كشفت صور توثق لزيارة سرية قام بها عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إلى مركز لمحو الأمية لفائدة الأرامل، على هامش مشاركته في أشغال المجلس الوزاري لــ13 أكتوبر الماضي، الذي ترأسه الملك محمد السادس بطنجة، (كشفت) احتضان مدينة البوغاز لأكبر ذراع إحساني في المغرب، متخصص في كفالة آلاف الأيتام والأرامل، وتشوب أعماله وتمويله شبهات استغلال انتخابي للأسر المستفيدة.
وكشفت صحيفة “الصباح” في عددها الصادر اليوم الاثنين، أن غياب أدنى معلومات في الأرشيف الحكومي والحزبي الخاص بأنشطة عبد الإله بنكيران، ولد تساؤلات عن سبب إحاطة الزيارة، وعملية التدشين التي قام بها رئيس الحكومة، بالكثير من السرية، مشيرة إلى أنها حصلت على معلومات ووثائق تثبت أن الذراع الإحساني يسمى “جمعية العون والإغاثة”، وترعاه قيادات في جماعة التوحيد والإصلاح، وحزب العدالة والتنمية، وبتمويل خليجي، سيما من مؤسسات قطرية ومنظمات إخوانية بأوروبا، ومنه يستمد بيجيدي حسب مراقبين، جزءا من تفوقه الانتخابي بطنجة.
وأضافت الصحيفة ذاتها أنه توجد على رأس الذراع، الداعية الإسلامية نعيمة بنيعيش، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح، ورئيسة المكتب الإداري لمنتدى الزهراء للمرة المغربية، المنظمة النسائية للعدالة والتنمية، ومهمتها إدارة العلاقات مع المانحين والممولين، في حين يتولى زوجها، نور الدين بنصبيح، بصفته الرئيس المؤسس، الإشراف على التدبير اليومي، وإدارة ذراعين آخرين، يشتغلان في كافة التراب الوطني، هما مؤسسة “بسمة للتنمية الاجتماعية”، و”الشبكة المغربية لرعاية اليتيم”، المعروفة اختصارا بــ”شمري”، والتي تتكون من جمعية خيرية تابعة للتوحيد والاصلاح.
ويتلقى الذراع الإحساني، الحاصل على صفة المنفعة العامة في 2011، على تمويلات ضخمة (تقارب مليارا في السنة)، وكشفت وثيقة رسمية لوزارة العلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني، أن أغلبها يأتي من منظمات إسلامية خليجية وأوروبية، أغلبها تابعة لدولة قطر.
ومن أوجه الاستغلال الانتخابي للعمل الاحساني للذراع، جمع عدد من الأسماء، بين المناصب في جميعة العون والإغاثة وروافدها من قبيل جمعية “كرامة لتنمية المرأة بطنجة”، المتخصصة في رعاية الأمهات العازبات، والترشح باسم العدالة والتنمية في الانتخابات أو المشاركة في أنشطته الحزبية.
