و.م.ع
أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم الثلاثاء بالرباط، أن المغرب نجح في إرساء نموذج ناجع لتدبير الماء لاسيما بفضل سياسته في مجال التحكم في الموارد المائية وتعبئتها من خلال إنشاء سدود كبرى.
وسلط صديقي، في كلمته في افتتاح الحفل المنظم بمناسبة الاحتفال بيوم الأغذية العالمي، الضوء على التدابير الرئيسية التي أسهمت في إنجاح هذا النموذج، ومنها على الخصوص إحداث منشآت لتحويل المياه وتطوير المهارات التقنية والبحث العلمي التطبيقي.
وأضاف أن هذا النجاح يعزى كذلك إلى سياسة التخطيط بعيدة المدى التي تم إطلاقها مطلع الثمانينات والتي مكنت أصحاب القرار من استباق ندرة المياه، علاوة على التقدم الكبير الذي تم تحقيقه على المستويين المؤسساتي والتنظيمي.
وشدد على أن هذه السياسة مكنت المملكة من بنية تحتية مائية هامة تتكون من 139 سدا كبيرا تصل قدرتها الاستيعابية الإجمالية إلى ما يناهز 17,6 مليار متر مكعب، فضلا عن آلاف الأثقاب المائية والآبار.
وفي معرض حديثه عن الاستراتيجيات الفلاحية التي تم إرساؤها خلال العقدين الأخيرين، على غرار “مخطط المغرب الأخضر” واستراتيجية “الجيل الأخضر”، شدد الوزير على أن هذه الاستراتيجيات أعطت الأولوية لحكامة الموارد المائية من خلال مجموعة من الإصلاحات والبرامج الاستثمارية المهيكلة من أجل فلاحة مستدامة.
من جهته، اعتبر ممثل منظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو” بالمغرب، جان سناهون، أنه على الصعيد العالمي، فإن النمو الديموغرافي السريع، والتوسع الحضري، والتنمية الاقتصادية، والتغير المناخي، كلها عوامل ت خضع الموارد المائية العالمية لضغط متزايد.
وفي هذا السياق، أبرز أن موارد المياه العذبة انخفضت بنسبة 20 في المائة خلال العقود الأخيرة وأن توافر المياه وجودتها تتدهور بوتيرة سريعة، داعيا إلى ضرورة تسخير قوة العلم والابتكار والبيانات والتكنولوجيا لتحقيق التدبير المستدام للمياه.
وبهذه المناسبة، سلم الوزير شهادات تقدير للعديد من الشخصيات من مختلف التخصصات، اعترافا بمساهمتها المثالية في تطوير قطاع المياه في المغرب.
وتميز هذا اللقاء أيضا بإطلاق طابع بريدي من قبل مجموعة بريد المغرب، بالتعاون الوثيق مع الوزارة وممثلية منظمة (الفاو) في المغرب، تخليدا ليوم الأغذية العالمي، مع التركيز على الماء كأساس للحياة والتغذية.
و على غرار باقي بلدان العالم، تحتفل المملكة المغربية كل سنة بيوم الأغذية العالمي استجابة لدعوة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة من أجل تحسيس وتعبئة السكان بشأن قضايا الغذاء والتغذية والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وستمكن هذه النسخة الـ43، التي يتم الاحتفال بها في سياق خاص حيث تواجه البلدان نموا سكانيا سريعا وتوسعا حضريا وتنمية اقتصادية وتداعيات أزمات المناخ، من التحسيس بأهمية التدبير المتكامل للموارد المائية من خلال تثمين وتدبير المياه والأراضي والموارد المرتبطة بها بطريقة منسقة.