قال أعضاء مجلس النواب المنتمون لمختلف الهيئات السياسية، الاثنين، أن الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني بمونديال قطر، يعد درسا بليغا في الطموح المقترن بالجهد والمثابرة، معتبرين أن هذا الصنيع غير المسبوق يجب أن يجد صداه في مختلف السياسات العمومية ولاسيما ذات الصلة بالمجال الرياضي والشبيبي.
وتوقف ممثلو الأمة في مداخلاتهم خلال جلسة عمومية ترأسها رئيس مجلس النواب، راشيد الطالبي العلمي، عند الرسائل والعبر التي انطوت عليها “ملحمة” المنتخب الوطني بمونديال قطر “التي أكدت أن المستحيل ليس مغربيا”، مؤكدين أنه يتعين “الاستفادة من الزخم الكروي لتحقيق إنجازات موازية على المستوى المجتمعي والسياسي والثقافي والعلمي”.
وفي هذا السياق، أشاد الطالبي العلمي باسم كافة مكونات مجلس النواب ب “الإنجاز التاريخي الذي حققه المنتخب الوطني لكرة القدم في مونديال قطر”، مبرزا أنه “سيظل عنوان اعتزاز وافتخار للمغرب تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس”.
من جهته، سجل محمد غياث، رئيس فريق التجمع الوطني للأحرار، أن مونديال قطر 2022 “كان فرصة للوقوف مع الذات لإبراز مجموعة من القيم المغربية، كالأسرة ومكانة الأم داخلها”، مشددا على أن ما تحقق “لم يأت من فراغ، وإنما هو تراكم لعشرين سنة من العمل الجبار الذي قام به جلالة الملك على كل الواجهات: على المستوى الحقوقي بتصالحنا مع ماضينا السياسي، وعلى المستوى الدستوري بسن دستور مغربي متقدم غير مسبوق، وعلى المستوى الدبلوماسي بتموقع افريقي ودولي متميز يشهد به الجميع، وعلى المستوى الاقتصادي بإنجاز وفتح أوراش مهيكلة للاقتصاد الوطني، وعلى المستوى الاجتماعي بمسابقة الزمن حكومة وبرلمانا من أجل دولة إجتماعية منصفة للمواطن ، ومدرسة صالحة ومستشفى لائق وشغل قار يصون الكرامة”.
وبعد أن أكد أن آثار إنجاز المنتخب الوطني في المونديال “تجاوزت رقعة ملعب كرة القدم”، أشاد رئيس الفريق النيابي بمساهمة مغاربة العالم في إشعاع المملكة، داعيا إلى إعطاء هذه الفئة الوضع الاعتباري الذي تستحق.
بدوره، أك د النائب خليفة مجيدي عن فريق الأصالة والمعاصرة، أن إنجاز المنتخب الوطني مبعث افتخار و اعتزاز بالهوية الوطنية، مبرزا أن “أسود الأطلس” لقنوا العالم دروسا في أهمية العمل الجاد والإيمان بالروح الجماعية والتماسك الأسري والعائلي، ومنوها بالالتفاف الجماهيري المغربي والإفريقي والعالمي أحيانا، “الذي كان مصدر طاقة إيجابية كبيرة لتحقيق مزيد من الارتقاء في مدارج العطاء والتألق في هذه المسابقة العالمية الكبيرة”.
واعتبر مجيدي أن المشاركة المغربية في المونديال “ناجحة بأبعاد ثقافية وحضارية وفنية وإعلامية وسياسية، ومشيعة لصورة مشرقة ومشرفة للمغاربة، ومعززة للقوة الناعمة المتصاعدة للمغرب ومكانته الإقليمية والدولية خاصة وأنها كانت مطبوعة بدعم ملكي وشعبي كبيرين”.
