إقبال كبير للناشئة على الانخراط في مدارس كرة القدم مع بداية الموسم الرياضي

تزامنا مع الطفرة النوعية التي تشهدها حاليا كرة القدم المغربية، تعرف مدارس و أكاديميات هذه اللعبة الشعبية المنتشرة في مختلف ربوع المملكة، مع بداية الموسم الرياضي الحالي، إقبالا كبيرا للناشئة العاشقة للمستديرة الساحرة أملا في صقل مواهبها والسير على خطى نجوم مغاربة تألقوا وطنيا ودوليا.

ويرجع هذا الإقبال أيضا، في جزء كبير منه، إلى الرغبة في تلقي تدريب أكاديمي عقلاني يساير التطور الذي تشهده كرة القدم العالمية رغبة في تطوير المستوى وتحسين المؤهلات والملكات التقنية والبدنية، فضلا عن التشبع بقيم الروح الرياضية.

وتوفر هذه المدارس و الاكاديميات التدريب الأساسي والمهارات التقنية للأطفال في كرة القدم، فضلا عن مساهمتها في اكتشاف مواهب رياضية، قد تستفيد منها كرة القدم الوطنية في المستقبل.

وفي هذا الصدد، أكد المدير الرياضي لنادي كوكب سعد نصر الرياضي البيضاوي، جاد الله الأشقر، أن الإقبال الذي يشهده النادي في الوقت الراهن يفوق المتوقع، إذ عرف السنة الماضية تسجيل 120 ممارسا، في حين بلغ عدد المسجلين هذه السنة 140، وهو رقم مرشح للارتفاع، مما يشكل “استثناء “.

وسجل الأشقر، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن السواد الأعظم من الفئات العمرية المسجلة لايتجاوز عمرها 12 سنة، معزيا هذا الاهتمام بالانتساب إلى المدارس الكروية بالأساس إلى الطفرة الكبيرة التي تعرفها كرة القدم الوطنية.

وعن التوفيق بين الدراسة والرياضة، ومدى تأثير هذه الأخيرة على المسار الدراسي للطفل، أشار الأشقر إلى أن مؤسسته تحرص على مواكبة التحصيل الدراسي للمنخرطين، وتشدد على ضرورة الاهتمام بالمسار الأكاديمي للطفل.

من جانبه، قال رئيس جمعية البرج البيضاوي، عبد الإله ابن احساين، إن الإقبال المكثف على الالتحاق بالمدارس والأكاديميات الرياضية يرجع أساسا إلى توفر هذه الأخيرة بشكل كاف لتغطية الطلب على هذا النوع من التكوين الرياضي، مسجلا أن عددها كان محدودا في السنوات الماضية، مما كان يدفع الأطفال إلى اختيار رياضات أخرى.

ولفت ابن احساين إلى أن الزخم الذي تعرفه كرة القدم الوطنية دفع الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، منذ سنوات إلى فتح تكوينات لفائدة المدربين، تتتوج بالحصول على شواهد للتدريب ، مبرزا أن من شأن هذه التكوينات توفير أطر تدريبية قادرة على تأطير الناشئة وفق أسس ومناهج علمية.

وإلى جانب التكوين في مجال كرة القدم أكد أن هناك اهتماما في المدارس الكروية بالجانب النفسي للأطفال والحرص على بناء شخصية سليمة، بالإضافة إلى تلقينه أسس الاعتماد على النفس والتفكير بطريقة جماعية، باعتبار أن كرة القدم بصفة خاصة والرياضة عموما “مدرسة تربوية بامتياز”.

من جهته، قال إسماعيل برحو، وهو أب لطفل منخرط في إحدى مدارس كرة القدم إن تسجيل ابنه في مدرسة للتكوين الكروي جاء أولا استجابة لشغف ابنه بممارسة كرة القدم، ولكون ممارسة الرياضة أمر مهم، لاسيما في المراحل الأولى من عمر الطفل.

أما سعيد هلالي، أب أحد المستفيدين، فأشاد بدوره، بجودة التكوين الرياضي وحسن تعامل الطاقم المشرف على التدريب مع الأطفال المنخرطين.

وأشار إلى أن ممارسة الرياضة عموما وكرة القدم على وجه التحديد في السنوات الأولى يساعد الطفل على صقل شخصيته وتعزيز القدرة على التواصل مع الآخرين، اعتبارا لكون كرة القدم رياضة جماعية يضطلع التواصل فيها بدور مهم.

و الواقع، أن تنامي إقبال الناشئة على الانخراط في مدارس كرة القدم يمثل مؤشرا على أهمية ودرجة انتشار هذه الرياضة داخل المجتمع.

وتلعب هذه المدارس و الاكاديميات دورا حيويا في دعم كرة القدم على المستوى الوطني، من خلال تمكين الأطفال والشباب من المهارات والتقنيات الأساسية، إلى جانب تلقينهم قيما وأخلاقيات تساعد على النجاح داخل أرضية الملعب وفي الحياة اليومية.

والأكيد أن تألق الكرة الوطنية عالميا لا يرتبط فقط بالموهبة الفردية للاعب المغربي بل هو نجاح جماعي تدعمه التربية والتكوين المقدمان في هذه المدارس، علاوة على أن الاستثمار في تطوير لاعبي كرة القدم من الشباب، يساهم في إيجاد قاعدة متينة من أجل مستقبل اللعبة في المملكة،

وفي هذا السياق، تعد أكاديمية محمد السادس لكرة القدم، التي تم تدشينها سنة 2010 بسلا الجديدة، نموذجا يحتذى في هذا المجال، وتندرج في إطار دينامية هائلة لتطوير كرة القدم الوطنية على كافة الأصعدة.

Total
0
Shares
المنشورات ذات الصلة