كأس إفريقيا للأمم.. أقدم تظاهرة قارية بحمولة تاريخية حافلة بالأحداث (الجزء الثالث والأخير)

في دورة 2000 أصاب الفوز الذي حققه منتخب (الأسود غير المروضة) على منتخب نيجيريا أزيد من 60 ألف متفرج بالذهول، وحول صخب مدرجات الملعب الوطني سوريلير بلاغوس إلى صمت رهيب، وحرمهم من نشوة الفوز وبدد أمل الملايين من محبي المنتخب النيجيري الذي خاض المباراة النهائية وخسر ثالث نهاية أمام منتخب الكاميرون بعد نهايتي 1984 في أبيدجان و1988 في الدار البيضاء.

وكانت مباراة النهاية التي انتهت بفوز الكاميرون 4-3 بالضربات الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 2-2 قمة في الإثارة اعتبارا للمؤهلات الكروية والبدنية والتقنية العالية التي يتوفر عليها لاعبو الفريقين.

وهكذا، فاز المنتخب الكاميروني، في الدورة التي أقيمت بكل من غانا ونيجيريا، بلقبه الثالث ودائما على حساب المنتخب النيجيري واحتفظ بذلك بالكأس بصفة نهائية.

— دورة 2002.. رابع تاج قاري لمنتخب الكاميرون .. كانت دورة باماكو (مالي)، هي الأخرى، قمة في الإثارة، وتألقت فيها العديد من الأسماء وكرست نجومية لاعبي منتخبي الكاميرون والسنغال، مفخرة إفريقيا في مونديال كوريا واليابان. واستأسد الكاميرونيون في باماكو، فتصدروا ترتيب مجموعتهم بثلاثة انتصارات على كل من الكونغو الديمقراطية 1-0 والكوت ديفوار 1-0 والطوغو 3-0، قبل أن يزيحوا منتخب مصر في ربع النهاية 1-0 ثم منتخب البلد المضيف 3-0 في نصف النهاية، ليخوضوا غمار النهاية، التي لم يكن الحسم في نتيجتها إلا عن طريق ضربات الجزاء، التي رجحت في الأخير كفة الكاميرونيين الذين فازوا 3-2.

— دورة 2004.. أول نهاية عربية-مغاربية بين نسور قرطاج وأسود الأطلس .. شكل الإنجاز الرائع لأسود الأطلس في كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم بتونس أبرز الأحداث التي طبعت مسار الرياضة المغربية في سنة 2004. ففي تونس، حقق الأسود إنجازا كبيرا ببلوغهم المباراة النهائية لكأس إفريقيا للأمم، التي خسروها أمام منتخب البلد المضيف 2-1. وإذا كانت نسور قرطاج قد توشحت بالتاج بعد خسارتها لنهايتي 1965 بتونس أمام غانا و1996 في جوهانسبورغ أمام منتخب جنوب إفريقيا، فإن أسود الأطلس قد انتزعوا الاحترام والتقدير والتنويه وخرجوا مرفوعي الرأس في بطولة لم يكن أشد المغاربة تفاؤلا يتوقع أن يحقق فيها أصدقاء، العميد نور الدين النيبت، هذا الإنجاز.

— دورة 2006.. مصر تكسب رهان التنظيم وترفع الكأس للمرة الخامسة .. ضرب المصريون أكثر من عصفور بحجر واحد بكسبهم رهان تنظيم الدورة الخامسة والعشرين لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم، التي كانت ناجحة بكل المقاييس، واعتبرت أقوى وأفضل الدورات على الإطلاق من جهة، وشهدت تتويج منتخب الفراعنة بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ هذه المسابقة الكروية الإفريقية منذ انطلاقتها عام 1957 في السودان، من جهة أخرى. فبعد مخاض عسير ومن رحم معاناة الشوطين الإضافيين والضربات الترجيحية، توج الفريق المصري بطلا لإفريقيا للمرة الخامسة، مسجلا بذلك رقما قياسيا في تاريخ الكأس الإفريقية للأمم إثر فوزه في مباراة النهاية على منتخب كوت ديفوار بالضربات الترجيحية 4-2 (0-0). وعرفت دورة القاهرة تواضع المنتخب المغربي وخروجه من الدور الأول لسادس مرة في تاريخ مشاركاته في نهائيات كأس إفريقيا للأمم بعد دورات 1972 في الكاميرون و1978 في غانا و1992 في السنغال و2000 في غانا ونيجيريا و2002 في مالي.

