أكد المشاركون في جلسة نقاش اليوم الاثنين بسلا في إطار الدورة الـ7 للجمعية العامة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية(فابا)، أن وكالات الأنباء تضطلع بدور أساسي في النهوض بالتعاون الإعلامي على مستوى الواجهة الأطلسية، وفي صون السيادة الإعلامية لبلدان القارة.
وشكلت الجلسة التي تمحورت حول موضوع “السيادة الإفريقية تتجسد : آفاق الإعلام ومبادرة الواجهة الأطلسية”، مناسبة لتسليط الضوء على مساهمة وكالات الأنباء بصفة عامة، والفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية على الخصوص، في مواكبة المبادرات التنموية في منطقة الساحل-الأطلسي، خاصة المبادرة الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتسهيل ولوج بلدان الساحل للمحيط الأطلسي، عبر مقاربة ترتكز على التعاون الإقليمي والتنمية المشتركة.
وانكب المشاركون في هذه الجلسة، التي أدارها الصحافي والخبير الإعلامي الكاميروني كزافيي ميسي أ.تياتي، على بحث السبل الكفيلة بصون سيادة الإعلام الإفريقي وتوحيد الجهود للتصدي ل”لأخبار الزائفة” التي تمس بصورة إفريقيا، مع إبراز الخصوصيات الإفريقية في تنوعها الثقافي، والسياسي، والاقتصادي.
وفي هذا السياق، سجل المدير العام لوكالة الأنباء السنغالية تيرنو أحمدو سي أن تعزيز التعاون الإعلامي على مستوى القارة رهين بإرساء وسائل إعلام قوية، مدعومة على جميع الأصعدة، من قبل المؤسسات وأرباب الصناعات الأفارقة والمقاولات والحكومات المنتخبة على حد سواء.
وشدد على أنه “حتى نكون قادرين على منافسة الآخرين ، نحتاج إلى القوة”، مضيفا “نحن نستمد هذه القوة من بيئتنا الإفريقية”.
ونوه المدير العام لوكالة الأنباء السنغالية بمختلف شركاء الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية ووكالات الأنباء بإفريقيا، معتبرا أن الدعم الذي يقدمه هؤلاء الشركاء “لا يندرج ضمن مقاربة تسويقية وتجارية بل يشكل ضمانة لمستقبل أفضل من أجل إفريقيا قوية”.
من جانبه، أبرز المدير العام لوكالة الأنباء الكونغولية بينفونوي -ماري باكومانيا أهمية التعاون والتضامن بين الأفارقة في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن المغرب يمثل في هذا الإطار قدوة تجسدها الاستثمارات التي أنجزتها المملكة في مختلف بلدان القارة.
وفي المجال الإعلامي، دعا ماكومانيا إلى العمل على تعزيز حضور وكالات الأنباء وباقي المنابر الصحافية في المشهد الإعلامي على المستوى القاري، وذلك من خلال توفير الوسائل اللوجيستيكية والأدوات التقنية التي تمكنها من القيام بمهمتها في أفضل الظروف.
وفي هذا الصدد، اقترح إنجاز روبورتاجات وتحقيقات مشتركة على مستوى الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، موضحا أن تضافر الجهود هو السبيل الوحيد لإسماع صوت إفريقيا والتعريف بالواقع الإفريقي كما هو.
من جهتها، قالت مديرة نشر أسبوعية “فاينانس نيوز إيبدو”، فاطمة الزهراء ورياغلي، إن هذه الجمعية العامة تنعقد في سياق استثنائي يطبعه إطلاق المبادرة الملكية ذات الطابع الاستراتيجي الرامية إلى تسهيل ولوج بلدان الساحل إلى المحيط الأطلسي، مسلطة الضوء على العناية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لتنمية إفريقيا ولتوطيد التعاون جنوب-جنوب.
وفي معرض تأكيدها على أهمية التعاون بين مختلف الهيئات المنضوية في الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، سجلت أن الفيدرالية كمنصة للتبادل، تلعب دورا وازنا في الحفاظ على السيادة الخبرية على صعيد القارة.
و أبرزت ورياغلي كذلك أن إفريقيا “وهي بصدد إعادة اكتشاف نفسها، تحتاج إلى ذكاء جماعي، عن طريق تضافر الجهود بغاية دمقرطة الإعلام وإيجاد حلول مبتكرة”، مضيفة أن الفيدرالية بمثابة رافعة لضمان الاستقلال على مستوى الإعلام.
كما سجلت أن وكالات الأنباء الإفريقية مدعوة إلى استغلال الفرص المتاحة و الاستفادة من الممارسات الفضلى في المجال الصحافي من أجل بلورة خطط ملائمة وتحقيق السيادة الإعلامية، خاصة في سياق رقمنة معالجة وبث الأخبار.
أما المدير العام لوكالة الأنباء الغانية، ألبيرت كوفي أووسو، فدعا من جانبه إلى عمل مشترك وتعاون على كافة الأصعدة بين وكالات الأنباء الإفريقية، وذلك بهدف رفع كل التحديات الراهنة، ولاسيما تحدي “الأخبار الزائفة”.
وفي هذا الإطار، أوضح السيد أووسو أن وكالات الأنباء مطالبة بتواصل أكبر حول مجموع المبادرات والبرامج التي تم إطلاقها على مستوى القارة الإفريقية، بهدف تسليط الضوء على القارة وعلى مواردها الطبيعية والبشرية.
كما شدد على ضرورة الاستثمار أكثر في تطوير التعاون بين وكالات الأنباء الإفريقية والبناء على منجزات الفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، وذلك من أجل حضور أكبر بين وسائل الإعلام عبر العالم، داعيا إلى تكثيف الاجتماعات والتواصل بين مختلف الفاعلين الإعلاميين الأفارقة قصد صون السيادة الإعلامية.
وتشكل الدورة السابعة للجمعية العامة للفيدرالية الأطلسية لوكالات الأنباء الإفريقية (فابا)، التي تنعقد على مدى يومين، تحت شعار “الإعلام الإفريقي.. رهان سيادي رئيسي” فرصة للمديرين العامين لوكالات الأنباء الإفريقية، وخبراء في الإعلام والعديد من الشخصيات البارزة من المنطقة الأطلسية الإفريقية، لبحث سبل تعزيز السيادة الإفريقية من خلال الإعلام ومبادرات دينامية على امتداد الواجهة الأطلسية.