من جانبه، أبرز رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، نور الدين مضيان، أن هذا الإنجاز يجب أن يشكل درسا “لمراجعة مجموعة من السياسات في شتى المجالات، خاصة في المجال الرياضي، وعدم انتظار الفرص”، قائلا إن “الغيرة الوطنية والعطاء منقطع النظير والتضحيات الجسام التي قدمها اللاعبون وكل الطاقم التقني والطبي والإداري “لدرس قيم ونبيل لكل من يتحمل أي مسؤولية في هذا الوطن للعمل بنفس الروح والتضحيات والقيم التي تجعل من إعلاء كلمة ومكانة وطننا هدفا وحيدا وواحدا”.
واعتبر السيد مضيان أن “ملحمة قطر التاريخية” حبلى بالدروس التي أبدع اللاعبون في تقديمها في أبهى الحلل، “فصور تكريم اللاعبين لأمهاتهم آبائهم وتقبيل رؤوسهم أمام أنظار العالم واحتفالهم معهم لم تكن أبدا صدفة، وإنما تعبير صادق عن القيم الأخلاقية العظيمة لأمتنا وشهادة معبرة عن مكانة الأسرة والأم والأب في تقاليدنا الراسخة”، مشددا على أهمية المحافظة على هذه القيم وتعزيزها.
أما رئيس الفريق الاشتراكي ، عبد الرحيم شهيد، فأكد أن المغرب يجني من خلال هذا الإنجاز “ثمار خارطة الطريق التي أعلن عنها جلالة الملك محمد السادس في رسالته السامية التي وجهها سنة 2008 للمناظرة الوطنية حول الرياضة وما تلاها من إنجاز بنيات تحتية رياضية من مستوى عالمي، إلى جانب الاهتمام بالتكوين وعلى رأسه تأسيس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم وهيكلة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والعصب، وهو ما أعطى كرة القدم نتائج باهرة في السنوات الأخيرة على مستوى الأندية والفرق”.
على مستوى آخر، لفت شهيد إلى أن التحولات العميقة تكون أقوى بقيادة الكفاءات الوطنية، موضحا أن المدرب الوطني استطاع بناء منتخب متماسك ومنسجم “ينبض عشقا للوطن ويحارب بجسده وجوارحه من أجل إعلاء راية الوطن”.
من جهته، اعتبر النائب إبراهيم اعبار، عن الفريق الحركي، أن مغرب ما بعد المونديال مطالب بالقيام “برج ة اقتصادية واجتماعية على غرار ما قام به المنتخب الوطني، علما أن الجانب الرياضي لا يمكن أن يخرج عن هذا السياق”، داعيا إلى استثمار هذه المكاسب لتحقيق المزيد من الإنجازات على المستوى الرياضي واحتضان التظاهرات الرياضية الكبرى والاستثمار في التأطير والتكوين والبنيات التحتية الرياضية.
وطالب النائب البرلماني بالتأسيس للرياضة القاعدية للانتقال إلى ملاعب الأحياء بغية إحياء الممارسة الرياضية في المدن والقرى والأحياء الشعبية منها على الخصوص، وتعزيز الرياضة الجامعية والمدرسية، معربا عن أمله في أن يساير الأداء الرياضي للفريق الوطني الأداء التنظيمي في قادم المحافل والمناسبات المحلية والقارية والعالمية.
من جهته، قال رئيس الفريق الدستوري الديمقراطي الاجتماعي بلعسال الشاوي، إن المنتخب الوطني حقق إنجازات باهرة على أرضية الملاعب وحقق أهدافا أخرى “لدى قلوب جماهير وشعوب مختلف القارات خصوصا على المستوى الإفريقي والعربي والإسلامي”.
وأضاف الشاوي، في هذا الإطار، أن المنتخب “بصدق نيته وعزيمته وروحه القتالية الميدانية، استطاع أن يغير الموازين ويجسد طموح جماهير كرة القدم ويفوز بثقتها عن جدارة واستحقاق ليصل إلى نصف النهاية”، حاثا على الاستثمار في رصيد هذا الزخم المكتسب من أجل الاستمرار لتحقيق إنجازات قياسية في ميادين أخرى علمية ثقافية سياسية فنية وابتكارية.