— دورة 2008.. المنتخب المصري الأكثر تتويجا على الإطلاق .. احتفظ المنتخب المصري بلقبه القاري في دورة غانا 2008 عقب فوزه في المباراة النهائية 1-0 على المنتخب الكاميروني بقيادة نجمه، صامويل إيطو، هداف الدورة، برصيد 5 أهداف والذي بات أفضل هداف على الإطلاق في تاريخ الكأس الإفريقية بمجموع 16 هدفا. وفي مباراة نهائية مثيرة، كرس الفريق المصري تفوقه القاري بفوزه على منتخب (الأسود غير المروضة) بفضل هدف محمد أبو تريكة الذي لم يترك أي حظ للحارس كاميني (د 78) بعد خطأ فادح للمدافع الصلب، ريغوبير سونغ. وهكذا، توج منتخب “الفراعنة” بطلا لإفريقيا للمرة السادسة، وهو إنجاز غير مسبوق بعد إحرازه اللقب سنوات 1957 و1959 و1986 و1998 و2006، وحرم بذلك المنتخب الكاميروني من معادلة رقمه القياسي بعد تتويجه في دورات 1984 و 1988 و 2000 و2002.

— دورة 2010 .. أنغولا تكسب رهان التنظيم ومنتخب الفراعنة يرفع الكأس للمرة السابعة .. انضمت أنغولا إلى سجل البلدان المستضيفة لكأس إفريقيا للأمم باحتضانها نهائيات الدورة السابعة والعشرين مطلع سنة 2010. وحاول منتخبها المنافسة بقوة على اللقب بقيادة البرتغالي مانويل جوزي، الذي حقق قبلها العديد من الإنجازات التاريخية مع الأهلي المصري. ولكن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، حيث خرج المنتخب الأنغولي من الباب الخلفي للدورة وغادر المنافسات في دور الربع بالهزيمة أمام نظيره الغاني، الذي شق بعد ذلك طريقه بنجاح إلى النهاية. وفي المقابل، نجح المنتخب المصري مجددا في تعويض إخفاقه في تصفيات كأس العالم 2010 وتوج بطلا مثلما فعل في دورة 2006 بعد الإخفاق في بلوغ نهائيات المونديال. واستغل المصريون خبرتهم الكبيرة في التغلب على المنتخب الغاني الشاب في المباراة النهائية بهدف نظيف سجله، محمد ناجي جدو، الذي لقب ب”البديل السوبر”، كما انفرد بصدارة قائمة هدافي البطولة برصيد خمسة أهداف، بينما فاز زميله المخضرم أحمد حسن عميد الفريق بلقب أفضل لاعب في الدورة.

— دورة 2012.. زامبيا تنجح أخيرا في إحراز اللقب وتكريم أرواح ضحايا حادث الطائرة سنة 1993 .. فجرت زامبيا ثالث مفاجأة في النسخة ال28 بعدما تغلبت على ثلاثة منتخبات كانت مرشحة للظفر باللقب، فتفوقت على السنغال 2-1 في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، ثم على غانا 1-0 في ربع النهاية، وعلى كوت ديفوار في المباراة النهائية بالضربات الترجيحية (8-7). وحقق المنتخب الزامبي لقبه الأول بعد خسارته نهايتي 1974 أمام منتخب الزايير (الكونغو الديمقراطية حاليا) و1994 أمام منتخب نيجيريا. وفي المقابل، فشلت كوت ديفوار في التتويج بلقبها القاري الثاني في ثالث مباراة نهائية لها بعدما أحرزت اللقب عام 1992 في السنغال على حساب غانا 12-11 بالضربات الترجيحية الماراتونية (24 ضربة جزاء)، والثانية عام 2006 عندما خسرت أمام مصر بالضربات الترجيحية أيضا. — 2013 : منتخب نيجيريا يخطف الكأس من قلب جنوب إفريقيا ويحقق اللقب للمرة الثالثة في تاريخه .. أقيمت منافسات 2013 في جنوب إفريقيا بعد أن كان مقررا إقامتها في ليبيا، لكن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ” كاف” قررت سحب البطولة من ليبيا ومنحها لجنوب إفريقيا بسبب الأوضاع الأمنية في ليبيا. وتوج منتخب نيجيريا بطلا لكأس أمم إفريقيا التاسعة والعشرين التي أقيمت في جنوب إفريقيا إثر تغلبه في المباراة النهائية على منتخب بوركينا فاسو بهدف دون رد أحرزه صنداي امبا، في الدقيقة 40 من زمن اللقاء. وتعد هذه المرة الثالثة في تاريخ المنتخب النيجيري التي يفوز فيها باللقب الإفريقي، حيث حاز على الكأس في عامي 1980 و 1994.

