قبل بداية كل دورة من دورات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، تتصدر المشهد الرياضي على منصات التواصل الاجتماعي، بلاغات الأندية والسلطات المحلية للمدن تعلن من خلالها، عن إجراء مقابلة بدون جمهور وأحيانا بالاقتصار على منع تنقل الجمهور الضيف وعدم تخصيص حصة من التذاكر له.
رغم كل الإبداعات التي ترسمها جماهير الأندية المغربية، والاحتفالات المبهرة، وأساليب التشجيع الحديثة والمبتكرة في المملكة، إلا أن كل هذا يطاله النسيان والنكران، بمجرد احتكاك بين جمهورين خصمين، فللجامعة والسلطات مقاربة واحدة لمحاربة الشغب والعنف متمثلة في منع الحضور الجماهيري للمقابلات، وإجراؤها تحت صيغة الويكلو لتفادي الانفلاتات والصراعات بين الجماهير.
“بطولة البشير”، هذا هو اللقب الساخر الذي أطلقه رواد منصات التواصل الاجتماعي على نسخة هذا الموسم من الدوري المغربي، بالنظر لاحتضان ملعب البشير بالمحمدية لمقابلات عديد من الأندية، حيث يستقبل كل من الوداد الرياضي والجيش الملكي وشباب المحمدية والشباب الرياضي السالمي، وأحيانا اتحاد طنجة مبارياتهم على أرضية هذا الملعب.
بعد إغلاق “دونور”، رفضت سلطات مدينة الدار البيضاء استقبال مباريات الوداد والرجاء على ملعبي الأب جيݣو والعربي الزاولي لأسباب تحيد عن المنطق، لأن الملعبين معا استقبلا في السابق مباريات بحضور جماهيري، واضطر بعدها قطبي البيضاء للبحث عن ملاعب خارج العاصمة الاقتصادية.
وفشلت الجامعة والعصبة الاحترافية في توفير “خطة ب” بعد إغلاق الملاعب الكبيرة في وجه الأندية، وقتلت معها الشغف والأجواء الحماسية التي كانت تشهدها ملاعب المملكة والتي بلغ صداها أقصى المهتمين بالرياضة ذات الشعبية الأكبر في المعمورة.
مع الأسف، سيضطر متتبعو الكرة والبطولة المغربية لمشاهدة مزيد من المباريات المملة ودون المستوى التي كان يحجب عنها تألق الجماهير الرؤية وتبدو حماسية مع التشجيعات التي تدفع باللاعبين لتقديم مستويات أفضل وبدل مجهود أكبر.
قبل سنتين من احتضان المغرب لكأس أمم إفريقيا، هل ستطلب السلطات إجراء مباراة بين منتخبين من شمال إفريقيا بدون حضور جماهيري؟ أم أن المقاربة ستتحور لمضاهاة حجم المنافسة.