قال الكاتب الصحفي فيليب بيرنارد في مقال نشرته صحيفة “لوموند”، إن شعار “السيادة” الذي يرفع في إفريقيا، يتغذى على “العجز الفرنسي” عن التخلص من سلوكيات متعالية.
واعتبر أن الشعور، البعيد عن الواقع، بأن باريس تملك ناصية وضع أصبح لا يطاق بالنظر إلى الإخفاق الأمني الفرنسي بإفريقيا، حيث يدير عدد من أفارقة منطقة الساحل ظهورهم لفرنسا لأنهم يؤاخذون عليها عجزها عن إعادة إرساء الأمن.
ويرى الكاتب أن هذا العجز ينجم أساسا عن خلل في التحليل، ملاحظا أن باريس بزعمها مواصلة ممارسة نفوذها، باتت شريكة في إخفاقات مرحلة الاستقلالات في القارة.
ونبه فيليب بيرنارد في معرض استدلاله على السلوكيات الفرنسية المذكورة، إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وأمام طلبة واغادوغو سنة 2017، لم يتورع عن إهانة الرئيس المنتخب كريستيان كابوري، بينما كان يأمل في تمرير رسالة حول شراكة جديدة متحررة من العقد.
واليوم، يتساءل الكاتب كيف يمكن لوزير الدفاع سيباستيان لوكورنو اقناع الأفارقة بأن فرنسا تعتزم التخاطب ندا للند معهم، حينما يقدم إفريقيا بوصفها “جزءا من عمقنا الاستراتيجي” ويبرر الإبقاء على القواعد العسكرية في القارة بهاجس “حماية مواطنينا”.
واعتبر أنه من الفطنة اعتبار الأحداث الجارية ضربا من مرحلة جديدة من نزع الاستعمار، مذكرا بتصريحات الجنرال برونو كليمون بولي، القائد السابق للقوات الفرنسية بالكوت ديفوار، البلد الذي شهد التعبير عن النقمة على فرنسا في سنوات 2000، بعيدا عن أي تأثير روسي.
إننا ببساطة، يقول الجنرال، “بصدد تغيير حقبة مرورا من إفريقيا تحت الهيمنة إلى إفريقيا ذات سيادة. يجري ذلك تحت أعيننا، لكن قليلون من يفهمونه”.
وخلص الكاتب الصحفي إلى أن هذه التصريحات الواردة على لسان جنرال، تكتسي طابع صفارة إنذار، داعيا إلى تغيير جذري في المنظور تجاه القارة.