من أجل بلوغ نهائي كأس العالم 2022، سيكون المخضرمان ليونيل ميسي (35 سنة) ولوكا مودريتش (37 سنة) تحت دائرة الضوء خلال مباراة نصف النهاية بين الأرجنتين وكرواتيا مساء الثلاثاء على ملعب لوسيل.
هذه المواجهة بين اثنين من الفائزين بالكرة الذهبية، واللذين يخوضان بالتأكيد آخر نهائيات لكأس العالم في مشوارهما، تعد بأن تكون أكثر إثارة لكونها ستحدد من سيعبر إلى الدور النهائي. في قمة المربع الذهبي الأولى، سيسعى ميسي جاهدا إلى تجنب مصير كريستيانو رونالدو ونيمار، اللذين تحطم حلمهما في التتويج بكأس العالم في قطر.
ويأمل قائد المنتخب الأرجنتيني، رفقة زملائه، الذين يشارك معظمهم في المونديال للمرة الأولى، في التتويج أخيرا بهذه الكأس الغالية.
فبعد خيبة الأمل في 2014 والمباراة النهائية التي خسرها بنتيجة 1-0 أمام ألمانيا، يريد ميسي أن يسير على خطى مارادونا وأن يمنح منتخب بلاده اللقب الثالث بعد 1978 و 1986.
وعلى الرغم من الهزيمة المفاجئة في المباراة الأولى أمام السعودية، تعافى منتخب “الألبيسيليستي” بشكل جيد في بقية أطوار المسابقة ليصعد إلى المربع الذهبي. وبفوزه على هولندا بضربات الجزاء الترجيحية في ربع النهائي، أثبت الفريق الأرجنتيني أنه يتمتع بالقوة ويمكن أن يعاني لكنه يفوز في النهاية.
وإذا كان بإمكان المدرب الأرجنتيني ليونيل سكالوني الاعتماد على عبقرية ميسي لإيجاد الحلول للمواقف الصعبة ، فغالبا ما يتم انتقاد “التبعية لميسي” ويمكن أن يتسبب ذلك في صراعات داخل الفريق كما كان يحدث أحيانا في الماضي.
ويشكل دفاع منتخب “الألبيسيليستي”، الذي يكون محموما في بعض الأحيان، مصدر قلق أمام كرواتيا لوكا مودريتش، التي ستخوض دور نصف النهائي بمعنويات مرتفعة بعد الفوز المذهل في دور الربع على المرشح الأول للتتويج بالكأس، البرازيل.
فإذا كان بإمكان ليونيل سكالوني الاعتماد على ميسي، فيمكن للمدرب الكرواتي زلاتكو داليتش أن يتباهى بمايسترو خط الوسط لوكا مودريتش. ويثبت الفائز بجائزة الكرة الذهبية سنة 2018 مباراة تلو الأخرى أنه يتحسن بمرور الوقت، ويستمر في تقديم عروض راقية على الرغم من سنه. ويتألق مودريتش إلى جانب زملائه مارسيلو بروزوفيتش وماتيو كوفاسيتش، في خط الوسط الكرواتي منذ بداية كأس العالم، حيث قدم أداء عالي المستوى.
ويتميز “الناريون”، الذين يأملون في تكرار إنجاز 2018 عبر انتزاع بطاقة العبور للنهائي، بتنظيم دفاعي مثير للإعجاب، وبحارس مرمى تصدى للعديد من التسديدات الحاسمة منذ بداية البطولة وتألق خلال ضربات الجزاء الترجيحية. ويعتبر دومينيك ليفاكوفيتش أحد الركائز القوية لهذا الفريق، ومن سماته الرئيسية إرادة فولاذية، والتي تسمح للاعبين بالحفاظ على رباطة جأشهم مهما كانت الظروف وخاصة عندما تطول المباراة.
ففي آخر تسع مباريات في المسابقات الدولية، خاضت كرواتيا الأشواط الإضافية ثماني مرات.
وفي نصف النهائي اليوم الذي يعد بأن يكون قويا، سيحرص الأرجنتينيون على الثأر من الكروات الذين تغلبوا عليهم 3-0 خلال دور المجموعات في كأس العالم 2018، وبلوغ النهائي بعد 2014. من جانبهم، سيخوض الكروات المباراة بكل ثقة من أجل بلوغ النهائي الثاني على التوالي، بعد الخسارة أمام فرنسا في 2018.