يعوّل المنتخب المغربي لكرة القدم ومدرّبه وليد الركراكي على الإنجاز الرائع في مونديال قطر 2022 عندما بلغ دور الأربعة، لفكّ لعنة نهائيات كأس الأمم الإفريقية والسعي إلى التتويج بلقب نسخة ساحل العاج المقررة في الفترة بين 13 يناير و11 فبراير.
وشدّد الركراكي الذي خسر نهائي نسخة 2004 في تونس أمام منتخب البلد المضيف، خلال إعلانه عن القائمة الرسمية المشاركة في ساحل العاج، على أنه “كلما تتوالى اللعنة القارية، كلما ابتعدنا عن التاريخ الذي فزنا فيه باللقب” في إشارة الى عام 1976 في إثيوبيا عندما ظفر بلقبه الوحيد حتى الآن في العرس القاري، مضيفاً “لكن ذلك ليس سبباً للضغط على أنفسنا”.
تحدّث الركراكي عن ضغط وضعه على نفسه عقب نهاية كأس العالم في قطر مباشرة، عندما وضع حصيلة عرس عالمي أبلى فيه “أسود الأطلس” بلاء حسناً، بقوله إنه سيستقيل من منصبه إذا لم يفوزوا بلقب كأس الأمم الإفريقية في ساحل العاج.
أما الآن فإن المدير الفني الذي أسعد الصحافيين بصراحته خلال المؤتمرات الصحافية في كأس العالم، أصبح أقل صرامة.
أوضح لقناة “الرياضية” المغربية: “نريد البقاء على نفس المستوى. أريد الوصول إلى نصف النهائي على الأقل”.
وأضاف المدرّب المرتبط بعقد مع الاتحاد المحلي حتى يونيو 2025 “إذا لم أنجح سأرحل ويتعيّن على المدرب الجديد الاستمرار بنفس الروح المعنوية. هكذا سيتقدّم المغرب”.
غالبًا ما يردّد الركراكي عبارة “الروح المعنوية”. أقنع بها لاعبيه في قطر من أجل بلوغ القمة، أي التتويج بلقب أبطال العالم.
-العمود الفقري نفسه-
في ساحل العاج أيضًا، يسعى إلى الفوز باللقب، وهذه المرة يصل إلى النهائيات وهو المرشح الأوفر حظًا للتتويج باللقب، حتى لو أعلن المدرب “نحن ذاهبون إلى هناك للعب كرة القدم الخاصة بنا، لتقديم أقصى ما لدينا، وقبل كل شيء حتى لا نشعر بأي ندم”.
وأكد الركراكي “المهم هو الروح المعنوية، يجب أن نذهب إلى هناك بثقة كاملة للتغلّب على لعنة كأس أمم إفريقيا”.
وخلافا لكونه أحد أكثر ممثلي القارة السمراء تألقاً في كأس العالم، بست مشاركات، ودور ثمن نهائي تاريخي في عام 1986 وآخر أسطوري في نصف نهائي 2022، فإن المملكة الشريفة لم تفز سوى بلقب واحد فقط في 18 مشاركة في كأس الأمم الإفريقية.
كان ذلك عام 1976 في إثيوبيا، حيث أدرك أحمد مكروح الشهير بلقب “بابا” التعادل في الدقيقة 88 من المباراة الأخيرة بمجموعة الدور النهائي أمم غينيا والتي حدّدت حينها بطل القارة السمراء.
بخلاف ذلك، تعرّض المغرب للكثير من الانتكاسات، آخرها الخسارة أمام مصر 1-2 بعد التمديد في ربع نهائي النسخة الاخيرة في الكاميرون قبل عامين.
في عام 1988، أفلتت كرة من يدي حارس المرمى بادو الزاكي، نجم مونديال المكسيك قبل ذلك بعامين، اثر تسديدة للكاميروني سيريل مكاناكي في نصف النهائي في الدار البيضاء، فأبكى بلداً بأكمله.
واقترب جيل مروان الشماخ-يوسف حجي والركراكي من اللقب، حيث وصل إلى نهائي 2004 قبل أن يخسر أمام تونس (1-2).
من أجل محو جميع هذه الذكريات السيئة، يعتمد الركراكي على الفريق ذاته الذي تألق في قطر وأصبح أول منتخب إفريقي وعربي يبلغ دور الأربعة، مع عموده الفقري المكوّن من حارس المرمى ياسين بونو، أشرف حكيمي، رومان سايس، سفيان أمرابط، حكيم زياش ويوسف النصيري.
حتى أنه عزّز المنافسة باستدعاء لاعب وسط مرسيليا الفرنسي أمين حارث الذي غاب عن مونديال قطر بسبب إصابة خطيرة في ركبته قبل وقت قصير من بدايته، واستعان ببعض لاعبي المنتخب الأولمبي مثل إسماعيل صيباري (أيندهوفن الهولندي)، شادي رياض (ريال بيتيس الإسباني)، أمير ريتشاردسون (رينس الفرنسي) وأسامة العزوزي (بولونيا الايطالي).
يعتقد الركراكي أنه “لدينا توازن جيد بين الحاضر والمستقبل”. توّج صيباري ورياض وريتشاردسون والعزوزي إلى جانب عبد الصمد الزلزولي (ريال بيتيس) وبلال الخنوس (غنك البلجيكي)، بأوّل لقب للمغرب في كأس الأمم الإفريقية للمنتخبات الأولمبية عام 2023، وأظهروا لكبارهم كيفية كسر اللعنة.