قتل مسلح ستة أشخاص في ولاية مسيسيبي، بجنوب الولايات المتحدة، الجمعة، مما دفع الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الدعوة مرة أخرى إلى تشديد القيود على حمل السلاح، بعد أيام فقط من مطالبته الكونغرس بالتحرك بعد حادث إطلاق نار سقط فيه قتلى في إحدى الجامعات.
قالت الشرطة في ولاية ميسيسيبي إن رجلا قتل شخصا بالرصاص، في متجر في بلدة أركابوتلا الصغيرة، ثم توجه إلى منزل قريب، وقتل امرأة، حسب وسائل إعلام محلية.
وذكرت شبكة “سي إن إن” في وقت لاحق نقلاً عن مأمور البلدة، التي يبلغ عدد سكانها أقل من 300 نسمة، أن المرأة التي قتلها كانت زوجته السابقة.
وتعقبت الشرطة بعد ذلك سيارته، إلى منزل تبين أنه يملكه، وعثرت على جثتي رجلين آخرين مقتولين في مكان قريب، حسبما ذكر المأمور براد لانس لشبكة “سي ان ان”.
أما القتيلان الآخران فهما رجل وامرأة عُثر عليهما مقتولين بالرصاص، في منزل مجاور، وهما من أقرباء مطلق النار الذي اعتقل أثناء محاولته الفرار.
وقال مكتب المأمور في رسالة على فيسبوك إن المشتبه به يدعى ريتشارد ديل كرام، ويبلغ من العمر 52 عامًا، مشيرا إلى أنه موقوف واتهم بالقتل العمد.
وقال حاكم ولاية ميسيسيبي تيت ريفز في تغريدة “نعتقد حتى الآن أنه تصرف بمفرده وما زالت دوافعه غير معروفة”. ودعا إلى “الصلاة على أرواح ضحايا هذا العمل المأساوي ومن أجل أسرهم”.
ويتولى التحقيق في الحادثة مكتب مأمور مقاطعة تيت حيث تقع بلدة أركابوتلا، وفرع مكتب التحقيقات في ولاية ميسيسيبي.
وكان مكتب مأمور مقاطعة تيت تحدث على صفحته على فيسبوك عن “سلسلة من حوادث إطلاق النار في ثلاثة أماكن متفرقة في أركابوتلا، أدت إلى مقتل ستة أشخاص”.
وفي التفاصيل، أوضح أن الرجل المسلح فتح النار على موقف للسيارات تابع لمتجر في أركابوتلا ثم توجه بعد ذلك إلى منزل قريب قتل فيه زوجته السابقة. وعثر رجال مكتب المأمور على جثتي شخصين في منزل مجاور ويعتقدون أن الضحيتين من عائلة المشتبه به.
وقال إن أحد عناصر مكتب المأمور لاحظ سيارة أوصافها مطابقة لسيارة المشتبه به وطاردها. وانتهت المطاردة عند ممر يفضي إلى منزل حيث تم توقيف المشتبه به. وعثر رجال الشرطة حول هذا المنزل على جثة شخص في سيارة وجثة آخر على الطريق.
ويأتي هذا الحادث الجديد لإطلاق النار الجمعة بعد أيام من مهاجمة مسلح وبدون أي دافع معروف، حرم جامعة في ولاية ميشيغن (شمال)، مما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص.
وتعليقا على الحادث، قال الرئيس الأميركي جو بايدن مساء الجمعة “كفى”، مشيرا إلى أنه خلال 48 يومًا فقط في 2023 “شهدت أمتنا 73 حادث إطلاق نار على الأقل”.وأضاف أن “الأفكار والصلوات ليست كافية وعنف السلاح وباء”، مؤكدا أن “على الكونغرس أن يتحرك الآن”.
وقعت عمليتا إطلاق نار في أقل من أسبوع الشهر الماضي، في ولاية كاليفورنيا استهدفتا أفرادًا من الجالية الأميركية الآسيوية.
وقال بايدن ليل الجمعة السبت “نحتاج إلى إصلاحات منطقية في قانون السلاح”.
وكان جو بايدن صرح الثلاثاء بعد إطلاق نار في حرم جامعة ولاية ميشيغن “كفى”.
وعلى الرغم من التقدم الخجول في تشريعات مراقبة الأسلحة، دعا جو بايدن الكونغرس من دون جدوى إلى إعادة الحظر الذي كان مطبقا بين 1994 و2004 على مستوى البلاد على البنادق الهجومية.
لكن الرئيس الديموقراطي يواجه الجمهوريين الذين يدافعون عن الحق الدستوري في حيازة السلاح، ويتمتعون بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب، منذ يناير.
وتفيد تقديرات بأن 44 ألف شخص قتلوا في حوادث مرتبطة بأسلحة نارية في الولايات المتحدة العام الماضي، نصفهم تقريبا في جرائم قتل وحوادث ودفاعا عن النفس، ونصفهم حالات انتحار، حسب قاعدة بيانات “أرشيف عنف الأسلحة”.