رويترز
اندلعت معارك عنيفة بين قوات إسرائيلية ومقاتلين من حركة حماس في شوارع مدينة خان يونس، ثاني أكبر مدينة في غزة، الأربعاء، في الوقت الذي أرجأت فيه الأمم المتحدة تصويتا على محاولة لتعزيز توصيل المساعدات للقطاع الفلسطيني المحاصر الذي يواجه كارثة إنسانية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، مقتل ضابط وجندي في جنوب قطاع غزة، ليرتفع عدد القتلى في صفوف الجيش إلى 466 ضابطا وجنديا منذ السابع من أكتوبر.
وأدت الحملة الإسرائيلية للقضاء على مسلحي حماس الذين يقفون وراء هجوم السابع من أكتوبر، إلى تدمير غزة ومقتل نحو 20 ألفا من السكان، وفق وزارة الصحة في القطاع الفلسطيني. كما تسببت في جوع ونزوح واسعي النطاق.
ورغم الضغوط الخارجية لتجنب قتل الأبرياء، يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الحرب لن تتوقف إلى أن تفرج حركة حماس عمن تبقى من الرهائن الذين تحتجزهم بغزة وعددهم 129، والقضاء على الحركة المدعومة من إيران.
وقال الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، إنه ضرب أكثر من 300 هدف في قطاع غزة خلال آخر 24 ساعة، وأكد استهداف مقرات قيادة عسكرية ومخازن أسلحة في خان يونس.
#عاجل جيش الدفاع يستهدف ما يزيد عن 300 هدف في قطاع غزة على مدار آخر 24 ساعة
⭕️قوات جيش الدفاع العاملة على أرض قطاع غزة تواصل خوض معارك وجهًا لوجه في مواجهة المخربين، وتوجيه الطائرات نحو الخلايا المسلحة والوسائل القتالية
⭕️عقب إطلاق النار باتجاه قواتنا في جنوب قطاع غزة، داهم… pic.twitter.com/WJ8aMKuSSf— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) December 20, 2023
في غضون ذلك، تأجل تصويت مجلس الأمن الدولي بشأن بدء تسليم المساعدات ليوم آخر، الثلاثاء، مع استمرار المحادثات في محاولة لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض للمرة الثالثة لمنع اتخاذ إجراء بشأن الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين بين إسرائيل وحماس.
وكان من المقرر أن يصوت المجلس المكون من 15 عضوا في بادئ الأمر على قرار صاغته الإمارات، الاثنين. لكنه تأجل أكثر من مرة، إذ يقول دبلوماسيون إن الإمارات والولايات المتحدة تواجهان صعوبة في الاتفاق على لغة تشير إلى وقف الأعمال العدائية واقتراح إنشاء آلية مراقبة للمساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة.
وعندما سُئلت عما إذا كان الدبلوماسيون يقتربون من التوصل إلى اتفاق، قالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، للصحفيين، الثلاثاء، “نحاول، نحاول حقا”.
وامتد الصراع لمناطق أبعد من غزة منها البحر الأحمر، حيث تهاجم قوات الحوثي المتحالفة مع إيران والمتمركزة في اليمن سفنا تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما أدى إلى إنشاء عملية بحرية متعددة الجنسيات لحماية طرق التجارة.
وقال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، في البحرين إن دوريات بحرية مشتركة ستنظم في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن الذي يضم طريق شحن عالمي رئيسيا بين الشرق والغرب، هو مضيق باب المندب.
وأضاف “هذا تحد دولي يتطلب عملا جماعيا”.
وقالت شركة أمبري البريطانية للأمن البحري، الثلاثاء، إنها تلقت معلومات عن محاولة فاشلة لاعتلاء سفينة غرب مدينة عدن الساحلية اليمنية.
وتعيد بعض شركات الشحن توجيه مساراتها حول أفريقيا.
وقال الحوثيون إنهم سيواصلون مهاجمة السفن التجارية في الممر التجاري الحيوي، وربما بعملية بحرية كل 12 ساعة.
