الخليج وجهة كروية جاذبة في خريف العمر.. من ريفيلينو إلى رونالدو

صحيحٌ أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو يُعدّ أبرز النجوم العالميين يحترفون في البطولات الخليجية لكرة القدم، مع توقيعه على كشوف نادي النصر السعودي، إلا ان المنطقة العائمة على حقول النفط والغاز لطالما جذبت العديد من الأسماء اللامعة في خريف مسيرتها الرياضية.

ووقّع كريستيانو، الذي سيُقّدم مساء الثلاثاء لجماهير “العالمي” بملعب مرسول بارك في الرياض، عقداً لمدة موسمين بصفقة خيالية قدِرت قيمتها بأكثر من 200 مليون يورو.

وتعكس صفقة انتقال الـ”دون” (38 عاماً في 5 فبراير المقبل)، أفضل لاعب في العالم خمس مرات، رغبة سعودية في تعزيز مفهوم التسويق، رفع قيمة الدوري الفنية واستثمار الرياضة كـ “قوّة ناعمة” لتعزيز النفوذ.

بخلاف هداف كأس العالم 1958، الفرنسي جوست فونتين، المولود في مراكش المغربية، والذي بدأ مسيرته مع نادي الاتحاد الرياضي المغربي في الدار البيضاء، مثّلت تجارب احتراف النجوم العالميين في الدول العربية عموماً، والخليجية تحديداً، محطات ختامية حيث يتوفر المال الكثير والضغط القليل!

ريفيلينو يفتتح المسار
كان الهلال، غريم النصر في العاصمة الرياض، أوّل من فتح أبواب النجوم العالميين إلى الخليج، بتعاقده عام 1978 مع النجم البرازيلي روبرتو ريفيلينو بطل العالم 1970.

ارتدى ريفيلينو ألوان نادي الهلال السعودي بين 1978 و1981
حوّل انتقال ريفيلينو (32 عاماً وقتذاك)، ولمدة ثلاثة مواسم، أنظار العالم إلى المنطقة الطامحة، تزامناً مع تأهل الكويت إلى كأس العالم 1982 وقدوم العديد من المدربين البرازيليين مثل كارلوس ألبرتو باريرا وماريو زاغالو.

ترك ريفيلينو، أو “أبو شنب”، كما كانت تطلق عليه الجماهير الهلالية نسبة إلى شاربيه الكثيفين، بصمة لافتة بحصده لقب الدوري السعودي، وتسجيله 39 هدفًا، أهمها هدف الفوز أمام النصر في مباراة الحسم في أولى مواسمه مع الهلال.

وفاجأ النصر الجميع عام 1998 بالتعاقد مع النجم البلغاري خريستو ستويشكوف، صاحب الكرة الذهبية عام 1994، في صفقة قصيرة قاده خلالها لإحراز بطولة الأندية الآسيوية لأبطال الكؤوس، عبر صناعة هدف في نصف النهائي، وتسجيل هدف التتويج في النهائي أمام سوون سامسونغ الكوري الجنوبي.

وكانت الملاعب السعودية شاهدة أيضاً على بعض التجارب القصيرة مثل البرازيلي بيبيتو بطل العالم 1994 المنتقل إلى اتحاد جدة عام 2002 بعمر 38 عاماً، حيث لعب فقط 5 مباريات سجل خلالها هدفا وحيدًا، فيما اكتفى مواطنه دنيلسون، بطل مونديال 2002 وأغلى لاعب في العالم عام 1998 مع ريال بيتيس الإسباني، بتجربة لم تتجاوز الشهرين فقط مع النصر في موسم 2007.

الإمارات تدخل على الخط
مع مطلع الألفية الثالثة، تجاوز استقطاب النجوم العالميين الحدود السعودية، إلى جارتيها الإمارات وقطر، فلعب الليبيري جورج وياه، صاحب الكرة الذهبية 1995، للجزيرة الإماراتي بين 2001 و2003، ثم بطل العالم وصاحب الكرة الذهبية 2006 الإيطالي فابيو كانافارو إلى شباب الأهلي دبي لموسم واحد في 2011.

الإيطالي فابيو كانافارو -يسار- في قميص النادي الأهلي الإماراتي في 2 يناير 2011
كما جذبت الأندية الإماراتية بعض الأسماء العالمية مثل الغاني أبيدي بيليه مع العين (1998-2000) والإيطالي لوكا توني، بطل العالم 2006، في تجربة قصيرة مع نادي النصر عام 2012.

التجربة القطرية
وإذا كان جذب النجوم إلى الخليج قد اقتصر خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي على مبادرات محدودة من بعض الأندية، فإنه تحوّل في قطر إلى استراتيجية كاملة تمثلت بإطلاق ما وُصِف بـ “دوري النجوم” في موسم 2003-2004 حين استقطب أكثر من ثلاثين محترفًا عالمياً، تقدمهم الأرجنتيني غابريال باتيستوتا (العربي)، الذي احتل صدارة الهدافين في أولى مواسمه بـ25 هدفاً، المدافعان الفرنسيان فرانك لوبوف (السد) ومارسيل دوسايي (الغرافة)، والإسبانيان بيب غوارديولا (الأهلي) وفرناندو هييرو (الريان).

الارجنتيني غابريال باتيستوتا (يمين) في ثياب العربي القطري في فبراير 2004 في الدوحة
وقبل أشهر من انطلاق الدوري النجوم، أبرم نادي السد عقدًا لمدة مئة يوم فقط مع البرازيلي روماريو بطل العالم 1994، مقابل مليون ونصف المليون دولار، في تجربة لم تحقق أهدافها، إذ اكتفى نجم برشلونة السابق (37 عاماً وقتذاك) بخوض 3 مباريات فقط، من دون تسجيل أي هدف.

لكن أكثر الصفقات نجاحًا في قطر كانت تلك التي أبرمها السد، زعيم الاندية القطرية، بتعاقده مع الإسباني راوول غونساليس، أحد رموز ريال مدريد، فقاده إلى إحراز لقب الدوري في أولى مواسمه (2012-2013)، مسجلًا 9 أهداف، ثم كأس الأمير.

واستكمالًا للتجارب الإسبانية المثمرة، تعاقد السد أيضاً مع الإسباني تشافي صيف 2015، قادماً من رحلة مُرصعة بالألقاب مع برشلونة ومنتخب لا روخا.

لم يخيب تشافي الآمال المعقودة عليه، فحصد في مواسمه الاربعة، كلاعب، العديد من الألقاب المحلية، أبرزها الدوري، الذي ناله أيضاً كمدرّب قبل رحيله لتدريب برشلونة أواخر 2021.

وفيما برز في العقدين الماضيين دور البرازيلي جونينيو (2009 إلى 2011) في قيادته الغرافة إلى لقبين في الدوري، شهدت الكرة القطرية صفقات غير مثمرة فنياً مثل الكولومبي خاميس رودريغيس مع الريان (2021)، الكاميروني صامويل إيتو مع قطر (2018) والهولندي ويسلي سنايدر مع الغرافة (2018).

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة