و م ع
في واحد من تجليات الدعم اللامشروط الذي يخص به المغاربة منتخبهم الوطني لكرة القدم في كل المنافسات الدولية والقارية التي يخوض غمارها، يبرز فن الغرافيك وسيلة مثالية للتعبير عن الحماس الذي يحدو هواته والآمال التي يعقدونها على أسود الأطلس لتحقيق أفضل النتائج.
وكما كان عليه الشأن بالنسبة ل(كأس العالم لكرة القدم قطر 2022) التي حقق فيها المنتخب الوطني إنجازا تاريخيا بحلوله في المرتبة الرابعة، تحفل حسابات هواة فن الغرافيك المغاربة على مواقع التواصل الاجتماعي بإبداعات فنية اجتهد أصحابها في تصميمها دعما لمسيرة المنتخب الوطني بقيادة المدرب وليد الركراكي في كأس إفريقيا للأمم 2023 التي تدور أطوارها حاليا بكوت ديفوار.
وكمثال على ذلك، تبرز مجموعة تحمل اسم “J’ai du talent” (لدي موهبة) على موقع (فيسبوك) التي يعرض عدد من أعضائها لإبداعاتهم المساندة لأسود الأطلس، وهي الإبداعات التي تتطلب في الوقت ذاته مهارات خاصة في التعامل مع برامج التصميم، وحسا إبداعيا، بشكل يجمع بين الدقة والجمالية البصرية.
ويوظف هواة فن الغرافيك في هذه التصاميم صورا وأيقونات وألوانا تعكس الهوية المتفردة للمملكة المغربية ولمنتخبه لكرة القدم، بما في ذلك أسد الأطلس، والعلم المغربي، وشعار الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.
كما يحرص أصحاب هذه الإبداعات على توظيف صور عناصر الفريق الوطني فرادى أو مجتمعين رفقة مدربهم، تشي فيها قسمات وجوههم ب س مات الصرامة والعزم والقدرة على المضي في هذه التظاهرة القارية إلى النهاية.
ويعرض هواة فن الغرافيك أيضا لتصاميم “ملحمية” تبرز أسود الأطلس في صورة من يخوض معركة ضد حقيقية في براري كوت ديفوار أمام “فهود الكونغو” و”الرصاصات الزامبية” و”نجوم الوطن” التنزانية، تماما مثلما كان عيله الحال في مونديال قطر، ضد “مصارعي االثيران” الإسباني، و”الشياطين الحمر” البلجيكيين، و”الملاحين” البرتغاليين وغيرهم.
على أن هذه التصاميم الفنية لا تعكس فقط حس الانتماء العالي لأصحابها لبلدهم، وعشقهم لفريقهم الوطني ودعمهم له، وإنما تبعث الحماس أيضا لدى باقي المشجعين المغاربة، وترفع الروح المعنوية لديهم سواء قبل المباريات التي يخوضونها أو بعدها، سيما وأنها تعرف انتشارا واسعا وسريعا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي هذا الصدد، يقول الباحث في علم الاجتماع، علي الشعباني، إن التظاهرات الرياضية الدولية والقارية من قبيل كأس العالم لكرة القدم وكأس إفريقيا للأمم، تشكل بالفعل مناسبات يرتفع خلالها منسوب التعبير عن تضامن المغاربة في ما بينهم، وتبرز معها الروح الوطنية والاندفاع الحماسي.
وأضاف الشعباني في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن إبداعات هواة فن الغرافيك التي تنتشر بشكل كبير إبان هذه المناسبات إنما تشكل تجليا من تجليات توظيف التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن هذا التلاحم والتعبير عن العشق الذي يكنه المغاربة لمنتخبهم الوطنية.
وأبرز المتحدث أن الكثير مما يتفنن هؤلاء المبدعون في إنجازه من تصاميم تشجيعية للمنتخب الوطني يجد طريقه إلى الإعلام الذي يوظفه بدوره، ويعرض له على نطاق واسع بشكل تتحفز معه هذه الروح الوطنية وتتكثف مشاعر الانتماء لدى المواطنين، وهو أمر طبيعي للغاية.
وحسب الشعباني، فإن التنافس الذي تشهده التظاهرات الرياضية لم يعد يقتصر على رقعة الميدان فقط، وإنما يتعداه إلى المجال الافتراضي، وسيما مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أن عناصر المنتخب الوطني لكرة القدم لا تمثل نفسها فقط، وإنما تمثل بلدها المغرب وجميع المغاربة.
وأكد الباحث في علم الاجتماع أن مواقع التواصل الاجتماعي تتحول مع هذا التنافس إلى منصة ينافح من خلالها هؤلاء المبدعون وباقي المواطنين عن المنتخب الوطني، ويردون عبرها على الانتقادات التي توجه إليه، ويبعثون من خلالها رسائل التشجيع لعناصره، ليقدموا أفضل ما لديهم.
وخلص الشعباني إلى القول إن هذا النوع من الإبداعات لا يمكن إلا أن يعزز “النزعة التشجيعية” في صفوف المواطنين، ويعكس حجم روح التضامن والانتماء لديهم.
يذكر أن المنتخب المغربي تأهل رسميا إلى ثمن نهائي النسخة الـ 34 من نهائيات كأس الأمم الإفريقية، التي تستضيفها كوت ديفوار إلى غاية 11 فبراير المقبل، وذلك عقب إجراء مباريات الجولة الثالثة للمجموعتين الأولى والثانية.
وضمن المنتخب الوطني، الذي يتصدر ترتيب المجموعة السادسة برصيد 4 نقاط من فوز على تنزانيا (3-0) وتعادل مع الكونغو الديمقراطية (1-1)، التواجد على الأقل ضمن الأربع منتخبات المحتلة للمركز الثالث، على ضوء نتائج المباريات التي تم خوضها أول أمس الاثنين.