعة المغربية والمدرب الوطني والجمهور الذي طالب بعودته، ويبدو أنه انضم لقائمة طويلة من اللاعبين الذين منحهم كأس العالم فرصة ثانية”.
زياش مع تشيلسي.. موسم مخيب
وواصل المصدر؛ “لعب صاحب ال29 عامًا مواسم ممتازة مع أياكس أمستردام الذي بدأ مسيرته معه موسم 2016-2017 مما قاده للانتقال إلى تشيلسي صيف 2020 مقابل 40 مليون يورو وبعد منافسة مع عدة أندية أوروبية كبيرة.
الموسم الأول كان صعبًا لعدة أسباب منها الإصابات الكثيرة وعدم الانسجام جيدًا مع أجواء الدوري الإنجليزي وقد توقع الجميع تحسنًا ملحوظًا في أداء زياش خلال الموسم الثاني، موسم كأس العالم قطر 2022 لكن الأمر لم يكن كذلك بل أسوأ!
لا يمكن وصف موسم زياش الجاري إلا بالمحبط والمخيب، إذ لم يلعب سوى 270 دقيقة مجتمعة في كل البطولات لم يُنتج خلالها أي بصمة، سواء هدف أو تمريرة حاسمة، ليزداد الحديث عن تخلي النادي عنه خلال يناير بعدما كان قريبًا من الانتقال بالإعارة إلى ميلان الصيف الماضي لكن لم تتم الصفقة في النهاية لأسباب مالية.
اللاعب كان بعيدًا عن المنتخب المغربي لخلافات مع المدرب السابق، ولكن وليد الركراكي أعاده لأسود الأطلس وقد سمع زئيره جيدًا في قطر”.
زياش في قطر 2022.. أسد يزأر
لعب زياش المباريات الثلاثة للمغرب في كأس العالم روسيا 2018 وقد أدى جيدًا لكن لا يمكن مقارنة ما فعله آنذاك أبدًا بما يُقدمه خلال النسخة الجارية، هو وكافة نجوم المغرب.
زياش لم يترك الملعب سوى عند الدقيقة الـ74 من مواجهة كندا، والتي سجل بها هدفًا جميلًا من مسافة بعيدة ساعد المغرب على الفوز 2-1 وتصدر المجموعة، وكان قد صنع هدفًا أمام بلجيكا في مباراة الانتصار بهدفين نظيفين.
تلك المبارة كانت أفضل ما قدمه زياش خلال كأس العالم وقد منحه ذلك الأداء الممتاز لقب رجل المباراة، وحين سُئل عن الشخص الذي ساعده ليظهر بهذا المستوى، قال “الجميع، المدرب واللاعبين والفريق”.
قدم زياش أمام إسبانيا مباراة ممتازة دفاعية وهجومية، أجاد لعب دور الجناح وأزعج لاعبي الخصم كثيرًا، وقد كان عند حُسن الظن به عند تسديد ركلات الجزاء الترجيحية ونجح في إحراز الركلة الثانية التي منحت أسود الأطلس التقدم ٢-٠ بعد تصدي زميله ياسين بونو لركلتي إسبانيا.
طموح زياش وأسود الأطلس لم ينته بالتأهل إلى ربع النهائي، حيث ينتظرون الفائز من البرتغال وسويسرا، وقد عبر المدرب الركراكي عن ذلك بوضوح حين قال “نريد الفوز بكأس العالم”، وفسر فيما بعد “لماذا لا نحلم، الحلم شيء إنساني ومن لا يحلم لا يُحقق شيئًا”.
زياش: جمهورنا أعطانا قوة كبيرة
وتابع ذات المصدر: “تحدث أفضل لاعب في مباراة المغرب وبلجيكا، حكيم زياش، عن سبب انتصار فريقه اليوم. مشيراً إلى أن أهمية دعم جمهور بلاده في قطر وخارجه هو السبب الأساسي في تحقيق الفوز.
فرصة أخرى؟
الحديث بدأ بالفعل عن خطأ تشيلسي الكبير حال قرر التخلي عن زياش وعدم منحه فرصة جديدة لإثبات قدراته الكبيرة، خاصة أنه أظهرها بالفعل مع أسود الأطلس في الملاعب القطرية.
وبجانب هذا، يتداول الإعلام كذلك عديد الأخبار حول رغبة أكثر من نادٍ في الاستفادة من خدماته خلال سوق الانتقالات الشتوي القادم، وعلى رأسها ميلان الذي فيما يبدو اقتنع بوجوب التضحية المالية لامتلاك ذلك الأسد بين لاعبيه.
كأس العالم لعب دورًا مفصليًا في مسيرة العديد من اللاعبين، على رأسهم ربما الإيطالي بولو روسي، ويبدو أن زياش سيُضاف لتلك القائمة التي منحها المونديال فرصة أخرى.