بين كندا والمغرب 61 عاما من العلاقات الدبلوماسية في خدمة شراكة واعدة

تترسخ بين المغرب وكندا 61 سنة من العلاقات الدبلوماسية والتعاون، مكنت من إرساء أسس شراكة متعددة الأشكال، وواعدة.

فالمغرب يعد حاليا رابع أكبر شريك اقتصادي وتجاري لكندا في إفريقيا. كما أن أزيد من أربعة آلاف طالب مغربي يتابعون دراساتهم الجامعية في كندا، حيث تقطن جالية مغربية قوية، تضم أكثر من 160 ألف شخص، في هذا البلد الواقع في أمريكا الشمالية.

إرادة حازمة يظهرها البلدان، من أجل الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى جديد.

في برقية التهنئة التي بعثها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الحاكمة العامة لكندا، ماري ماي سيمون، بمناسبة احتفال بلادها مؤخرا بعيدها الوطني، أكد جلالة الملك حرصه الدائم “على تمتين ما يجمع المملكة المغربية وكندا من علاقات متميزة قائمة على الصداقة والتعاون”.

وفي يونيو الماضي، أضافت أوتاوا المغرب إلى برنامجها لتصريح السفر الإلكتروني، بدلا من طلب الحصول على تأشيرة. من شأن هذا القرار أن يعزز بشكل أكبر العلاقات الثقافية والاقتصادية والسياحية والتبادل الأكاديمي بين البلدين.

وبدعوة من وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، قام القناصل الفخريون الخمسة للمغرب في مقاطعات ألبرتا ونيوبرونزويك وساسكاتشوان ومانيتوبا وبريتيش كولومبيا، في كندا، مؤخرا، بزيارة اطلاع وعمل إلى المملكة.

هذه الزيارة، التي أعدت برنامجها سفارة المغرب في أوتاوا، هدفت إلى تمكين القناصل من الاطلاع على المؤهلات الاقتصادية والتجارية للمغرب، من أجل تمثيل المملكة بشكل أفضل على مستوى المقاطعات الكندية الخمس، وتحديد فرص إقامة علاقات تجارية واستثمارية بين هذه المقاطعات والمملكة.

وفي أعقاب هذه الزيارة، خص القنصل الفخري في مقاطعة مانيتوبا، فيليب هود، وكالة المغرب العربي للأنباء بحوار تطرق فيه على الخصوص إلى أبرز محطات هذه الزيارة، وكذا رغبته في تقاسم تجربته الطويلة في السياحة والأعمال بغية الإسهام في تعزيز العلاقات بين المغرب ومقاطعة مانيتوبا، الذي تعد، بفضل موقعها في قلب كندا، منطقة رئيسية ضمن الممر التجاري لأمريكا الشمالية.

وتشمل قطاعات النشاط الرئيسية في مانيتوبا التعدين والتصنيع والزراعة.

– قمتم مؤخرا بزيارة إلى المغرب. ما هي أبرز انطباعاتكم عن هذه الرحلة وأبرز لحظاتها؟

تلقيت دعوة في إطار زيارة عمل قام بها القناصل الفخريون الكنديون للمغرب في كندا.

قبل تعييني وخلال مساري المهني، انخرطت بشكل مكثف في قطاع السياحة وتطوير المقاولات الصغيرة، وتطوير الاقتصاد الكلي، والإدارة الحكومية، وتعزيز التجارة.

واستنادا إلى هذه التجارب، فإنني لن أفي المغرب حقه إذا قلت إنني منبهر بما رأيته هناك.

فتحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نفذ المغرب استراتيجيات ناجحة لتعزيز النمو الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية وأيضا من أجل تحسين الظروف المعيشية لمواطنيه.

الإنجازات الرئيسية تشمل تطوير البنيات التحتية، والتنفيذ الناجح لمشاريع الطاقة المتجددة، والتركيز على المؤسسات التعليمية ذات المستوى العالمي، ونمو قطاع السياحة.

وعلى الرغم من وجود العديد من نقاط القوة، فقد أثار إعجابي الميناء الدينامي لطنجة، منصة الأعمال التجارية لطنجة المتوسط، وخط القطار فائق السرعة الرابط بين الدار البيضاء والرباط وطنجة.

سنحت لي الفرصة أيضا للقاء مسؤولين كبار من جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية بالرباط، وقد انبهرت بشدة للسرعة التي تم بها بناء هذه المنشأة وبمكانتها ذات المستوى العالمي.

وخلال مناقشة مع ممثلي المكتب الشريف للفوسفاط، تم تسليط الضوء على دور المكتب باعتباره محركا اقتصاديا رئيسيا بالنسبة للمغرب، وعلى تأثيره الإيجابي الذي يتجاوز إنتاج الفوسفاط.

كما أن قطاع الطيران يتطور وينمو بسرعة، وهو ما يتضح من خلال عرض تقديمي وزيارة لمقر تجمع الصناعات المغربية للطيران والفضاء بالدار البيضاء.

