تستضيف مدينة تطوان، يوم 11 يناير الجاري، الملتقى الوطني الأول حول دور اليهود المغاربة في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية.
وسيتميز الملتقى، المنظم من قبل جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي بدعم من عمالة تطوان بمناسبة ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بالإعلان عن مركز الأبحاث والدراسات حول تاريخ اليهود بالشمال بهدف إرساء الثقافة العبرية.
كما يشكل الملتقى، حسب بلاغ للمنظمين، مناسبة لانطلاق العمل المشترك حول أرشيف وثائق يهود تطوان الذي تحتوي عليه جماعة تطوان، بشراكة مع بيت الذاكرة بالصويرة والمركز الدولي للبحث حاييم وسيليا الزعفراني حول تاريخ العلاقات بين اليهودية والإسلام، ومركز الدراسات والأبحاث حول القانون العبري بالمغرب، وكرسي القانون العبري بجامعة محمد الخامس بالرباط وجمعية الصويرة موكادور.
ويتميز هذا الملتقى بمشاركة باحثين وأكاديميين من مركز الأبحاث والدراسات حول القانون العبري في المغرب، ومن جامعة محمد الخامس بالرباط، وممثلين عن فيدرالية السفرديين بكندا، وفيدرالية السفرديين بالعالم، وشخصيات أخرى.
إلى جانب الدرس الافتتاحي للملتقى حول “دور اليهود في إغناء الذاكرة الجماعية الوطنية” بمقر رئاسة جامعة عبد المالك السعدي، سيتم بمقر جماعة تطوان التاريخي “الأزهر”، تدشين رواق الذاكرة الوثائقية والذي سيعرض وثائق نادرة ليهود تطوان تضمها خزانة جماعة تطوان، ليتم بعد ذلك توقيع اتفاقيتين، الأولى بين جماعة تطوان والمؤسسات المشاركة في الملتقى لصيانة وثائق يهود تطوان، والثانية بين جامعة عبد المالك السعدي والمؤسسات المشاركة لإنجاز الأبحاث والدراسات حول يهود تطوان، إلى جانب زيارة للمدينة القديمة انطلاقا من باب العقلة وصولا إلى بيعة إسحاق بن الوليد بحي الملاح، وبعدها زيارة المقبرة اليهودية بتطوان.
ويجسد هذا الحدث حرص جماعة تطوان وجامعة عبد المالك السعدي على تعزيز روافد الهوية المغربية بكل أبعادها المتعددة التي أكد عليها دستور 2011 ، وعلى استحضارهما للحدث التاريخي البارز المتمثل في تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وتعتبر مدينة تطوان نموذجا رائدا للتلاقح والانصهار بين مختلف الفئات والمكونات الاجتماعية والدينية، وخاصة الأندلسية المورسكية منها واليهودية، لما يختزله تاريخها العريق على مدى أكثر من خمسة قرون، من مميزات وعناصر حضارية وثقافية ودينية، تجسد مدى قوة وحضور هذه المكونات في بناء حضارة وهوية المدينة المتعددة الروافد، حيث ظلت على مر العصور وعلى امتداد تاريخها العريق فضاء للتعايش والتسامح، وملتقى الديانات السماوية الثلاث.
ويهدف هذا الحدث، إلى جعل مدينة تطوان مدينة جاذبة مشعة ومنفتحة على كل العالم بكل مكوناته، من خلال تسويق الاسهامات الأساسية والفعالة في بناء الشخصية الحضارية للمدينة، وفي بناء هويتها المركبة.