أ.ف.ب
أكد الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس خطفت “عسكريين ومدنيين” إسرائيليين خلال هجماتها، السبت.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغري، لصحافيين “هناك جنود ومدنيون مختطفون”. وأضاف “لا أستطيع تقديم أرقام عنهم في الوقت الحالي، إنها جريمة حرب ارتكبتها حماس وسوف تدفع الثمن”. وكانت حركة حماس أعلنت أنها أسرت إسرائيليين في وقت سابق.
وفي وقت سابق قال نائب رئيس حماس، صالح العاروري، “لدينا عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين ومن بينهم ضباط كبار”.
ونشرت حسابات حركة حماس على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصورة لما تقول إنهم أسرى إسرائيليون نقلتهم الحركة إلى غزة.
وظهرت في مطلع الفيديو العبارة التالية: “مشاهد أسر كتائب القسام عددا من جنود العدو ضمن معركة طوفان الأقصى”. ويبدو من اللافتات في خلفية الفيديو باللغة العبرية أن اللقطات أُخذت في الجانب الإسرائيلي.
كما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو أخرى تظهر فيها جثث جنود بملابسهم العسكرية، إضافة لجثث أشخاص وركاب على الطريق السريع، لم يكن في الإمكان التثبت من صحتها.
في عسقلان، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية إفادة سيدة كانت تحتمي مع طفلها بينما كان زوجها وسكان آخرون يقاتلون مسلحين فلسطينيين في شوارع تجمع صوفا السكاني.
وقالت السيدة “إنهم يطلقون النار على منزلنا، يحاولون كسر باب الملجأ… أرسلوا المساعدة”.
واندلعت، السبت، حرب جديدة بين إسرائيل وقطاع غزة بعد عملية عسكرية مباغتة نفذتها حركة حماس التي أطلقت آلاف الصواريخ وتوغلت في أراض إسرائيلية وقالت إنها أسرت إسرائيليين. من جانبها ردّت إسرائيل بغارات جوية مكثفة على قطاع غزة. وصدرت إدانات دولية واسعة لهجوم حماس، ودعت دول أخرى إلى ضبط النفس.
ووفق آخر حصيلة فإن عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي بلغ السبعين على الأقل إضافة إلى مئات الجرحى، بحسب مصادر طبية، وفي الجانب الفلسطيني 198 قتيلا وأكثر من 1600 جريح.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، في رسالة عبر الفيديو “نحن في حرب، ليست مجرد عملية أو دورة عنف، إنما هي حرب”. وتحدث عن “هجوم مباغت” من حماس، مضيفا “نحن في حرب وسنكسبها”.
ولم تتوقف صفارات الإنذار في المدن والقرى الإسرائيلية المتاخمة لقطاع غزة، وكذلك دوّت هذه الصفارات في تل أبيب والقدس حيث اعترضت الدفاعات الجوية الإسرائيلية العديد من الصواريخ.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن قواته تخوض معارك “على الأرض” ضد مقاتلين فلسطينيين في المناطق المحيطة بقطاع غزة بعد تسلل هؤلاء “بالمظلات” بحرا وبرا.
وقال المتحدث باسم الجيش ريتشارد هيخت خلال إيجاز صحافي “كانت عملية مزدوجة تمت من خلال مظلات عبر البحر والأرض”.
وأضاف “نحن نقاتل في الوقت الحالي، نقاتل في مواقع معينة في محيط قطاع غزة… قواتنا تقاتل الآن على الأرض” في إسرائيل.
وأشار إلى أنه سيتم نشر الآلاف من جنود الاحتياط على الحدود مع قطاع غزة وكذلك شمال إسرائيل وعلى الحدود مع لبنان وسوريا وفي الضفة الغربية المحتلة.
وأضاف المتحدث “نحن نراقب جميع الساحات… ندرك أن هذا شيء كبير”.
“طوفان الأقصى”
وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلّح لحركة حماس، أعلنت، صباح السبت، بدء عملية “طوفان الأقصى”. وقالت إن القيادة “قررت وضع حد لكل جرائم الاحتلال، وانتهى الوقت الذي يعربد فيه دون محاسب”.
وتابعت “نعلن بدء عملية طوفان الأقصى ونعلن أن الضربة الأولى التي استهدفت مواقع العدو وتحصيناته تجاوزت خمسة آلاف صاروخ وقذيفة”.
وقال قائد الأركان في كتائب عز الدين القسام، محمد الضيف، إن العملية “رد على جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين واقتحاماته المتكررة للمسجد الأقصى”.
ووزعت حركة حماس شريطا مصورا يظهر فيه فلسطينيون يحتفلون في مخيم جباليا بسحب مقاتلين تابعين للحركة آلية عسكرية “صهيونية من نوع جيب” إلى المكان حصلوا عليها في إحدى عمليات التوغل.
وشاهد صحافي من وكالة الأنباء الفرنسية فلسطينيين مسلحين يتجمعون حول دبابة إسرائيلية اشتعلت فيها النيران جزئيا بعد عبورها السياج الحدودي قرب خانيونس.
ورصد صحافي آخر فلسطينيين عائدين إلى مدينة غزة يقودون مركبة إسرائيلية تم الاستيلاء عليها.
ونصبت الشرطة الإسرائيلية حواجز بين القدس وتل أبيب وشرعت بتفتيش المركبات.
في تل أبيب، شوهد سكان وهم يستقلون حافلة بحثا عن مكان آمن في أحد الفنادق.
في القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل منذ العام 1967، هتف بعض الفلسطينيين احتفالا وأطلقوا أبواق سياراتهم مع انطلاق صفارات الإنذار وسط توالي أصوات الانفجارات.
وخرجت في رام الله مسيرة تأييدا لحركة حماس الإسلامية رفعت خلالها رايات الحركة.
وشاهد صحافيون من وكالة الأنباء الفرنسية في قطاع غزة مئات السكان يفرون من منازلهم الواقعة على الحدود مع إسرائيل.
وشوهد رجال ونساء وأطفال يحملون مواد غذائية وبطانيات ويخرجون من منازلهم ومن بينهم أم أحمد غبن التي كانت تمسك بيد اثنين من أبنائها الأربعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
وقالت المرأة التي حملت أكياسا ملأتها بالطعام والملابس “قامت الحرب، سأذهب إلى بيت أهلي في حي النصر رغم أن لا مكان آمن”.
وتفرض إسرائيل منذ العام 2007 حصارا مشددا على القطاع، تاريخ تفرد حركة حماس بالسيطرة عليه. وخاضت الفصائل الفلسطينية وإسرائيل عدة حروب مدمرة منذ ذلك الحين.
أ.ف.ب