بمجرد تأهل المنتخبين المغربي والفرنسي إلى الدور قبل النهائي ببطولة كأس العالم 2022، بدأ الحديث عن المواجهة التي ستجمع بين الصديقين والزميلين بفريق باريس سان جيرمان الفرنسي، المغربي أشرف حكيمي والفرنسي كيليان مبابي.
وسلطت الأضواء بشكل كبير على علاقة مبابي وحكيمي طوال فترة استعداد المنتخبين للمواجهة التي جمعتهما الأربعاء وانتهت بفوز المنتخب الفرنسي (2- 0) ليتأهل إلى الدور النهائي، حيث يلتقي نظيره الأرجنتيني، ويخوض المنتخب المغربي المنافسة على المركز الثالث مع نظيره الكرواتي.
وبعد تعليق صداقتهما لمدة 90 دقيقة حينما التقيا على ملعب استاد البيت كمنافسين، كل منهما يدافع عن ألوان منتخب بلاده، سرعان ما عادت مشاعر الصداقة بمجرد إطلاق صافرة النهاية لتخطف الأضواء.
وتوطدت علاقة مبابي وحكيمي بشكل كبير منذ انتقال النجم المغربي إلى صفوف باريس سان جيرمان قادماً من إنتر ميلان الإيطالي قبل عام ونصف العام، وقد تعاونا مع بعضهما البعض في تسجيل سبعة أهداف لباريس سان جيرمان خلال تلك الفترة.
وفي الأيام السابقة لمواجهة المغرب وفرنسا، أعيد نشر مقطع فيديو جرى تصويره قبل نحو عام، وتنبأ خلاله مبابي بلقاء حكيمي لكن كخصمين في كأس العالم 2022.
وجرى تصوير مقطع الفيديو خلال جولة لفريق سان جيرمان في قطر في يناير الماضي، وظهر مبابي وحكيمي في المقطع خلال وجودهما على ملعب استاد المدينة التعليمية.
وقال مبابي مازحاً في المقطع: “سيتحتم علي أن أدمر صديقي.. هذا سيكسر قلبي شيئاً ما، لكن هذه هي كرة القدم”، ورد حكيمي قائلاً “سأحطمه”، قبل أن يتبادلا الضحك.
وتحققت توقعات مبابي والتقى الصديقان بالفعل كغريمين على أرض الملعب، ونجح كل منهما في استعراض احترافيته بشكل واضح طوال 90 دقيقة بمحاولة تقديم أفضل ما لديه من أجل منتخب بلاده، وكانت الغلبة في النهاية للمنتخب الفرنسي ونجمه مبابي.
لكن بمجرد إطلاق الحكم صافرة النهاية، عادت مشاعر الصداقة وتوجه مبابي نحو حكيمي الذي كان، حاله كحال زملائه بالمنتخب المغربي، مستلقياً على الأرض وسط مشاعر من الحسرة على فقدان حلم التأهل لنهائي المونديال.
وبعد مواساته، توجه مبابي مجدداً نحو حكيمي وتبادلا قمصان اللعب مع بعضهما البعض، وبعدها انتشرت صور لمبابي جالساً على الأرض بجوار حكيمي في ممر خروج اللاعبين عقب المباراة.
كذلك وجه مبابي رسالة لحكيمي في تغريدة عبر حسابه بموقع شبكة التواصل الاجتماعي “تويتر” قال فيها: “لا تحزن يا أخي، الجميع فخورون بما قدمتوه، لقد صنعتم التاريخ”.
لقد حملت مباراة المربع الذهبي مشاعر خيبة أمل للمنتخب المغربي، لكنها كشفت عن العديد من المشاعر والأوجه الجميلة للعبة، واحترافية نجوم بارزين في القدرة على تنحية الصداقة جانباً خلال الدفاع عن ألوان فرقهم، ثم استعادتها من جديد خارج الملعب.
ورغم فقدان المنتخب المغربي فرصة المنافسة على اللقب وأن يصبح أول منتخب من خارج قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية يصل لنهائي المونديال، فإنه نال احترام الجميع بعد إنجازه التاريخي المتمثل في كونه أول منتخب أفريقي وعربي يصل للمربع الذهبي لكأس العالم.