و.م.ع
أكد هادي زردي، مسؤول برنامج “ورشات الأطلس” للصناعة السينمائية وتطوير المواهب، أن هذا البرنامج الذي أطلقه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في إطار دورته لسنة 2018، “أحدث وقعا إيجابيا في مجال الفن السابع على المستوى العالمي”.
وقال زردي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تنظيم فعاليات الدورة السادسة ل”ورشات الأطلس” المقامة من 27 إلى 30 نونبر الجاري، على هامش الدورة العشرين للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، إن “وقع هذه الورشات يتبدى جليا على مستوى حضور ضيوف عالميين مرموقين تجذبهم جودة المشاريع المقدمة” للبرنامج.
وأشار المسؤول إلى أن “ورشات الأطلس تعد فضاءات لتطوير مشاريع سينمائية يتقدم بها جيل من المواهب الشابة من المغرب وإفريقيا والعالم العربي”، وتقدم “برنامجا غنيا ومتنوعا ومستهدفا من أجل مواكبتها”.
وأبرز زردي في هذا الصدد الإقبال الكبير الذي يحظى به البرنامج، والذي يتمثل أساسا في العدد الكبير لطلبات المشاركة فيه تم التوصل بها من القارة الإفريقية والعالم العربي، والتي بلغ عددها في دورة السنة 320 طلب مشاركة، اختير منها 25 مشروع فيلم (16 في مرحلة التطوير، و9 أفلام في مرحلة ما بعد الإنتاج تنتمي إلى 11 دولة).
وكان بلاغ لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش أكد أن “هذا العدد من الطلبات، الذي يعرف ارتفاعا متزايدا، يدل على الدينامية الإبداعية القوية التي تعرفها المنطقة، بالإضافة إلى الجاذبية التي تحظى بها ورشات الأطلس والفرص التي توفرها للمشاركين”.
وأبرز زردي، في سياق متصل، أن من تجليات البعد الدولي لتأثير برنامج “ورشات الاطلس”، أيضا، هناك الحضور القوي الذي بصم عليه عدد من المخرجين الشباب الذين استفادوا من دعمه ومواكبته، في مهرجانات عالمية مرموقة من قبيل مهرجان (كان) الفرنسي، ومهرجان “صاندانس” الأمريكي.
وخلص المسؤول إلى أن سينما المنطقة التي يستهدفها البرنامج “لم تعد مقتصرة على نطاق محدد، وإنما باتت تفرض نفسها كسردية عالمية متاحة لجميع الجماهير”.
يشار إلى أن المشاريع والأفلام ال25 التي تم اختيارها في إطار الدورة السادسة من (ورشات الأطلس) تستفيد من مواكبة خاصة ذات جودة عالية من قبل مستشارين في كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى، وذلك قبل المشاركة في سوق الإنتاج المشترك الذي يجمع زهاء 250 مهنيا دوليا معتمدا. وستمنح لجان التحكيم جوائز مالية نقدا تبلغ قيمتها الإجمالية 126 ألف أورو، من بينها جائزة ArteKino.
كما تشهد دورة هذه السنة من البرنامج، من بين أمور أخرى، عقد سلسلة من اللقاءات والمناقشات، ولقاء حول أهمية الدور الذي تلعبه الخزانات السينمائية في حفظ ونشر التراث السينمائي في المنطقة. وإضافة إلى ذلك، وفي إطار فضاء منصة الأطلس، يتبادل المهنيون خبراتهم في مجال تطوير مشاريع أفلام الرسوم المتحركة، وبانوراما دولية لعرض الأفلام القصيرة في المهرجانات، وفن تقديم عرض يخص السلسلات المقدمة للمنصات الرقمية.
يشار إلى أن (ورشات الأطلس) دعمت وواكبت في الدورات الخمس السابقة ما مجموعه 111 مشروعا وفيلما، من بينها 48 مشروعا وفيلما مغربيا. وكان من أبرز منجزات البرنامج انتقاء أربعة أفلام حظيت بدعمه ضمن التشكيلة المختارة في مهرجان “كان” السينمائي برسم سنة 2023، وهو ما وصفته مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حينها ب”حدث تاريخي غير مسبوق حيث يشارك المغرب للمرة الأولى بثلاثة أفلام”.