كتبت صحيفة “الجزيرة” السعودية أن الليلة موعد العالم مع ملح البطولة وملهمها منتخب المغرب حين يواجه أبطال العالم في حدث لم يكن متوقعا قبل انطلاق المونديال العربي في قطر.
وأوضحت في مقال بعنوان (العرب يقدمون الدروس للغرب)، أوردته في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن العرب الذين ساندوا وآزروا الأشقاء في قطر أمام حملات عدد من الدول الغربية انتصروا في التنظيم وفي الميدان، فالبداية كانت من ملعب لوسيل حين سجل المنتخب السعودي حدثا تاريخيا بالفوز على الأرجنتين بقيادة الأسطورة ميسي، مبرزة أن منتخب المغرب أكمل المسيرة بطريقة وحدت أفئدة العرب خلف المنتخب الجميل والمثير والمشرف.
وأضافت أنه حين واصل المنتخب المغربي “جندلة” الأوروبيين بداية ببلجيكا ثم إسبانيا وألحقت البرتغال بهما، وقبلهم كندا وكان أسود الأطلس مع كل انتصار يتوجهون إلى المدرجات للسلام على أمهاتهم وعائلاتهم، بمناظر عاطفية، دفعت حتى غير العرب للتعاطف معهم، مشيرة إلى أن عددا من المحللين في قنوات أوروبية تناولوا هذا التقارب العائلي، بل إنهم قارنوه بما يحدث لهم مع آبائهم وأمهاتهم حين يلحقونهم بدور المسنين.
وتابعت الصحيفة أن “هذا الإلهام المغربي عرف العالم بعادات وتقاليد العرب والمسلمين، وكثير من نجوم المغرب هم من المهاجرين، ممن ولدوا وتربوا وعاشوا حياتهم في المهجر، بل إن أبرز النجوم كزياش وحكيمي وسايس وبونو وملاح وسليم وسفيان بوفال ومرابط نشؤوا في دول غربية، ولكن وجود عائلاتهم حافظ على انتماءاتهم لوطنهم ولدينهم”، مشيرة إلى أنه “كان لوجود عائلات النجوم دور مؤثر في تألقهم وانتصاراتهم فلا أجمل من أن ينجو الابن ويتألق أمام نظر والديه وحضورهما”.
وأوضحت “الجزيرة” أن منظر سفيان بوفال، وهو يصطحب والدته بعد الانتصار على البرتغال، كان عاطفيا بامتياز، وهو يراقصها، ويقبل رأسها ويدها، ويصلح غطاء رأسها، كما كان منظر والد صاحب أثمن هدف عربي، حتى الآن، يوسف النصيري وهو يبكي فرحا وسعيدا بنجاح غرسه ومتابعته وإسعاد ابنه للشعب العربي عامة.. وكذلك المدرب الركراكي مع والدته، وبقية النجوم مع أمهاتهم، اللاتي حافظن على أبنائهن من الضياع، حين رافقنهم في غربتهم ووجهوهم وعملوا وسهروا ليكونوا بهذا النجاح.
وقالت إن “الأم والعائلة هما الأساس وهما المدرسة التي يتعلم منها الأبناء العادات والتقاليد والالتزام والأدب والأخلاق”.
وخلصت الصحيفة قائلة “بارك الله بأمهاتنا فقد نابت عنهن أمهات أسود الأطلس وعرفن العالم معنى الانتماء للوطن والأسرة وسماحة الإسلام والمسلمين والتزامهم بالدين وتعاليمه.. وعقبال اكتمال الأفراح من ملعب البيت بدوحة العرب وأسود الأطلس يواجهون منتخبا متمرسا ويحمل لقب بطل العالم ويدافع عنه”.