تنطلق، يوم الجمعة، مرحلة المجموعات في مسابقة دوري أبطال أفريقيا، حيث تجرى منافسات الجولة الأولى في غياب الوداد الرياضي حامل اللقب، ووصيفه الأهلي المصري.
ويأتي غياب الوداد والأهلي عن أولى جولات دور المجموعات بسبب مشاركتهما في بطولة كأس العالم للأندية، المقامة حاليا في المغرب، حيث ودع الوداد المسابقة من الدور الثاني بعد خسارته بضربات الترجيح أمام الهلال السعودي، في حين ما زال الأهلي ينافس في البطولة، حيث يلعب مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع في المسابقة ضد فلامنغو البرازيلي، يوم السبت، عقب خسارته القاسية (1-4) أمام ريال مدريد الإسباني في الدور قبل النهائي للموندياليتو، يوم الأربعاء.
ويشارك 16 فريقا في هذا الدور من بينهم 9 أندية عربية، حيث تم توزيعها على 4 مجموعات، بواقع 4 فرق في كل مجموعة، على أن يتأهل متصدر ووصيف كل مجموعة إلى دور الثمانية، الذي يقام بنظام الأدوار الإقصائية في المسابقة القارية.
وتشهد الجولة الأولى مواجهتين عربيتين بالمجموعة الرابعة، حيث يلتقي الترجي التونسي مع ضيفه المريخ السوداني، ويلعب الزمالك المصري مع ضيفه شباب بلوزداد الجزائري.
وستكون هذه هي المواجهة الخامسة بين الترجي والمريخ في دوري الأبطال، بعدما سبق أن التقيا في دور الـ16 لنسختي المسابقة عامي 2010 و2015، حينما كان يجرى هذا الدور بنظام الأدوار الإقصائية في ذلك الوقت.
وبينما حسم الترجي تأهله لدور المجموعتين في نسخة عام 2010 على حساب المريخ، فإن الفريق السوداني تمكن من رد الدين، بعدما أطاح بمنافسه التونسي من نسخة المسابقة قبل 8 أعوام، ليواصل مسيرته في البطولة آنذاك.
وخلال اللقاءات الأربعة الماضية بين الفريقين بدوري الأبطال، حقق الترجي انتصارين مقابل فوز وحيد للمريخ، وفرض التعادل نفسه على مواجهة وحيدة.
وترجع آخر مواجهة بين الفريقين بمختلف المسابقات إلى عام 2017، عندما لعبا ببطولة الأندية العربية في مصر، حيث فاز الترجي (2-0) على المريخ، ليشق بعدها الفريق الملقب بشيخ الأندية التونسية طريقه نحو التتويج بتلك النسخة من البطولة.
وصعد الترجي، الذي توج بدوري الأبطال أعوام 1994 و2011 و2018 و2019، لدور المجموعات بصعوبة بالغة، بعدما اجتاز عقبة بلاتو يونايتد النيجيري في دور الـ32.
واستفاد الترجي من تفوقه على نظيره النيجيري بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض، والتي يتم الاحتكام إليها وفقا للائحة البطولة في حال تعادل أي فريقين في إجمالي مباراتي الذهاب والعودة.
وخسر الترجي (1-2) ذهابا خارج ملعبه أمام بلاتو، قبل أن يفوز بشق الأنفس (1-0) على منافسه في مباراة الإياب، التي أقيمت بملعب حمادي العقربي في رادس.
ولا يختلف الحال كثيرا بالنسبة للمريخ، حيث بلغ مرحلة المجموعات أيضا على حساب أهلي طرابلس الليبي بالدور السابق، بعد تفوقه على منافسه بفارق الأهداف المسجلة خارج الأرض.
وفاز المريخ، الذي مازال يبحث عن لقبه الأول في دوري الأبطال، (2-0) في لقاء الذهاب الذي جرى بملعبه على أهلي طرابلس، الذي تغلب (3-1) إيابا على الفريق السوداني، لكنه لم يكن كافيا لاستمراره في البطولة.
