أفاد محامون ومصادر قضائية في غينيا نقلت عنهم وكالة الأنباء الفرنسية السبت، أن مجموعة مدججة بالسلاح أخرجت رئيس المجلس العسكري السابق موسى داديس كامارا من السجن خلال عملية فرار، شهدت تبادلًا كثيفًا لإطلاق النار في وسط العاصمة كوناكري. فيما قطعت القوى الأمنية الطرقات المؤدية إلى السجن المدني.
وقال المحامي جوكامي هابا لوكالة الأنباء الفرنسية “تبلغت بحصول عملية فرار في سجن كوناكري المدني شملت موكلي موسى داديس كمارا”. وتحدث عن احتمال أن يكون موكله قد اقتيد رغما عن إرادته.
ويحتجز داديس كامارا في وسط العاصمة منذ بدء الجلسات في شتنبر 2022.
وتشهد كوناكري منذ ساعات مبكرة من يوم السبت إطلاق نار كثيف لم يعرف على الفور السبب وراءه في هذا البلد الواقع في غرب أفريقيا والذي يديره منذ شتنبر 2021، الكولونيل مامادي دومبويا الذي أطاح الرئيس المدني ألفا كوندي في انقلاب مسلح.
إطلاق نار من أسلحة آلية وحربية
وقال أحد سكان المنطقة طالبا عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية “ثمة إطلاق نار من أسلحة آلية وحربية” في حي كالوم الذي يشكل وسط العاصمة السياسي والإداري.
وروى تاجر طلب عدم الكشف عن هويته أيضا “يُمنع الوصول إلى وسط المدينة والخروج منه منذ الفجر”.
وأضاف “أردنا التوجه إلى المرفأ حيث أعمل لكننا مُنعنا (من المرور) عند مدخل شبه جزيرة كالوم حيث انتشرت مدرعات”. فيما أفاد شهود عدة أن الطرقات مقفرة وتنتشر فيها مدرعات.
ويقع حي كالوم على شبه جزيرة وفيه مقر الرئاسة والحكومة وإدارات رسمية والمقر العام للجيش فضلا عن السجن المركزي.
وحدد بعض الشهود إطلاق النار قرب السجن فضلا عن جسر الثامن من نونبر، وهو محور طرقات رئيسي لدخول وسط العاصمة والخروج منه.
وقال مسؤول في المطار البعيد عن وسط العاصمة إن الرحلات الجوية لم تقلع صباح السبت إذ لم تتمكن طواقم الطيران من الوصول إلى المطار من كالوم حيث يمضون ليلتهم عادة.
وشكل انقلاب الخامس من شتنبر 2021 في غينيا واحدا من سلسلة انقلابات أو محاولات انقلاب سجلت في غرب إفريقيا منذ استيلاء العسكريين على الحكم في مالي في غشت 2020.
اتهامات بالقتل والاغتصاب والاختطاف
ويحتجز كامارا في وسط العاصمة منذ بدء جلسات محاكمته في شتنبر 2022، حيث يواجه ونحو عشرة مسؤولين عسكريين وحكوميين سابقين اتهامات عدة بالقتل والتعذيب والاغتصاب والاختطاف ارتكبتها القوى الأمنية في 28 شتنبر 2009 في ملعب 28 سبتمبر في ضاحية كوناكري حيث اجتمع عشرات آلالاف من أنصار المعارضة وفي محيطه.
وقتل ما لا يقل عن 156 شخصا وأصيب المئات بجروح وتعرضت 109 امرأة للاغتصاب على ما جاء في تقرير للجنة تحقيق مكلفة من جانب الأمم المتحدة.
بعد انقلاب العام 2021، نصب الكولونيل دومبويا نفسه رئيسا وتعهد بضغط دولي بتسليم السلطة إلى مدنيين منتخبين في مهلة سنتين اعتبارا من يناير 2023.
ونددت “قوات غينيا الحية” وهي تجمع أحزاب ومنظمات معارضة بعدم احترام التعهدات وجنوح سلطوي متحدثة عن “دكتاتورية ناشئة”.