وصف عميد معهد العلوم السياسية والقانونية والاجتماعية بجامعة مونديابوليس علي لحريشي، القرار المؤسف للبرلمان الأوروبي حول المغرب بأنه “لاغ وباطل”.
وقال لحريشي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “يمكننا بكل بساطة تصنيف هذا القرار بأنه يفتقد للانسجام، أو بصيغة أخرى “تهافت التهافت” في إشارة لكتاب يحمل العنوان نفسه للفيلسوف الكبير ابن رشد “.. وتساءل في هذا السياق: كيف يسمح بعض أعضاء البرلمان الأوروبي لنفسهم التدخل في الشؤون الداخلية لدولة مستقلة وذات سيادة، مع إملاء عليها قرارات لا اختصاص ولا شرعية لهم بشأنها ؟
ضمن هذا السياق لفت إلى أن المملكة المغربية دولة مستقلة تمارس سيادتها كاملة وغير منقوصة على كل الأصعدة المؤسساتية، ومستويات صنع القرار، وهي بذلك لا تقبل أي تدخل أجنبي في ممارسة سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية.
وبعد أبرز أن المغرب لا يقبل تلقي أوامر أو توصيات في ما يتعلق بممارسة سلطته التي تهم الشأن العمومي، دعا الحريشي أعضاء البرلمان الأوروبي المعنيين إلى مراجعة اختصاصات برلمانهم الذي لا يملك حتى المبادرة التشريعية للاتحاد الأوروبي، والتي تقع ضمن المجال الحصري للمفوضية الأوروبية.
وفي سياق متصل أكد أن المغرب يسير بثبات منذ أكثر من عشرين عاما على طريق توطيد الصرح الديمقراطي الذي بدأ منذ تربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس على عرش أسلافه الميامين، وذلك من خلال تكريس مبدأ حماية حقوق الإنسان والحريات باعتبار ذلك أساس دولة الحق والقانون.
وتابع هذا الجامعي أن خير مثال على ذلك يتجلى من خلال مبدأ العدالة الانتقالية عبر إعمال تجربة هيئة الإنصاف والمصالحة سنة 2004، ثم دستور 2011، مضيفا أن المغرب كرس أيضا انتقاله الديمقراطي عبر مبدأ فصل السلطات ( التنفيذية / التشريعية / القضائية).
وحسب لحريشي، فإن بعض اللوبيات التي تتعارض مصالحها الاقتصادية مع مصالح المغرب، تحاول إغراء بعض أعضاء البرلمان الأوروبي، وهي تنسى أن المغرب يستفيد من الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي منذ سنة 2008، وهذا ليس بسبب قربه الجغرافي من أوروبا أو حتى التاريخي، ولكن أيضا بسبب دوره الجيواستراتيجي باعتباره فعلا رئيسيا على الساحة الدولية والإقليمية والمتوسطية في مواجهة تحديات الأمن والمناخ والطاقة، ومكافحة الهجرة غير الشرعية ثم الإرهاب.
وفي هذا الصدد، ذكر الأكاديمي بأن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أكد مؤخرا من الرباط، تشبث الاتحاد الأوروبي وحرصه على العلاقة التي تجمعه بالمملكة المغربية “الشريك الأكثر دينامية وقربا” من أوروبا.