طرحت، الثلاثاء، في أسواق المملكة المتحدة، مذكرات الأمير هاري “البديل”، بعد أشهر من حملة دعائية مكثفة. ومن المتوقع أن تتسبب هذه المذكرات المثيرة للجدل، في مزيد من الحرج للعائلة المالكة، خصوصا بالنسبة إلى الأمير وليام، والأب الملك تشارلز الثالث. وتطرح هذه المذكرات بعد عرض منصة نتفليكس للوثائقي “هاري أند ميغان” في ديسمبر.
بعد أشهر من الترقب، تخللتها حملة دعائية متواصلة، طُرحت، الثلاثاء، مذكرات الأمير هاري”spare” (“البديل”) في أسواق المملكة المتحدة، مما قد يتسبب في مزيد من الإرباك للعائلة المالكة. وتزامنت مذكرات هاري مع أربع مقابلات تلفزيونية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة التي يقيم فيها الأمير مع زوجته ميغان.
وأبقت بعض المتاجر البريطانية أبوابها مفتوحة حتى وقت متأخر من الليل لطرح أبرز كتاب يتناول العائلة المالكة منذ نشر “ديانا: هير ترو ستوري” عام 1992 الذي تعاونت فيه والدة هاري الأميرة ديانا مع أندرو مورتون.
إلا أنّ مقتطفات من الكتاب الذي سيصبح مُتاحاً في 16 لغة بالإضافة إلى نسخة صوتية، تسربت إلى الصحافة منذ طرح المذكرات للبيع عن طريق الخطأ الخميس في إسبانيا.
ويتهم دوق ساسكس البالغ 38 عاماً في الكتاب، شقيقه وليام بطرحه أرضاً خلال شجار العام 2019 بشأن ميغان التي كان هاري تزوجها قبل سنة من ذلك.
وتطرق الأمير هاري كذلك إلى فقدانه عذريته وتعاطيه المخدرات، بالإضافة إلى قتله 25 من عناصر حركة طالبان خلال خدمته في صفوف الجيش البريطاني في أفغانستان. وندد ضباط كبار في الجيش البريطاني بشدة بهذه التصريحات.
وفي متجر لبيع الكتب بمحطة قطار فكتوريا في لندن، عُرضت نسخ من الكتاب على الرفوف.
وكان كريس إيمافيدون، وهو رئيس جمعية خيرية تعليمية، بين الأوائل الذين اشتروا المذكرات، وأعرب عن رغبته في معرفة المزيد عن حياة هاري “منه شخصياً”. وقال: “أنا حريص جداً على قراءة ما كتبه هاري في شأن ما مرّ به”.
أما سارة ناكانا (46 عاماً) العاملة في المجال العقاري والتي ارتادت المتجر لشراء الكتاب، فقالت: “أريد أن أسمع قصته منه، لأنني في هذه المرحلة أشعر أن وسائل الإعلام البريطانية تدفع البريطانيين إلى اتخاذ موقف متطرّف ضد الأمير هاري”.
تراجع الشعبية
وتخشى العائلة المالكة، وتحديداً الأمير وليام، والأب الملك تشارلز الثالث، من الأجزاء الأخرى المحرجة في الكتاب، إذ أنّ الصحافة البريطانية تحرص على انتقاء مزاعم هاري بدقة كبيرة.
ويبدو أنّ زوجة والده على استعداد لخوض مرحلة صعبة، بعدما هاجمها هاري في مقابلة له مع شبكة “سي بي إس” الأمريكية.
وقال إنّ بعض تفاصيل المحادثات الخاصة التي نُشرت في وسائل الإعلام “لم تكن لتتسرب من أحد” سوى كاميلا، واصفاً إياها بـ”الشريرة”.
ويأتي الكتاب عقب عرض مسلسل “هاري أند ميغان” الوثائقي على نتفليكس الشهر الفائت، والذي تطرق فيه الزوجان إلى مشاكلهما مع العائلة المالكة ووسائل الإعلام البريطانية.
وكان هاري وميغان أجريا في مارس 2021 مقابلة مع الإعلامية أوبرا وينفري، أكدا فيها وجود عنصرية داخل العائلة المالكة، مما أثار ضجة واسعة.
واعترف الأمير هاري خلال المقابلة مع “إي تي في” بأنّه “ربما كان متعصباً” قبل أن يتعرف إلى ميغان، واتهم ويليام وزوجته كيت بعدم منحها فرصة مطلقاً.
ويؤكد هاري رغبته في التقرّب من والده وشقيقه، رغم أنّ التواصل معهما مقطوع، مشيراً إلى أنّ المسؤولية تقع عليهما. ورفض تأكيد ما إذا كان سيحضر تتويج الملك تشارلز الثالث في مايو.
وفي حال كانت رغبة هاري وميغان في إثارة تعاطف البريطانيين، قد أتى تأثير ما فعلاه معاكساً أقلّه في المملكة المتحدة، إذ أشارت استطلاعات أُجريت أخيراً إلى تراجع في شعبيتهما.
ولفت استطلاع أجرته “يوغوف” إلى أنّ 64% من البريطانيين لديهم صورة سلبية عن هاري، في أقل تصنيف له على الإطلاق. أما النتائج الخاصة بشعبية ميغان ماركل فأتت سلبية أيضاً.
رغبة في التقرب من ويليام وتشارلز
ورغم الترويج الكبير الذي حظي به الإعلان عن الحلقة قبل أيام من بثها، شاهد مقابلة هاري عبر “إي تي في” 4,1 ملايين شخص فقط، على ما أظهرت أرقام رسمية.
وخلال المقابلة، أصرّ دوق ساسكس على أنّه وزوجته المختلطة الأعراق، لم يتّهما مطلقاً العائلة المالكة بالعنصرية عقب تعليقات طالت لون بشرة ابنهما المنتظر حينها.
وقال هاري: “لم أوجّه هذه الاتهامات لهم، بل الصحافة البريطانية هي التي نقلت ذلك عن لساني”، مضيفا أن ميغان بدورها لم تصف أفراد العائلة المالكة بـ”العنصريين”.