— “كان” 2015.. فازت الكوت ديفوار وخسرت إفريقيا .. استحق المنتخب الإيفواري الفوز بلقب النسخة الثلاثين لبطولة كأس الأمم الإفريقية، التي جرت منافستها في جمهورية غينيا الاستوائية، بين 17 يناير وثامن فبراير 2015، على حساب منتخب غانا بالضربات الترجيحية، لكن معظم المتتبعين الرياضيين يعتبرون أن التتويج الإيفواري كان سيكون له طعم آخر، لو كانت البطولة قد خلت من “الفضائح” على مستوى التنظيم والتحكيم.

ورغم إجماع معظم المراقبين الرياضيين على استحقاق منتخب الفيلة للفوز بلقب دورة غينيا الاستوائية رغم كل المساوئ التنظيمية، إلا أن هذا اللقب كان سيكون له طعم آخر لو جرت البطولة في أجواء أخرى غير تلك التي عكرت صفو هذه الفعالية الرياضية التي ينتظرها عشاق الكرة الإفريقية كل عامين. وقد كانت دورة غينيا الاستوائية دورة الفضائح بامتياز، حيث عرفت أخطاء على مستوى التنظيم واستقبال الوفود وشغب الجماهير، بالإضافة إلى معضلة التحكيم، الذي كان سببا في إقصاء المنتخب التونسي من دور ربع النهائي على يد منتخب البلد المضيف غينيا الاستوائية.

— دورة 2017 : منتخب الكاميرون يقتنص الكأس السابعة بالغابون انتزع منتخب الكاميرون لقب كأس إفريقيا للأمم لكرة القدم للمرة الخامسة في تاريخه، بعد تغلبه على منتخب مصر بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية. وكان آخر لقب فاز به منتخب الكاميرون في البطولة الإفريقية سنة 2002، بينما يعود آخر ألقاب لمصر إلى سنة 2010. وكانت هذه المباراة النهائية الثالثة التي تجرى بين منتخبي الكاميرون ومصر، ففي 1986 بالقاهرة فاز منتخب مصر بالضربات الترجيحية بعد التعادل بدون أهداف، وفي 2008 بغانا سجل محمد أبوتريكة هدفا قبل 13 دقيقة على نهاية المباراة ليمنح مصر فوزا صعبا. وحقق المنتخب الكاميروني إنجازا كبيرا لم يكن متوقعا قبل انطلاق المباراة ولا البطولة القارية، بحيث إنه حضر إلى الغابون محروما من خدمات سبعة لاعبين بارزين بينهم مدافع ليفربول جويل ماتيب، كلهم رفضوا خوض المنافسة وفضلوا البقاء في أنديتهم من “أجل الحفاظ على مكانهم”.

— دورة 2019 .. منتخب الجزائر يتوج باللقب الإفريقي بعد غياب دام 29 سنة

أحرز المنتخب الجزائري اللقب الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه بعد غياب دام 29 سنة، وكان الأول له خارج أرضه حيث كان قد حقق لقبه السابق عندما استضافت بلاده الكأس القارية سنة 1990. وحسم المنتخب الجزائري المباراة النهائية أمام نظيره السنغالي بهدف نظيف سجله بغداد بونجاح في الدقيقة الثانية من المباراة، مؤكدا تفوقه على (أسود التيرانغا) حيث كان حقق الفوز عليه بالنتيجة ذاتها برسم الدور الأول من هذه الدورة. — دورة 2022 .. وأخيرا منتخب السنغال يرفع الكأس “الحلم”

أحرز المنتخب السنغالي لقب كأس أمم أفريقيا لكرة القدم لأول مرة في تاريخه عقب فوزه، بالعاصمة الكاميرونية ياوندي، بالضربات الترجيحية 4-2 على منتخب مصر بعدما عجز المنتخبان عن هز الشباك على مدار 120 دقيقة. وكان المنتخب السنغالي خاض النهائي مرتين في دورتي 2002 و2019، لكنه عجز عن الظفر باللقب بانهزامه، على التوالي، أمام منتخبي الكاميرون والجزائر ، في حين كان نهائي 2022 الثاني على التوالي الذي يخسره منتخب مصر، بعدما تعثر أمام منتخب الكاميرون في 2017 في الغابون.

Total
0
Shares
أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

المنشورات ذات الصلة