قال مسؤولون اليوم الثلاثاء إن موجة حر شديدة قتلت أكثر من 400 شخص في مدينة كراتشي بجنوب باكستان خلال الايام الثلاثة الأخيرة فيما أقامت قوات الأمن مخيمات طبية للعلاج في الشوارع.
وأدت موجة الحر اللافحة التي تزامنت مع انقطاع التيار الكهربي الى تعرض المنظومة الصحية المتهالكة في الحكومة المحلية لكراتشي لانتقادات لاذعة الى جانب شركة (كيه.الكتريك) الخاصة التي تزود بالطاقة الكهربية كراتشي المركز المالي لباكستان التي يقطنها 20 مليون نسمة.
وارتفعت درجات الحرارة إلى 44 درجة مئوية في ميناء كراتشي الذي غلفه الضباب خلال الايام القليلة الماضية بارتفاع عن درجة الحرارة التي تسود المنطقة عادة خلال فصل الصيف والتي تصل الى 37 درجة لكن سلطات الارصاد الجوية تقول إن من المتوقع سقوط أمطار.
وقال غلام رسول المدير العام لهيئة الارصاد الجوية “نتوقع هبوب نسيم البحر في وقت ما الليلة. ستنخفض درجة الحرارة مع دخول الامطار الموسمية ساحل اقليم السند ما يجعل الفرصة مهيأة لسقوط امطار على المدينة”.
وقال أنور كاظمي وهو مسؤول كبير بمؤسسة ادهي الخيرية لرويترز إن مشرحة المؤسسة استقبلت أكثر من 400 شخص توفوا بسبب مضاعفات الحر خلال الايام الثلاثة الاخيرة.
وسجلت وفيات اخرى في بقية الاقليم لكن لم يتسن الحصول على الارقام النهائية.
وقال كاظمي “المشرحة تعمل بكامل طاقتها تقريبا ونحن نحث الناس على عدم الابطاء في دفن موتاهم ومحاولة دفنهم باسرع ما يمكن في موجة الحر”.
وقال مستشفى عام كبير في كراتشي إن 200 مريض توفوا هناك بسبب الجفاف والانهاك الناجم عن الحر فيما تتلقى المستشفيات سيلا لا ينقطع من المرضى والمتوفين.
وأقامت قوات الامن مخيمات للعلاج الطبي في عدة مناطق في كراتشي لتقديم المياه ومحلول معالجة الجفاف.
وتتعرض الحكومة الاقليمية لانتقادات متزايدة من جانب احزاب المعارضة لسوء ادارة الكارثة التي تفاقمت بسبب انقطاع الكهرباء.
وقال نائب برلماني إنه يتعين على الحكومة اغلاق اجهزة التكييف بمباني البرلمان لمدة ساعة تضامنا مع محنة الاهالي.
وقال مسؤولون من شركة (كيه-الكتريك) إن موجة الحر تسببت في زيادة لم يسبقها مثيل في الطلب على الطاقة الكهربية وان الكثير من مشاكل انقطاع الكهرباء سببها توصيل التيار بصورة غير قانونية ما يؤدي الى زيادة الاحمال على الشبكة الكهربية.
ويسهم الفساد وسوء الادارة في ان تعاني معظم مناطق باكستان من انقطاع الكهرباء ثماني ساعات يوميا على الاقل فيما تلحق أضرار أشد بقاطني المناطق الأكثر فقرا.
وتبيع الحكومة الباكستانية التي تعاني من مشاكل اقتصادية جمة الطاقة الكهربية باقل من تكلفة انتاجها. وقالت وزارة الطاقة الباكستانية في الآونة الاخيرة إنها ستقطع الكهرباء عن مكاتب رئيسية بينها مكتبي الرئيس ورئيس الوزراء في حملة على المستهلكين الذين لم يدفعوا فواتير الكهرباء.
ويعاني الاقتصاد الباكستاني بشدة جراء الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ويعود ذلك لأسباب منها أن العائلات صاحبة النفوذ والساسة وكبار الموظفين الحكوميين لا يدفعون نظير استهلاكهم للطاقة بينما لا يستطيع الفقراء في كثير من الأحيان دفع قيمة الفواتير المتصاعدة.