وقال المسؤول الحوثي، محمد عبد السلام، لرويترز إن موقف الحركة الداعم لفلسطين وقطاع غزة سيظل قائما لحين انتهاء الحصار ودخول الغذاء والدواء وإن دعمها للشعب الفلسطيني سيتواصل، مؤكدا أن الحركة لا تستهدف سوى سفن إسرائيل أو تلك المبحرة إليها.
قتال شوارع
وفي غزة، أفاد سكان من خان يونس، الأربعاء، بوقوع اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من حماس وقوات إسرائيلية في وسط المدينة وشرقها.
وقال مسؤولو الصحة في غزة إن 12 فلسطينيا قتلوا في غارة إسرائيلية على منزل في المدينة الواقعة في جنوب القطاع.
وفقدت إسرائيل 132 جنديا في القتال داخل غزة منذ غزوها للقطاع عقب الهجوم الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر، والذي تقول إسرائيل إنه أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وقالت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، إن 19667 فلسطينيا قتلوا وأصيب 52586 آخرون في الحرب. وأفادت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن أكثر من 60 في المئة من البنية التحتية في غزة دمرت أو تضررت، وإن أكثر من 90 في المئة من السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة نزحوا عن ديارهم.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة بغزة إن صواريخ إسرائيلية أصابت، الثلاثاء، منطقة جنوب رفح، حيث تجمع مئات الآلاف من اللاجئين في الأسابيع القليلة الماضية، مما تسبب في مقتل 20 شخصا على الأقل وإصابة العشرات أثناء نومهم في منازلهم.
وقال السكان إنهم اضطروا إلى البحث في الأنقاض بأيديهم عن أحياء. وقال، محمد زعرب، الذي فقدت عائلته 11 شخصا في الهجوم “هذا عمل همجي”.
وقالت وزارة الصحة إن ضربة أخرى في الشمال أدت إلى مقتل 13 شخصا وإصابة نحو 75 آخرين في مخيم جباليا للاجئين. وتحدث شهود فلسطينيون عن تكثيف إسرائيل القصف الجوي والمدفعي لجباليا مع حلول الظلام في وقت متأخر، الثلاثاء.
وتقول إسرائيل إنها تحذر من شن ضربات ليتمكن المدنيون من الفرار، وتتهم مقاتلي حماس بالاحتماء في المناطق السكنية واستخدام المستشفيات والمدارس غطاء، وهو ما تنفيه الحركة.
وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون للصحفيين في مؤتمر صحفي، الثلاثاء، إن الخسائر البشرية الفادحة في صفوف المدنيين هي تكلفة الحملة الإسرائيلية لتدمير حماس واستراتيجية حرب المدن التي ينتهجها المسلحون، على الرغم من القلق العالمي إزاء سقوط ذلك العدد الهائل من القتلى.
محادثات بشأن المساعدات والرهائن
أبدى الرئيس الإسرائيلي، إسحق هرتسوغ، استعداد إسرائيل للدخول في “هدنة إنسانية” أخرى بوساطة أجنبية لاستعادة المزيد من الرهائن الذين تحتجزهم حماس والسماح بوصول المزيد من المساعدات إلى غزة.
واستمرت الهدنة التي تسنى التوصل إليها في أواخر نونبر بوساطة دبلوماسيين قطريين وأميركيين لمدة أسبوع قبل أن تنهار وتفضي إلى إطلاق سراح 110 رهائن مقابل تحرير 240 امرأة وقاصرا فلسطينيا من السجون الإسرائيلية.
واستبعد، باسم نعيم، وهو قيادي بحماس يقيم خارج غزة، إجراء المزيد من المفاوضات بشأن تبادل الأسرى مع استمرار الحرب.
وقال مصدر مطلع على الجهود الدبلوماسية لرويترز، الثلاثاء، إن رئيس وزراء قطر ورئيسي المخابرات الأميركية والإسرائيلية أجروا محادثات “إيجابية” في وارسو لبحث سبل إحياء المفاوضات. وأضاف المصدر أنه من غير المتوقع التوصل إلى اتفاق في وقت قريب.