قالت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الخميس، إن الأستاذات والأساتذة بمدارس الريادة، أبانوا عن فعالية الأساليب البيداغوجية الجديدة مع تسجيل تحسُّن كبير في مستوى التلاميذ.
وأفادت الوزارة، في بلاغ، أنه بفضل انخراط الأساتذة والفرق التربوية بمدارس الريادة، أبان التقييم الأولي لأثر برنامج الدعم والمعالجة، أن غالبية التلاميذ، والذين يدرسون بالمستوى الثاني إلى المستوى السادس بالتعليم الابتدائي، يظهرون نسب تحكم في الكفايات التي تم تقييمها، مضاعفة أربع مرات بالنسبة للرياضيات ومرتين بالنسبة للغة العربية وثلاث مرات بالنسبة للغة الفرنسية، وهو ما يعادل استدراك سنة أو سنتين من الدراسة بالنسبة للكفايات الأساس في المواد المعنية، في ظرف شهرين فقط.
وأضاف المصدر، أنه عند انطلاق مشروع مؤسسات الريادة، قام الأساتذة بتمرير رائز التموضع للكشف عن المستوى الحقيقي للتلاميذ، أيام 7 و8 و9 شتنبر 2023 بجميع المؤسسات المعنية، والذين بلغ عددهم حوالي 300 ألف تلميذ(ة)، وتم إدخال المعطيات إلى منصة مسار، وكذا التأكد من موثوقيتها من خلال اللجوء إلى عمليات مراقبة وفحص تم إجراؤها على عينة من التلاميذ، من طرف 160 مفتشا.
وحسب المصدر ذاته، يركز الاختبار الذي تم إجراؤه على التعلمات الأساس، في إتقان القراءة والعمليات الرياضية الأساسية (الجمع والطرح والضرب والقسمة)، مضيفا، أن هذه التعلمات، تعد الشرط الأساسي للنجاح الدراسي في سلك التعليم الثانوي وفي التعليم العالي.
وزاد المصدر، أن النتائج المحصل عليها في بداية الموسم الدراسي، تظهر أن حوالي 80% من التلاميذ لم يتحكموا في الكفايات الأساس المستهدفة خلال السنة السابقة. “وهو ما يؤكد الأزمة العميقة لمستوى التعلمات، والتي كشفت عنها مختلف التقييمات الوطنية والدولية”.
أمام هذه الوضعية، أكدت الوزارة أنه تم، لأول مرة، إرساء آلية متكاملة لمعالجة التعثرات الدراسية التي راكمها التلاميذ. “وتعتمد هذه الآلية على مقاربة التدريس وفق المستوى المناسب (TaRL)، القائمة على مبدأ إعادة التزويد بالتعلمات والكفايات الأساس حسب المستوى الحقيقي للتلاميذ، من خلال أنشطة تفاعلية وفعالة وممتعة”.
وواصل نفس المصدر، أنه تم العمل على توسيع نطاق مقاربة TaRL لفائدة جميع التلاميذ بمؤسسات الريادة في بداية السنة الدراسية، ثم لصالح التلاميذ الذين يواجهون صعوبات في التعلم على مدار الموسم الدراسي، وذلك خارج الحصص الدراسية النظامية.
وقد تم مؤخرا، يضيف المصدر، أنه من 1 إلى 3 نونبر، تمرير رائز بعدي لـTaRL من أجل قياس الأثر الأولي لهذه المقاربة العلاجية. وتم خلاله اختبار مستوى 63 ألف تلميذ من لدن الأساتذة.
وتابع، أن النتائج خضعت للتدقيق من طرف المفتشين ومن قبل جمعية مستقلة (سندي). “أثبتت هذه المراقبة المزدوجة موثوقية النتائج بنسبة 78٪”.
كما كشف التحليل الأولى للمعطيات، وفق بلاغ الوزارة، أن عمل الأساتذة بمدارس الريادة له تأثير كبير على المعارف والتعلمات الأساس، بالنسبة للمواد الثلاثة المعنية ولجميع المستويات المدرسية.
وأوضحت الوزارة، أنه في السنة الثانية، كان فقط 9% من التلاميذ يتحكمون في عملية “الجمع” التي تم تدريسها في السنة الأولى من سلك الابتدائي (عملية من قبيل 27+48)، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 61%، بينما كان فقط 20% من تلاميذ السنة الثالثة يتحكمون في قراءة فقرة من مستوى السنة الثانية ابتدائي، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 50%، في حين كان فقط 20% من التلاميذ يتقنون قراءة كلمات بسيطة باللغة الفرنسية في السنة الثالثة، وقد ارتفعت هذه النسبة إلى 59%.
وحسب نفس المصدر، يثبت هذا الأثر الأولي الذي تم قياسه أن استدراكاً كبيراً وسريعاً في مستوى تعلمات التلاميذ هو أمر ممكن، وذلك من خلال تطبيق طرق جديدة وفعالة في التدريس، وبفضل العمل التعاوني للفريق التربوي المكون من الأساتذة ومديري المؤسسات التعليمية والمفتشين والإدارة الإقليمية والجهوية.
وأشارت الوزارة، إلى أنه تم إرساء نظام للتقييم عند نهاية السنة الدراسية، بشراكة مع J-PAL، وهو مركز أبحاث تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا MIT، من أجل قياس، بطريقة علمية، أثر مدارس الريادة على سنة دراسية بأكملها (2023/2024).