تمكن المنتخب الوطني الأولمبي المغربي لكرة القدم من بلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة، بعد تجاوزه، بشق الأنفس، نظيره المالي في المباراة التي جمعت بينهما، مساء الثلاثاء على أرضية ملعب المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط.
وعرفت مباراة النصف نهائي حضورا جماهيريا غفيرا، إذ أثثت الجماهير المغربية المتعطشة للعودة للأجواء الأولمبية، بعد غياب عن نسختي ريو دي جانيرو وطوكيو، تواليا، جنبات الملعب لمساندة أشبال الأطلس في مهمتهم الصعبة أمام منتخب طالما بصم على حضور قوي في فئاته السنية.
وبالعودة لمجريات المقابلة، ضغط أشبال الأطلس منذ البداية باحثين عن التقدم في النتيجة لتفادي عنصر مباغثة قد يربك حسابات الشرعي ولاعبيه، وكانت أولى المحاولات الخطيرة في الدقيقة الرابعة من رأسية للمهاجم بكراوي الذي ارتقى لكرة عرضية من الخنوس إلا أن الحارس المالي دياكيتي كان يقظا وصد الكرة.
وأزعجت انسلالات المتألق عبد الصمد الزلزولي من الجهة اليسرى الخط الخلفي للمنتخب المالي، إلا أن الخطر الحقيقي وهدف التقدم جاء من الجناح الأيمن، زكرياء الواحدي، الذي توغل داخل منطقة الجزاء مسددا كرة قوية عجز الحارس عن إبعادها لتستقر في مرمى الماليين عند الدقيقة الرابعة، وذلك بعد تلقيه تمريرة من إسماعيل الصيباري.
واستمر رفاق الزلزولي في الضغط من أجل تعميق الفارق إلا أن التنظيم الدفاعي للخصم المالي بدد كل الهجمات، كما شكلت الهجمات المرتدة للماليين خطرا كبيرا على مرمى علاء بلعروش.
وانتهى فصل المباراة الأول بتقدم المنتخب الوطني (1-0).
وبدأ المنتخب المالي شوط المباراة الثاني بوجه مغاير عن أوله، إذ بادر للهجوم ببناءات منظمة من الخلف ليستغل لاعبوه إحدى هذه الهجمات معدلين النتيجة في الدقيقة الـ66 عبر تسديدة متقنة من متوسط الميدان مامادي ديامبو.
هدف حرك المدربين للتفكير في خطط بديلة وبدأت الحرب التكتيكية على رقعة الميدان، وأجرى الطرفان تبديلات عديدة بحثا عن هدف الخلاص والتأهل، إلا أن صافرة الحكم مددت المقابلة لشوطين إضافيين بعد التعادل (1-1) في الـ90 دقيقة.
ولأن ليس كل الأمور مخطط لها أصيب رأس الحربة البديل حمزة إيغامان في الدقيقة الـ83 ليعوضه المهاجم الآخر أمين الوزاني، الأخير عاد في شوط برأسية أسكنها مرمى المنتخب المالي، لجأ معها الحكم للاستعانة بتقنية حكم الفيديو المساعد للبت في صحة الهدف ليؤكد بعدها سلامة الحالة من التسلل مطلقا بصافرته العنان لفرحة مغربية هستيرية ظن معها الكل أن الأمر قد حُسم.
غير أن الماليين لم يستسلموا رغم توقيت الهدف الحرج إلا أنه لم يكبح عزيمتهم القوية في العودة إذ نجحوا في استغلال غفلة من الخط الخلفي للمنتخب الوطني ليعدلوا النتيجة عن طريق البديل إيسوفو مايغا في الدقيقة الـ116، لينتهي اللقاء بالتعادل (2-2)، وليحتكم المنتخبان للضربات الترجيحية للحسم في هوية المتأهل.
ونجح أشبال الأطلس في تدبير أمر الضربات الترجيحية بشكل مثالي إذ نجح كل من ترغالين والوزاني والإدريسي والزلزولي في تنفيذ الضربات بشكل مثالي فيما أهدر عناصر الأولمبي المالي في مناسبتين لينتهي أمر الضربات الترجيحية بتفوق المغاربة (4-2).
وعقب هذا الفوز نجحت النخبة الوطنية في بلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة كما حجزت بطاقة التأهل لدورة الألعاب الأولمبية “باريس 2024”.
ويواجه المنتخب الوطني الأولمبي، مساء يوم السبت المقبل بالمركب الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالرباط، نظيره المصري المتأهل سلفا على حساب المنتخب الغيني (1-0).