واطمأن الترجي على جاهزيته للقائه القاري المهم بعد فوزه (2-0) على ضيفه أمل حمام سوسة في مباراته الأخيرة بالدوري التونسي، يوم الأربعاء، ليتأهل وهو متربع على صدارة مجموعته لمرحلة التتويج في المسابقة المحلية، التي يجرى دورها التمهيدي بنظام المجموعتين.
في المقابل، لم يلعب المريخ أي مباراة بالدوري السوداني منذ 11 يناير الماضي، بسبب مشاركة منتخب السودان بكأس الأمم الإفريقية للمحليين بالجزائر، علما بأنه يحتل المركز الثاني بجدول ترتيب المسابقة المحلية، بفارق نقطتين خلف غريمه التقليدي الهلال المتصدر.
وستكون المجموعة الرابعة على موعد أيضا مع لقاء عربي خالص لا يقل ضراوة بين الزمالك، المتوج باللقب 5 مرات، وشباب بلوزداد، الذي يتطلع للفوز بدوري الأبطال للمرة الأولى في تاريخه.
ولم يجد الزمالك صعوبة في الصعود لدور المجموعات، عقب فوزه (6-1) في مجموع مباراتي الذهاب والعودة على فلامبوا دو سونطر البوروندي بدور الـ32، الذي شهد أيضا فوز شباب بلوزداد (3-2) على دجوليبا المالي في إجمالي المباراتين.
ويأمل الزمالك في مصالحة جماهيره المحبطة بسبب نتائج الفريق الهزيلة بمختلف المسابقات في الفترة الأخيرة، حيث فشل في الاحتفاظ بلقب كأس مصر، الذي توج به في نسخته الأخيرة، كما ابتعد كثيرا عن سباق المنافسة على لقب الدوري المصري الممتاز، الذي فاز به في الموسمين الماضيين.
ومنذ بداية عام 2023، عانى الزمالك من الانهيار في نتائجه بالدوري المحلي، حيث خاض 7 لقاءات في المسابقة، حقق خلالها فوزا وحيدا مقابل تعادلين و4 هزائم، ليحتل المركز الرابع في جدول الترتيب بفارق 8 نقاط خلف غريمه التقليدي الأهلي المتصدر، الذي له مباراتان مؤجلتان.
من ناحيته، يستعين بلوزداد، متصدر ترتيب الدوري الجزائري، في المباراة بثمانية لاعبين كانوا ضمن منتخب الجزائر، الذي خسر نهائي كأس الأمم الأفريقية للاعبين المحليين (الشان) أمام السنغال بركلات الترجيح مؤخرا، بينما سيغيب القائد سفيان بوشار، عن اللقاء بسبب الإيقاف.
ووجه التونسي نبيل الكوكي، المدير الفني لبلوزداد تحذيرا مبطنا للزمالك، حيث قال للصفحة الرسمية للنادي بشبكة فيسبوك: “شباب بلوزداد لا يخشى أي منافس وأنا أيضا لا أهاب أي فريق. نحن جاهزون نفسيا وبدنيا، وسنقوم بما يتعين علينا القيام به. وبإذن الله لن يكون هناك إلا الخير”.
وأضاف: “دوري الأبطال مسابقة تختلف عن الدوري المحلي. الفرق الكبيرة دائما ما تكون حاضرة بقوة في البطولة لأنها في حد ذاتها تمثل تحفيزا كبيرا لكل اللاعبين. يجب أن نكون جاهزين ونمتلك الطموح للذهاب بعيدا في هذه المنافسة”.
وتجرى مباراة وحيدة في المجموعة الأولى بتلك الجولة، حيث يحل شبيبة القبائل الجزائري ضيفا على بيترو أتلتيكو الأنغولي، وذلك بعد تأجيل لقاء الوداد مع ضيفه فيتا كلوب الكونغولي الديمقراطي إلى الثالث من مارس القادم.
