نقلت 14 دولة مشاركة في مهرجان قمم الدولي للفنون الأدائية الجبلية، فنونها التقليدية والشعبية لقرى وساحات منطقة عسير، في مسيرات كرنفالية متتالية، شهدتها سبع قرى أثرية، موزعة في مواقع مختلفة، بين مدينة أبها وخميس مشيط وضواحيها، لتقديم عروض حية يومية للزوار، من بينها فرقتان تمثلان فنون التراث المغربي.
وشاركت المملكة المغربية بفن “أحيدوس”، الموسيقي المنتشر في مناطق وسط البلاد، فضلا عن فن “عبيدات الرمى”، وهو من فنون التراث المغربي، بجمع مجموعة من المغنين والمؤدين بلباس تقليدي، مرددين عبارات من الشعر المحلي.
وقد تفاعل زوار المهرجان مع الأهازيج والإيقاعات والرقصات التي تعرضها الفرقتان.
ولم تغب الفنون الجبلية العربية عن مهرجان قمم الدولي، فقدمت لبنان “الدبكة”، كأشهر لون أدائي في بلاد الشام، وعرفت العراق زوار المهرجان بفن “الجوبي”، كأداء بدوي وقروي، بينما اهتزت جنبات القرى بفن “السمرة” اليمنية اليافعية، حيث تبدأ بـ”المخموس”، ثم يتسارع الأداء لها بحركاتها الجميلة التي تتميز بالسرعة وأيضا الطبل اليافعي والمزمار، ويصاحبها إيقاع زخرفي من التصفيق.
واستعادت السودان فن عرضتها الخاص في قرى عسير، حيث تقافز مجموعة من الرجال في أداء متناغم بالسيف والعصا، محركين أقدامهم برفع الركب متزينين بالزي الوطني برشاقة وسلاسة فنية أدائية، في حين حضر فن “الربوبة” من سلطنة عمان بحركاته الأدائية المركبة،.
وعرضت جمهورية الصين الشعبية ثلاثة فنون؛ شملت “فن التنين” وهو الأداء التقليدي الرامز إلى القوة والكرامة في الصين، وفن “الأكمام المائية” الذي يستخدم في أدائه العارضون أكماما طويلة لتحاكي تدفق المياه من الجبال، ويبذلون في تقديمه جهدا وحركات سريعة، كما تقدم الفرقة الصينية خلال مشاركتها فن الأداء الجبلي بتاريخه الطويل والمعقد كفن مسرحي له خصوصيته في الأغاني والرقصات.
وقدمت جمهورية كوريا الجنوبية فنونها الجبلية الشهيرة المصحوبة بقرع الطبول، وكذلك فن الشامان، حيث يمتزج اللونان مع بعضهما البعض بين عزف الطبول في “جيندو” وهي جزيرة تقع في الجزء الجنوبي الغربي الكوري ومجموعة الشامان المؤدين للون، وتتشارك مع الصين في فن “الأكمام المائية” وترتدي الفنانة رداء بأكمام طويلة “هانسا” وقلنسوة بيضاء “كوكال”.
وحضرت جمهورية الهند بفنون جبلية من ولاية “مانيبور” في الشمال الشرقي الهندي، فجاء فن “رأس ليلا” كواحد من أشكال الأداء الكلاسيكي الثمانية في الجمهورية، فيما كان فن “شالوم الجبلي” بارزا بأداء مسرحي متناغم وفريد، وصور فن “ثانغ تا” مرحلة مبكرة من التطور البشري بأداء متوازن .
وتنظم هيئة المسرح والفنون الأدائية السعودية النسخة الثانية من هذا المهرجان، الذي سيحتفي بأكثر من 32 لونا فلكلوريا يرتبط بالبيئة الجبلية وثقافات الشعوب وتقاليدها، ويستمر حتى الـ27 يناير الحالي، مسلطا الضوء على تجارب المجتمعات عند الفرح والاحتفالات، وعلى الجذور التراثية للفنون والأداءات الغنائية التقليدية.
ويستعرض مهرجان قمم الدولي ثراء الألوان والفنون الأدائية المحلية والدولية في ثمانية مواقع بمنطقة عسير لها جذور تراثية وعمق تاريخي غني، شملت قرى تراثية وقصورا تاريخية وقلاعا شهدت جدرانها على قصص وملاحم من عبور الزمن والتاريخ عليها.