أفاد تقرير حول مبادرات مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، لفائدة الإدماج السوسيو-مهني المستدام، بأن التربية الشاملة تفتح المجال أمام الإدماج السوسيو-مهني للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأبرزت المؤسسة، في هذا التقرير، أنه ينبغي أن تتاح لكل فرد، مهما كانت وضعيته أو قدراته، الإمكانية للمشاركة الفاعلة في سوق الشغل، وبالتالي المساهمة في إثراء المجتمع ورفاهه الشخصي.
وقد تطورت هذه التربية الشاملة مع توالي السنوات، لتصبح أكثر من مجرد ولوج للجميع إلى التعليم، بل أضحت فلسفة تسعى إلى خلق مجتمع متوازن، يحترم التنوع ويوفر فرصا متساوية للجميع.
ولفت المصدر ذاته إلى أنها تنخرط في بلورة بيئة تربوية يستطيع فيها كل فرد، بغض النظر عن احتياجاته الخاصة، أن يزدهر ويتعلم ويساهم في المجتمع.
وإدراكا منها لهذه الرهانات، التزمت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط، بشكل فعال، في النهوض بالتربية الشاملة، وخصوصا بتمكين الأشخاص في وضعية إعاقة وإدماجهم اجتماعيا ومهنيا.
ومن خلال وضع المستفيدين في صلب المبادرات التي تدعمها، عززت مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط الإدماج في الوسط المدرسي، وذلك من خلال شركائها الذين يتعاونون مع المدارس والمعلمين والأسر.
وأورد التقرير أنهم يخلقون معا بيئة تربوية شاملة، حيث يمكن للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة الحصول على تعليم ذي جودة جنبا إلى جنب مع أقرانهم، مشيرا إلى أنه بفضل دعم برامج التكيف والمواكبة التربوية، تساهم مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط في إزالة العوائق التي تحول دون الوصول إلى التعليم، وهو ما يعزز بدوره التنمية الشخصية والاجتماعية لهؤلاء الأشخاص.
وبالإضافة إلى ذلك، فهي تدعم مختلف المنظمات والجمعيات الوطنية، والمهنيين في مجال التعليم المتخصص، لضمان تكفل مكيف حسب الاحتياجات الفردية.
ومن خلال مبادراتها، تسهر المؤسسة على استفادة الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة من تعليم جيد يستجيب لتحدياتهم الخاصة، معززة بذلك نموهم الفكري والعاطفي. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تعمل على إحداث برامج تكوين مهنية ملائمة، تمكن من اكتساب المهارات الأساسية للولوج بثقة إلى سوق الشغل.
ويظل لالتزام مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط المستمر بالإدماج المدرسي والتعليم المتخصص والتكوين، سواء في بيئة محمية أو عادية، تأثير عميق على حياة العديد من الأشخاص، مما يساهم في خلق مجتمع أكثر شمولا وإنصافا للجميع. ويتمثل التحدي عادة في اختيار المقاربة الأنسب استنادا إلى خصوصيات المستفيدين، لأن كل شخص فريد من نوعه.
وتدرك المؤسسة أهمية دعم كلتا المقاربتين، من خلال استكشاف نقاط الاختلاف والتكامل بينهما. وبهذه الطريقة تدعم، من جهة، المبادرات التي تمكن المستفيدين من التطور في بيئة محمية ومكيفة تضمن سلامتهم وراحتهم، مما يتيح لهم تعليما وتكوينا مصمما خصيصا لهم، مع إشراف متخصص من شأنه أن يعزز الانتقال السلس إلى البيئة العادية.
ومن جهة أخرى، تنخرط في مشاريع تشجع التدخل في الوسط العادي، لتعزيز الإدماج الاجتماعي وتوفير عالم يشجع على تنمية قدرتهم على الصمود، وذلك مع مساعدتهم على الاستعداد بشكل أفضل للحياة الواقعية.
وخلص التقرير إلى أن التربية الشاملة، على الرغم من أنها تحمل الأمل في مكافحة الوصم والتمييز، وكذا تعزيز قبول واحترام التنوع، فهي تذكرنا بأن الطريق نحو الإدماج المهني عبارة عن رحلة طويلة ومعقدة. وتضطلع مؤسسة المكتب الشريف للفوسفاط بدور أساسي في هذه المغامرة، من خلال تقديم الدعم والمواكبة القيمين في إحدى مراحل هذه الرحلة.