بدوره، سجل رئيس فريق التقدم والاشتراكية، رشيد حموني، أن أسود الأطلس شرفوا الكرة المغربية أحسن تشريف ومثلوا الرياضة الوطنية أفضل تمثيل، معتبرا أن الاستمرار في تحقيق الانتصارات “ممكن متى توفرت العزيمة وحب الوطن”.
وأشار حموني إلى أن الفريق الوطني خلق الحدث وصنع أجواء استثنائية وأدخل البهجة على قلوب الأصدقاء “وانتزع تقدير الخصوم والأعداء”، مشيدا، في هذا الصدد، بأدوار الأمهات المغربيات، اللائي أعطين المثل والقدوة “في كيفية تنشئة هؤلاء الأبطال ليكونوا ناجحين في الحياة وأوفياء لوطنهم الذي اختاروا أن يلعبوا تحت لوائه ومن أجل رايته غير آبهين بعروض المال وإغراءات الامتيازات”.
في سياق ذي صلة ، لفت النائب عبد الصمد حيكر عن المجموعة النيابية لحزب العدالة والتنمية إلى أن مصادر الاعتزاز بالمنتخب الوطني متعددة، “بدءا بالحماس الكبير الذي رافق ترديد النشيد الوطني حتى أصبح يتغنى به جمهور من خارج الجمهور المغربي، إلى سجود اللاعبين لله حمدا وشكرا ونسب كل إنجاز إليه، وتركيز المدرب على النية الصادقة باعتبارها المنطلق الأساس وحجر الزاوية في تحقيق أي نجاح والاحتفاء بالأمهات وإبراز دورهن في صناعة الأبطال وتنشئتهم ومرافقتهم وتوفير كافة الأجواء المعنوية لتحقيق فوزهن، إلى جانب الاحتفاء بعلم فلسطين والتأكيد أن فلسطين والمغرب شعب واحد”.
وشدد على أهمية استحضار الحس الوطني العالي والاعتزاز بالانتماء للوطن، وسيادة روح الفريق لتحقيق الربح الجماعي، بالإضافة إلى تحمل المسؤولية على أساس الكفاءة والاستحقاق والثقة في الكفاءات الوطنية وفسح المجال لأهل الاختصاص للمبادرة والعمل والاجتهاد.
أما النائبة شفيقة لشرف عن جبهة القوى الديمقراطية، فأشارت إلى أن إنجاز أسود الأطلس سيحقق للمغرب مكاسب دبلوماسية وسياسية وكبيرة، معتبرة أن المنتخب الوطني ساهم في الترويج والتسويق للمغرب، وأعطى صورة مشرفة على المملكة مما سيساهم بالتأكيد في إنعاش قطاع السياحة وتموقع المملكة في العالم أكثر وأكثر.
من جهتها، سجلت النائبة فاطمة التامني، عن فدرالية اليسار الديمقراطي، أن الفريق الوطني أعاد بأسلوبه وروحه الوطنية العالية الثقة في العمل حينما يكون جادا ومسؤولا، مؤكدة أن المغرب اليوم “بحاجة إلى إعادة النظر في أسس بناء سياسات عمومية قائمة على مصداقية الخطاب ومصداقية الفعل”، فيما توقفت النائبة نبيلة منيب عن الحزب الاشتراكي الموحد، عند أبرز الدروس المستخلصة من زخم فوز المنتخب الوطني والمتمثلة أساسا في إعلاء قيمة العمل والمثابرة باعتبارهما أساس النجاح.
كما شددت النائبة البرلمانية على أن “البيئة الأسرية التي توفر الحب والروحانيات تبني الوطنية الحقيقية وتربي على حب الوطن والتأهب لنصرته بالتشبع الأخلاق الرفيعة، وعدم الخجل من أصولنا وهوياتنا، بل تجسيدها أحسن تجسيد”.