عقدنا أيضا اجتماعا مع مسؤولي الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومجلس الأعمال المغربي الكندي، إذ تحظى منهجيتهم المشجعة والتزامهم “بالدفع بالأمور قدما”، بالتقدير الكبير.

كما أن الاجتماعات مع كبار ممثلي الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات ومع وزارة الاستثمار كانت إيجابية للغاية وسلطت الضوء على مقاربة المغرب الإيجابية إزاء الاستثمار الأجنبي. شعرت بموقف قوي “منفتح على الأعمال”.

– احتفل المغرب وكندا بمرور 60 عاما على العلاقات الدبلوماسية الثنائية في سنة 2022. كيف تنظرون إلى تطور هذه العلاقات وآفاقها؟

إن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب وكندا كانت إيجابية على مدى الستين عاما الماضية، والاحتفال بهذه العلاقات التي استمرت لستة عقود يجب أن يشكل مبعث فخر بالنسبة للبلدين.

ألاحظ أن هذه العلاقات تزداد قوة وتتيح فرصة للانخراط في العديد من مجالات التعاون المتنامي، لا سيما التجارة والاستثمار والتعليم والتنمية، بما في ذلك الطاقة المستدامة والتبادل الثقافي.

عقدنا لقاء مفيدا للغاية في وزارة الشؤون الخارجية حيث تلقينا الكثير من المعلومات التي ستمكننا من فهم أفضل لمواقف المغرب في كندا.

كنا سعداء لأن الفرصة سنحت للسفيرة الكندية، نيل ستيوارت، لاستقبالنا في الرباط، مما سمح لنا بفهم واستكشاف أفضل للعلاقات الإيجابية بين كندا والمغرب.

أعتقد أن البلدين يمكن أن يستفيدا من تعزيز علاقاتهما الاقتصادية واستكشاف سبل جديدة للتعاون والتنمية التجارية.

سأشجع السياح الكنديين على زيارة المغرب واستكشاف سياحته الرائعة!

– ما الذي يعنيه لكم دور القنصل الفخري للمغرب؟ وكيف تعتزمون الإسهام في النهوض بالعلاقات الاقتصادية والثقافية والتبادل المعرفي والاستثمار بين مقاطعتكم الكندية والمملكة؟

بصفتي قنصلا فخريا للمغرب، سأعمل ممثلا وصلة وصل بالنسبة لمصالح المغرب في مقاطعة مانيتوبا وفي كندا. سنوات خبرتي العديدة ستساعدني على تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، والنهوض بفرص التجارة والاستثمار وتسهيل المبادلات بين البلدين.

وبصفتي قنصلا فخريا، سأقوم أيضا بتنظيم منتديات للأعمال، وتظاهرات ثقافية وفرص للتشبيك بهدف الجمع بين الأفراد والشركات والمؤسسات الرئيسية، فضلا عن توفير المعلومات والمساعدة للأفراد والشركات التي تسعى إلى الاستثمار أو إقامة علاقات تجارية بين المغرب وكندا.

– أي أثر سيحدثه، برأيكم، قرار أوتاوا إضافة المغرب إلى البلدان المؤهلة لإجراء تسهيل الوصول جوا إلى التراب الكندي؟

تضطلع إجراءات من قبيل السفر الجوي دون تأشيرة بدور هام في تعميق الروابط بين الدول. إذ تسهل تنقل الأشخاص من أجل السياحة والأعمال والتبادل الثقافي، مما يمكن أن يساهم في زيادة حجم المبادلات والاستثمارات والتعاون في مختلف القطاعات.

تلقيت بسرور إعلان وزير الهجرة واللاجئين والمواطنة الكندي، شون فريزر، في 6 يونيو 2023، عن إضافة المغرب إلى برنامج تصاريح السفر الإلكتروني في كندا. الجميع تلقى هذا الخبر بشكل إيجابي للغاية!

السفر دون تأشيرة بين المغرب وكندا يمكن أن يشجع المزيد من الأشخاص على الزيارة واستكشاف الفرص في البلدين.

هذا الإجراء يعزز السياحة والشراكات التجارية والتبادلات بين الأشخاص. وبناء على سنوات خبرتي الطويلة في قطاع السياحة، أعتقد أن إزالة حواجز السفر تساهم في نمو العلاقات الثنائية وتحسين الفهم المتبادل وكذلك التعاون.

يتعلق الأمر، إجمالا، بالتفاتة جد إيجابية من طرف الحكومة الكندية.

عدت من رحلتي إلى المغرب وأنا مفعم بالحماس إزاء الفرص المتاحة أمامنا لتعزيز مصالح المغرب في كندا. أتطلع إلى الاضطلاع بدوري بصفتي القنصل الفخري. أعتقد أن الآتي أفضل!

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة