أكد البروفيسور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في النظم الصحية، أن الحرارة الرطبة، لها أضرار بالجملة على الصحة والأداء الرياضي والحالة الذهنية للاعبين، في إشارة للأحداث التي أعقبت مباراة المغرب ونظيره الكونغولي، مساء الأحد 21 يناير الجاري، برسم الجولة الثانية من منافسات كأس الأمم الأفريقية التي تحتضن أطوارها الكوت ديفوار إلى غاية 11 فبراير المقبل.
الحرارة الرطبة
وأوضح حمضي في مقال توصل موقع “إحاطة.ما” بنسخة منه، أن الحرارة الرطبة لها تأثير سلبي على أداء اللاعبين من خلال اضعاف أدائهم الحركي والذهني، وتغيير حالتهم الذهنية ومهام الإدراك واتخاد القرار والدخول في حالة التهيج والغضب.
وأضاف حمضي، أنه حتى بالنسبة لكبار الرياضيين، “فإن الحرارة الرطبة هي خطر يمكن أن يكون مميتا، بالإضافة إلى تأثيرها على الأداء. يجب تجنب المسابقات خلال فترات الحرارة والرطوبة العالية، خاصة في حالة عدم وجود رياح، والتي تعمل عادة كنصر ملطف في حال هبوبها”.
وشدد حمضي، أنه يجب على الرياضيين اتباع ما يسمى بالتبريد المسبق والتبريد خلال وبعد المنافسات، لافتا أن تبريد الجسم قبل المنافسة يساعد على تحمل المسابقة، وأثناء المنافسة للقدرة على الاستمرار، وبعد المنافسة للتعافي والقدرة على الاستئناف.
وأشار البروفيسور حمضي، أنه يتم استخدام العديد من التقنيات للتبريد المسبق: سترات التبريد، الاستحمام البارد، غرف التبريد، مسبح التبريد، ومروحة التبريد، والخيام المحمولة المكيفة…
وبخصوص التبريد خلال الممارسة، نصح حمضي بضرورة التوقف، والترطيب والتبريد، وشرب السوائل، واستعمال الثلج على الجزء الخلفي من الرقبة، إلخ…
وأفاد حمضي، أنه يمكن البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة 50 درجة مئوية في الهواء الجاف، “لكن الحرارة تصبح قاتلة في 35 درجة مئوية عندما يكون الهواء مشبعا بالرطوبة. إنها الحرارة الرطبة”.
وزاد: “الحرارة في ظروف الهواء الرطب أو الرطوبة العالية، كما هو الحال حاليا في ساحل العاج، لها تأثير خطير على الصحة، والتي يمكن أن تكون قاتلة لكل من الرياضيين الذين يدخلون المسابقات، وكذلك للجمهور غير المعتاد على هذا المناخ والغير ملم ومتعود على شروط الوقاية”.
وشدد حمضي أن الحرارة المرتفعة تسبب الجفاف وضربة الشمس، والرطوبة العالية تجعل آثار الحرارة أسوأ بكثير، ويصبح الهواء غير قابل للتنفس.
ضربة الشمس
وزاد حمضي: “تحدث ضربة الشمس أو ارتفاع الحرارة عندما لا يستطيع جسمنا تبديد الحرارة، وفشل التبريد الذاتي. تبدأ درجة حرارة الجسم في الارتفاع، مما يؤثر على جميع وظائف الجسم. من بين أقوى الطرق لتبريد جسم الإنسان التعرق. يتخلص الجسم من الحرارة بالتعرق. لكن الرطوبة، وهي الهواء المشحون بالماء، يمنع تبخر العرق وبالتالي يمنع تبريد جسم الإنسان”.
وتابع: “يصبح الجسم مرهقا وتظهر الأعراض: تشنجات، تعب غير عادي، صداع، غثيان، عطش شديد، مشاكل انتباه، مشاكل في التوازن.، يصبح الشخص المصاب بارتفاع الحرارة تدريجيا سريع الانفعال، مرتبكا، عدوانيا، مع العطش الشديد، جلد محمر والارتعاش وخفقان القلب أو الخلط أو الدخول في غيبوبة والموت”.
بالنسبة للجمهور، نصح حمضي، بشرب الماء بانتظام، وتجنب المشروبات السكرية والشاي والقهوة، وتناول الطعام في وجبات صغيرة مقسمة خصوصا الخضار والفواكه، وتبليل الجسم والملابس عدة مرات، واستعمال المراوح، فضلا عن اختيار أماكن الظل، وارتداء القبعة، والنظارات الشمسية، وملابس خفيفة الوزن وفاتحة اللون، وتجنب المجهود البدني.
الحرارة مع الرطوبة قاتلة في 35 درجة
وأضاف حمضي، إلى أنه يتم قياس الحرارة الرطبة بواسطة مقياس حرارة مصمم خصيصا يسمى “المحرار الرطب” والذي يقيس درجة الحرارة عن طريق ربطها بالرطوبة المحيطة.
وخلص إلى أنه يمكن البقاء على قيد الحياة في درجات حرارة 50 درجة مئوية في الهواء الجاف، لكن الحرارة تصبح قاتلة في 35 درجة مئوية عندما يكون الهواء مشبعا بالرطوبة. “إنها الحرارة الرطبة”.