قضت الغرفة الجنحية بالمحكمة الابتدائية لوادي زم الخميس الماضي، بمؤاخذة عشيقين (رجل متزوج وعشيقته المطلقة، يبلغان معا 31 سنة)، في قضية تتعلق بالفساد والابتزاز عبر الأنترنت (الأرنكة) وحكمت على كل منهما بسنة سجنا نافذا وغرامة للعشيق قدرها 2000 درهم قبل أن يستأنف العشيقان الحكم.
وكشفت صحيفة “الأحداث المغربية” في عدد الثلاثاء أن المحكمة الابتدائية عرفت عدة جلسات، قدمت فيها زوجة المتهم تنازلا كتابيا، تقر فيه بعدم متابعة زوجها المتهم بالخيانة الزوجية، حيث أن العيون التي تابعت تفاصيل القضية، حكت أن تطورات هذا الحب الجارف، تحول إلى تهجم الزوج الشاب وهو في حالة غير طبيعية على منزل عشيقته التي صدته بعنف، لأسباب لا تعلمها إلا هي، وظلت تحتفظ بسرها، وبدل أن تحضنه وتنفس عن كربه، اتصلت بالشرطة طالبة النجدة والحماية، ليتم الاستماع إليهما.
العشيق سيفجر قنبلة من العيار الثقيل حين اعترف بالعلاقة التي تجمع بينهما وبتعاونهما في عدة عمليات «أرنكة» عبر غرف الدردشة الاجتماعية، حيث كانا يقومان بتصوير علاقتهما الحميمية وعرضها على ضحاياهما، قبل أن يتم الإيقاع بهم، ليجدوا أنفسهم يشاركون في أفعال جنسية لا إرادية، يتم تصويرها، والتهديد بنشرها، إن هم رفضوا الامتثال لإرادتهم بإرسال مبالغ مالية معينة، حيث مكن تنقيط الرجل من التأكد من سحبه أكثر من 75 حوالة بريدية (عن طريق وكالة بنكية) بلغت قيمتها أكثر من 33 مليون سنتيم، تم اقتسامها بين العشيقين، وهذا ما تم الاعتراف به من الطرفين، بعد أن تحولت علاقتهما من حب وود متبادل إلى صد وهجر ونفور وانتقام ـ وليتم تحويل الملف للقضاء الذي قرر متابعتهما بالمنسوب لهما.
ويذكر أن الأرنكة قد غزت معظم بيوت شبان وشابات وادي زم، إذ تمكنت عناصر الضابطة القضائية للدرك الملكي بالجديدة من الإطاحة بشبكة مختصة في ابتزاز أجانب بأشرطة فيديو ساخنة التقطوها لهم أثناء الدردشة معهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث هددوهم بفضحهم ونشر الأشرطة إذا لم يرضخوا لابتزازهم لحوالي 800 مواطن أجنبي ينتمون لدول الخليج العربي وأمريكا وأوروبا بعدما ظهرت وجوههم بشكل مكشوف في مقاطع فيديو جنسية، حيث تم اقتياد 5 أشخاص من بينهم فتاة، إضافة إلى احتجاز حاسوبين وأكثر من 400 قرص مدمج يظهر فيها 800 ضحية بوجوه مكشوفة وأفادت قوات الدرك المغربي بأن الشبان الأربعة هم طلبة يتحدرون من مدينة وادي زم، التي تحولت إلى عاصمة «الأرنكة» بدون منازع.