استنكر الأطباء المغاربة، بشدة في تضامن كبير مع الشعب الفلسطيني والأطقم الطبية بغزة، استمرار استهداف الآلة العسكرية الإسرائيلية للمؤسسات والأطر الصحية، ومواصلة قتل المرضى على أسرّة الفراش داخل المستشفيات، من أطفال حديثي الولادة، ورضع، ونساء حوامل، ومرضى ومصابين، وتوجيه عتادها العسكري ضد الأطر الطبية والصحية، والبنايات، والأجهزة والمستلزمات الطبية، “الأمر الذي يعدّ السكوت عنه مشاركة في هذه الجرائم وتأييدا لها، في الوقت الذي تتطلب من المنتظم الدولي ومن الأمم المتحدة ومؤسساتها حزما فعليا وتعاطيا جادا من أجل التدخل لوقفها ولمحاسبة المتورطين فيها.
وندد الأطباء المغاربة، وفي مقدمتهم الدكتور الطيب حمضي، رئيس نقابة الطب العام، والدكتور مولاي سعيد عفيف، رئيس التجمع النقابي الوطني للأطباء الأخصائيين في القطاع الخاص، والدكتور أحمد بنبوجيدة، رئيس النقابة الوطنية لأطباء القطاع الحر، والبروفسور رضوان السملالي، رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، بالدعوة اللاأخلاقية التي وجّهها ما يفوق المائة طبيب من الأطباء الإسرائيليين لحكومتهم من أجل استهداف المستشفيات وتدميرها بمن فيها، “والتي تنضاف إلى تصريح وزير التراث، والتي تعتبر بمجملها دعوات تنمّ عن كراهية مقيتة، وتكشف عن افتقاد أصحابها أي حس إنساني وعن غياب أي صلة لهم بمهنة الطب النبيلة، التي تقوم على إنقاذ الأرواح، والتدخل لضمان استمرار الحياة، بما أنهم يحرضون على قتل المرضى والأطر الصحية، الأمر الذي يعتبر جريمة كاملة، صادرة في حق المدنيين والمصابين، المرضى والجرحى، وفي حق مهنة الطب التي من المفروض أن من يمارسونها قد أدوا قسم الطب، وبالتالي تسخير إمكانياتهم ومقدراتهم للحفاظ على الحياة لا الحث على للقتل، وهو ما يمثل مظهرا واضحا من مظاهر السقوط الأخلاقي والمهني للمعنيين بالأمر”.
في هذا الإطار، أشاد الأطباء المغاربة، بمواقف المملكة المغربية، التي يعبر عنها الملك محمد السادس، ورئيس لجنة القدس، والتي تؤكد على ضرورة العودة إلى طاولة الحوار والتوصل إلى حلّ سلمي شامل ودائم للقضية الفلسطينية، على أساس الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين المتوافق عليه دوليا بنا يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية. معبرين عن اعتزازهم بكل خطوات الدعم والمساندة التي تقوم بها المملكة المغربية نصرة للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني البطل، وضمنها المساعدات التي أرسلتها بلادنا من أغذية وأدوية ومستلزمات طبية وغيرها.
وأضاف الأطباء المغاربة: “إن ما يقع في غزة، من تقتيل ودمار وإبادة، يتعرض لها من اختاروا البقاء ولم يسلم منها من قرروا النزوح هربا من جحيم الحرب، هو جريمة بشعة مكتملة الأركان تتواصل فصولها يوما عن يوم، في غياب أي موقف عقلاني يغلّب منطق السلام على الحرب، ويجنّب المنطقة الدخول في مرحلة لا يمكن التكهن بملامحها وتداعياتها، هذا الموقف الذي عبّرت عنه، وتنبه إليه، وتدعو له، المملكة المغربية الشريفة بقيادة أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الملك محمد السادس، وتؤكد عليه بيانات ومواقف وزارة الخارجية في كل مناسبة ومحفل دولي”.
وتقدم أطباء المغرب، أمام فظاعة جرائم الجيش الإسرائيلي التي تجاوزت كل الخطوط الحمراء، والتي تهدد استقرار المنطقة ومسلسل السلام بشكل عام، بأحر التعازي القلبية إلى أسر الشهداء والضحايا والمصابين الفلسطينيين، وإلى الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، وإلى الشعب المغربي قاطبة، لكون القضية الفلسطينية ظلت دائما قضية مركزية وأولوية للمغرب الرسمي والشعبي على حدّ سواء.
هذا، وجدد أطباء المغرب، تضامنهم ودعمهم الكاملين مع زميلاتهم وزملاءهم الأطباء بغزة وكافة مهنيي الصحة، ويدعون المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لمنع عمليات التقتيل والتشريد والتجويع والتهجير القسري التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، والتي تعتبر جرائم لا يمكن السكون عتها والتي سيذكرها التاريخ في صفحاته السوداء القاتمة.