قال الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، في تصريح لـ “فاينانشال تايمز” إن إفريقيا تحوز مفتاح الأمن الغذائي العالمي لتوفرها على 60 في المائة من الأراضي القابلة للزراعة غير المستغلة في الكوكب.
وفي عددها الصادر يوم الأربعاء، أشارت “فاينانشال تايمز” إلى أنه غداة الحرب في أوكرانيا ووسط التخوفات بشأن الأمن الغذائي للقارة، رصدت المجموعة المغربية، أكبر مقاولة للأسمدة الفوسفاتية في العالم، أزيد من 500 ألف طن لصغار المستغلين في بلدان جنوب الصحراء، جزء منها مجانا والآخر بثمن مخفض.
ووفق اليومية الاقتصادية، فإن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط التي تزود إفريقيا بـ 70 في المائة من الأسمدة، تعتزم بيع 4 ملايين طن، أي أزيد من ربع إنتاجها المتوقع، على مستوى القارة سنة 2023، في إطار برنامج يشمل تكوين الفلاحين بتعاون مع مانحين متعددي الأطراف.
وشدد التراب على حقيقة أن الاستراتيجية المحورية للشركة تتمثل في تطوير أسمدة مدققة الهدف متكيفة مع خصوصيات التربة بإفريقيا، بوصفها وسيلة لتخفيض الأسعار والرفع من المردودية.
وأوضح أن تعزيز عملية الاستهداف في إنتاج الأسمدة أقل كلفة مضيفا: “نحن لا نلزم الفلاحين باقتناء ما لا يحتاجونه”. وقال إن منتجات المجموعة مكنت من الرفع من مردودية الفلاحين بأثيوبيا وتنزانيا وغانا.
واعتبر أنه “في إفريقيا، علينا أن نكون مكتفين ذاتيا بشكل كامل، بل وأن نصدر”، مشيرا إلى أن الفرص الكبرى تتواجد فعلا في القارة.
وكتبت “فاينانشال تايمز” أن المجموعة، وإن كانت تنجز 25 في المائة فقط من مبيعاتها في إفريقيا، فإنها تعتبر القارة منطقة نمو محورية وأنشأت شركة تابعة متخصصة في هذا الباب ووحدات إنتاج خاصة.
وقالت اليومية إن المكتب الشريف للفوسفاط بدأ في النظر صوب الجنوب سنة 2012 في وقت كانت المقاولات المغربية بصدد البحث عن النمو في بلدان جنوب الصحراء للتمدد خارج نطاق السوق الداخلي، معتبرة أن هذه الاستراتيجية ساهمت في تعزيز القوة الناعمة للمملكة وتأثيرها.
من جهة أخرى، أبرزت اليومية أنه في وقت كانت فيه انعكاسات الحرب في أوكرانيا كارثية بالنسبة للمقاولات الأوروبية للأسمدة الأزوتية بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي التي تشكل مادتها الأولية، فإن سنة 2022 كانت لحظة أرباح قياسية بالنسبة للمجموعة المغربية.
فخلال التسعة أشهر الأولى للعام الماضي، لاحظت الصحيفة أن ناتج الاستغلال بلغ 3,65 مليار دولار، مقابل 1,99 مليار دولار بالنسبة لنفس الفترة سنة 2021.
ومؤخرا، أعلنت المجموعة، التي تتوفر على استثمارات كبرى في الاستغلال المعدني وإنتاج الأسمدة بل وعلى جامعة لدعم البحث والتطوير، عزمها استثمار 13 مليار دولار في الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، المنتج انطلاقا من الطاقات المتجددة. ويكمن الهدف في بلوغ الحياد الكربوني في أفق 2040.
وأوردت “فيانانشال تايمز” أنه في العام 2021، تضاعفت الطاقة الإنتاجية للأسمدة لدى المكتب الشريف للفوسفاط أربع مرات لتصل إلى 12 مليون طن وبلغت عائداتها 9,4 مليار دولار مقابل 2,5 مليار دولار سنة 2005، لتخلص إلى أنه عند منتصف يناير، منحت وكالة التصنيف موديز للمجموعة، للمرة الأولى، نقطة ائتمان من فئة الاستثمار Baa3.