باتت ساحة “تايمز سكوير” الرمزية، الواقعة في قلب مانهاتن في نيويورك، على دراية كاملة بالمشجعين المغاربة. فمع كل إنجاز يحققه المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر، يجتمع مغاربة نيويورك والولايات المجاورة في هذا الفضاء الأسطوري، مطلقين العنان لفرحهم وللتعبير عن شعورهم بالفخر والانتماء لأمة واحدة ومتضامنة.
بعد ظهر السبت، توجه المئات من المغاربة صوب الساحة الشهيرة بعد تأهل أسود الأطلس إلى نصف نهائي كأس العالم، وذلك عقب فوزهم المستحق على برتغال كريستيانو رونالدو (1-0)، من أجل الاحتفال بدخول المنتخب الوطني إلى ساحة كبار الساحرة المستديرة.
حاملين العلم الوطني ومرتدين القميص الرياضي الأحمر المزين بالنجمة الخضراء، تحدى رجال ونساء وأطفال البرد القارس الذي يجتاح الحاضرة الأمريكية، مرددين شعارات تهتف فرحا برجال وليد الركراكي، ومعبرين عن دعمهم الثابت لأسود الأطلس في مسيرتهم ضمن هذه المغامرة الكروية الرائعة.
“اليوم وصلنا إلى ساحة الكبار بفضل تفاني وصمود فريق يؤمن بمهاراته”، يقول مصطفى ر. مغتبطا، ويؤكد أن المغرب يمثل بجدارة جميع الأفارقة خلال كأس العالم.
كما أن مغاربة نيويورك لم يكونوا الوحيدين الذين احتفلوا بهذا الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني. فقد انضم مغني الراب الأمريكي الشهير من أصل مغربي “فرنتش مونتانا” إلى الاحتفالات، مرتديا قميص المنتخب الوطني. وحرص المواطنون العرب والأفارقة، وكذلك أمريكيون وسياح من مختلف الجنسيات، أيضا، على تقاسم بهجة وفرح موجة المشجعين المغاربة.
في حي أستوريا، في منطقة كوينز حيث تقطن جالية مغربية كبيرة، كانت الأجواء احتفالية وبلغت السعادة ذروتها. فقد سادت مشاهد الفرح والابتهاج في الحي الملقب ب”Little Morocco” (المغرب الصغير)، في مشاهد لفتت انتباه العديد من وسائل الإعلام الأمريكية.
فقد كتبت “نيويورك بريكينغ” أن المشجعين المغاربة أغلقوا شارعا في نيويورك خلال الاحتفال بفوزهم على البرتغال خلال منافسات كأس العالم، مضيفة أن المشجعين غنوا احتفاء بمنتخبهم الوطني الذي أصبح أول منتخب إفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
وفي السياق ذاته، أشارت شبكة “سي بي إس نيوز نيويورك” الإخبارية إلى أن العديد من المغاربة المقيمين في الحاضرة الأمريكية احتفلوا، بكثافة، بالإنجاز التاريخي لأسود الأطلس، الذين حققوا انتصارا حاسما على البرتغاليين.
مشاهد الفرح والابتهاج ذاتها شهدتها العديد من المدن والولايات الأمريكية الأخرى، مثل أورلاندو (فلوريدا) وبوسطن (ماساتشوستس) وشيكاغو (إلينوي) وأرلينغتون (فيرجينيا)، حيث تقاسم العديد من المغاربة مشاعر الفرح والفخر بالإنجاز الذي سيظل مكتوبا بأحرف من ذهب.
