أ.ف.ب
أصبح قائد منتخب فرنسا لكرة القدم، كيليان مبابي، لاعبا حرا يملك بدء من الاثنين، خيار التوقيع مع أي نادٍ غير فريقه باريس سان جرمان، لحمل ألوانه بداية من صيف 2024، في مسلسل جديد غني بالتكهنات.
وكانت الأمور صافية الصيف الماضي في ذهن المهاجم السريع، عندما وجه خطاباً إلى ناديه يشير فيه إلى رغبته بعدم تمديد عقده الذي ينتهي في يونيو 2024، لتتشنج الأمور بينهما.
لكن التشنّج تقلص وعاد الهدوء ليسود بعد خلاف بين مبابي وناديه الغاضب لعدم قدرته على بيع عقد اللاعب المقدر بـ180 مليون يورو، وفق موقع “ترانسفرماركت”، مما دفعه إلى إبعاده مؤقتاً عن التشكيلة.
ومنذ ذاك الوقت، أصبحت العلاقة بين هداف مونديال 2022 ورئيس ناديه القطري ناصر الخليفي، صلبة وراسخة، بحسب ما الأنباء عن فريق العاصمة.
ووفقاً لوسائل إعلام متعددة، فقد تخلى اللاعب عن جزء من مكافآت “الولاء” الهائلة.
ورداً على سؤال لوكالة فرانس برس، رفض المقربون من اللاعب التعليق على مستقبل مبابي خلال الأشهر المقبلة. ولم يصدر النادي أي إعلان رسمي بهذا الشأن منذ فترة طويلة.
مبتسم أو عابس؟
شدد مبابي (25 عاماً) قبضته الفنية على الفريق، مع تسجيله 16 هدفاً في مختلف المسابقات منذ مطلع الموسم، بفارق كبير عن أقرب زملائه المهاجمين.
لكن إداريي النادي تخطوا مرحلة الذعر التي أصابتهم الصيف الماضي، وأخذوا وقتاً للتفكير بمصير الفريق دون اللاعب الرقم 7، مؤكدين عدم الاعتماد على لاعب وحيد.
ولا يخططون للمزايدة على راتب سنوي هائل يبلغ 72 مليون يورو، بحسب صحيفة “لوباريزيان” الفرنسية، دون احتساب مكافأة التوقيع. ويشيرون إلى أن الانفصال يحرّر آفاق الاستثمار.
مع ذلك، يبقى الاحتفاظ بالنجم الخارق، بعد رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي إلى الدوري الأميركي، والبرازيلي نيمار إلى السعودية، الخيار الأمثل.
ولإقناع مبابي، يعوّل سان جرمان على مشروع جديد بدأ هذا الصيف، يرتكز على التقليل من التعاقدات مع الأسماء الرنانة لمصلحة بناء فريق يعتمد على اللعب الجماعي.
ويجسّد المدرب لويس إنريكي هذا المشروع، وإن كانت لمساته لم تظهر بعد على المستطيل الأخضر. لكن الأساليب والذهنية تغيرت وقد تقنع مبابي بالبقاء.
ووفقا لوكالة فرانس برس، فإن ابن ضاحية بوندي الباريسية “قلق” حيال تطوره الرياضي بما يتخطى الإحصائيات.
وسيرحب سان جرمان بعودة الظهير الأيسر، البرتغالي الشاب نونو منديش، صاحب التمريرات الرائعة حتى إصابته الربيع الماضي.
وساهم قدوم زميليه في المنتخب، راندال كولو مواني وعثمان ديمبيليه، بإعادة البسمة للفريق وإلى وجه مبابي، بحسب ما يعتقد مصدر داخل النادي المملوك قطرياً.
لكن من ناحية السلوك، كان المهاجم متقلّب المزاج: عابسا في مباراتي دورتموند (1-1) وليل (1-1)، ومبتسماً ضد ميتز (3-1). وعند أدنى حركة انزعاج على وجهه، تستعر التكهنات: هل يذهب تفكيره إلى مكان آخر؟.
ويمكن احتساب جوانب رياضية أخرى، فبعد كفاحه في دور المجموعات من دوري أبطال أوروبا إلى حد الإقصاء، بلغ دور الـ16، حيث تنتظره مواجهة سهلة مع ريال سوسييداد الإسباني، بعد إقصائين من هذا الدور.
ريال مدريد يجد ضالته
يفتقد النجم العالمي لقب دوري أبطال أوروبا، بعد أن دعم سيرته الذاتية بلقب كأس العالم 2018، فيما أحرز منافسه على جائزة الكرة الذهبية، النرويجي إرلينغ هالاند، اللقب في موسمه الأول مع مانشستر سيتي الإنجليزي عام 2023.
وشرح إريك رابيساندراتانا، مدافع سان جرمان السابق والمحلل الحالي في إذاعة فرانس بلو باريس: “أعرف أنه يملك رغبة التتويج في دوري أبطال أوروبا بسرعة، لكن يريد أيضاً الفوز بها مع سان جرمان”.
لإغوائه، يمكن لريال مدريد الإسباني، ناديه المفضل ووجهته المحتملة منذ عدة سنوات، أو ليفربول الإنجليزي، التلويح بسجلهما الزاخر على الصعيد القاري.
وتشن الصحف الإسبانية، على غرار “آس” و”ماركا”، حملات مستمرة لدعم ضم المهاجم، فيما ذكر موقع “ذي أثلتيك” أن الفريق الملكي طلب منه اتخاذ قرار “بحلول منتصف يناير”.
في الوقت نفسه، وجد ريال نجماً جديداً، بعد تعاقده مع صانع اللعب الإنجليزي الشاب جود بيلينغهام، الذي يتألق بشكل رائع منذ مطلع الموسم، مع 17 هدفاً و5 تمريرات حاسمة، ويجذب الأضواء في العاصمة الإسبانية.