50 في المائة من الطلبة المغاربة يغادرون الجامعة، دون الحصول على دبلوم، وارتفاع معدل بطالة خريجي التعليم العالي بـ18،7 في المائة بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المفتوح، و8،5 في المائة بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المحدود. أرقام صادمة كشف عنها وزير التعليم العالي والبحث العلمي، عبد اللطيف الميراوي، خلال العرض الذي قدمه في الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، حيث أكد أن هذه الأرقام تعبر عن “ضعف في الأداء والنجاعة ومعدل مقلق للهدر الجامعي”. وأضاف وزير التعليم العالي، أن ضعف الأداء والنجاعة لا يتوقف عند هذا الحد، بل إن الخريجين يفتقرون إلى المهارات اللغوية والأفقية والرقمية، والتي تشكل عائقا أمام إدماجهم في سوق الشغل.
كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، عن الخطوط العريضة للمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار Pacte-Esri 2023 .
واستعرض الوزير، في عرض قدمه خلال أشغال الدورة الأولى من الولاية الثانية للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي (الإثنين-الثلاثاء 9-10 يناير 2023) بمقر المجلس بالرباط، الرهانات والإطار المرجعي والمقاربة المعتمدة في صياغة هذا المخطط الوطني، ومحاوره الاستراتيجية، بالإضافة إلى رافعات التنزيل وبعض الأوراش الأولوية قيد التفعيل وشروط إنجاح المخطط.
وحدد الوزير التحديات الرئيسية التي تواجهها منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في أربع نحديات أساسية: ضعف الأداء والنجاعة ومعاناة البحث العلمي من ضعف الموارد المرصودة وغياب التنسيق وتراجع الدور المجتمعي للجامعة والتحولات المتسارعة للسياق الدولي.
وعرض ميراوي عددا من الأرقام المؤشرة على هذه التحديات، وحول تحدي الضعف والنجاعة أشار إلى أن 50 بالمائة من الشباب يغادرون الجامعة دون الحصول على دبلوم، وارتفاع معدل بطالة خريجي التعليم العالي 18.7 بالمائة بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المفتوح و5.8 ٪بالنسبة للمؤسسات ذات الولوج المحدود.
وعزا الوزير ذلك إلى الافتقار إلى المهارات اللغوية والأفقية والرقمية للخريجين، ما يشكل عائقا أمام إدماجهم في سوق الشغل، بالإضافة إلى ذلك معدل التأطير البيداغوجي دون المعايير الدولية تشير إلى أن متوسط مدرس واحد لما يقرب من 120 طالبا (استقطاب مفتوح) مقارنة بـ 25 بتركيا، 45 بالنسبة للهند، 15 لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. مع احتمال تفاقم هذا الوضع بعد الإحالة على التقاعد للأساتذة الباحثين على المدى القصير والمتوسط (2382 أستاذ باحث بحلول عام 2026).
وعن تحدي ومعاناة البحث العلمي من ضعف الموارد المرصودة وغياب التنسيق، استحضر الوزير أن الميزانية المخصصة لبرامج البحث العلمي والتقني تمثل 6.1٪ من الميزانية الإجمالية لسنة 2022/2021، ووجود 1708 باحث فقط لكل 1 مليون نسمة بالمغرب، مقابل 2916 بالنسبة للبرازيل و1772 لتونس.
وفسّر ميراوي تراجع الدور المجتمعي للجامعة بتنامي بعض السلوكيات التي تتعارض مع الأخلاقيات ومبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص، في سياق يتسم بضعف مشاركة الطلبة في العمل الاجتماعي والأنشطة المكرسة لروح المواطنة.
وأكد الوزير على ضرورة حضور قدرات عالية من حيث استباق التحولات والتأقلم معها: (الرقمنة، الابتكارات البيداغوجية، الاندماج في الشبكات الدولية للبحث والابتكار ،…) فيما يخص تحدي التحولات الهيكلية المتسارعة للسياق الدولي.
وخلص وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عبد اللطيف ميراوي، إلى أن هذه الرهانات تؤكد الطابع الاستعجالي لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.