ويعاني شبيبة القبائل، الفائز بدوري الأبطال عامي 1981 و1990، من موسم كارثي، حيث يحتل المركز قبل الأخير في جدول ترتيب الدوري الجزائري في الموسم الحالي، في مفاجأة لم يكن يتوقعها أكثر جماهيره تشاؤما قبل بداية المسابقة.
وتأهل شبيبة القبائل لدور المجموعات، بعد فوزه (3-2) في مجموع اللقاءين على أسكو كارا بطل توغو في دور الـ32، بينما صعد بيترو أتلتيكو عقب تغلبه (3-0) خارج ملعبه على كيب تاون الجنوب أفريقي ذهابا، و(1-0) في مباراة الإياب.
وسبق للفريقين أن التقيا بدور الـ16 لنسخة المسابقة عام 2010، حيث انتصر الشبيبة (2-0) ذهابا بالجزائر، قبل أن يحقق بيترو أتلتيكو فوزا باهتا (2-1) على منافسه الجزائري إيابا.
وينطبق الأمر ذاته أيضا على المجموعة الثانية، التي تقام فيها مباراة وحيدة في هذه الجولة بين ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي، بطل المسابقة عام 2016، والهلال السوداني، وصيف بطل المسابقة عامي 1987 و1992.
وتأجل لقاء الأهلي، صاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بالبطولة برصيد 10 ألقاب، مع ضيفه القطن الكاميروني بنفس الجولة، إلى الثالث من مارس المقبل.
وهذه هي النسخة الثالثة على التوالي بالمسابقة التي تشهد خلالها مواجهة بين صن داونز والهلال، بعدما سبق أن لعبا ضد بعضهما البعض في الدور ذاته بالنسختين الماضيتين، علما بأنهما سبق أن التقيا بدور الـ16 في البطولة، حين أطاح الفريق السوداني بنظيره الجنوب أفريقي بعد فوزه عليه (4-3) في مجموع المباراتين.
وتعتبر هذه هي المواجهة السابعة بين صن داونز والهلال في دوري الأبطال، حيث حقق الفريق السوداني فوزا وحيدا، مقابل 4 انتصارات للفريق الملقب بـ”البرازيليين”، وخيم التعادل على مباراة وحيدة.
وتأهل الهلال لدور المجموعات، بعد فوزه (2-1) على يانج أفريكانز التنزاني في إجمالي مباراتيهما بدور الـ32، في حين كشر صن داونز مبكرا عن أنيابه، حيث جاء صعوده لهذا الدور عن جدارة واستحقاق عقب فوزه (7-0) ذهابا على مضيفه لاباس من سيشل، و(8-1) في لقاء الإياب الذي جرى بملعبه.
ويخشى الرجاء البيضاوي مفاجآت ضيفه فيبرس الأوغندي، عندما يلتقي معه بالمجموعة الثالثة، التي تشهد مواجهة أخرى بين حوريا كوناكري الغيني وضيفه سيمبا التنزاني.
وفجر فيبرس مفاجأة من العيار الثقيل، بعدما صعد لدور المجموعات للمرة الأولى في تاريخه، بعدما أقصى تي بي مازيمبي الكونغولي الديمقراطي من المسابقة مبكرا، عقب فوزه عليه (4-2) بضربات الترجيح في دور الـ 32، بعدما انتهت مباراتا الذهاب والعودة بينهما بالتعادل بدون أهداف.
وكان الرجاء صعد لمرحلة المجموعات في البطولة، التي توج بها أعوام 1989 و1997 و1999، عقب تغلبه (3-0) على جمعية نيجيليك بطل النيجر في مجموع مباراتي الذهاب والعودة بدور الـ 32.
ويحاول الرجاء إعادة البسمة مرة أخرى لوجوه محبيه، الذين شعروا بخيبة أمل بسبب نتائجه المهتزة في البطولة الوطنية الاحترافية في الموسم الجاري، حيث يحتل المركز الخامس حاليا في ترتيب المسابقة المحلية، بفارق 7 نقاط خلف الصدارة.