و.م.ع
أكد مهنيون في مجال صناعة السينما والسمعي البصري بالمغرب ووالونيا-بروكسل، الأربعاء بالدار البيضاء، على ضرورة الارتقاء بالثقافة كمحفز حقيقي للتنمية الاقتصادية.
وخلال حلقة نقاش، نظمت في إطار يوم من التبادل تحت شعار “مزايا وفرص الإنتاج السينمائي والسمعي البصري المشترك”، تبادل المتدخلون وجهات النظر حول الدور الأساسي الذي تضطلع به الثقافة في التنمية الاقتصادية، مبرزين المزايا والفرص المميزة المتعلقة بالإنتاج السينمائي والسمعي البصري المشترك.
وفي معرض حديثها بهذه المناسبة، أفادت رئيسة فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية، نائلة التازي، بأن الإنتاج السينمائي والسمعي البصري المشترك يفتح آفاقا محفزة لكلا الطرفين، مما يعزز التنوع الثقافي والفني ويولد عائدات اقتصادية مهمة.
وقالت “إننا ندرك التأثير البارز الذي تحظى به الثقافة على شعبنا وشبابنا وبلدنا، ونسعى للمضي قدما وإثبات أوجه التآزر وتحسين الظروف لفائدة المهنيين”.
كما أشادت التازي بالتزام المهنيين الحاضرين بهذا اللقاء، معربة عن ثقتها في الإمكانات التحويلية لهذا التعاون، القادر على تحفيز الإبداع والمساهمة بشكل كبير في التنمية المستدامة للصناعات الثقافية والإبداعية في البلدين.
من جانبها، أشادت المندوبة العامة لوالونيا-بروكسل بالرباط، شيراز الفاسي، بالتعاون المثمر القائم بين الطرفين الذي يعود إلى حوالي 25 سنة، داعية إلى مواصلة هذه الدينامية من التبادلات والمشاريع المشتركة لتعزيز أواصر التعاون بين الجانبين.
وفي هذا الصدد، أعربت الفاسي عن الالتزام المستمر للمندوبية العامة لوالونيا-بروكسل بالرباط بدعم المبادرات الرامية إلى تعزيز التعاون الثنائي، لا سيما في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية.
من جهته، قدم مدير المركز السينمائي المغربي بالنيابة، عبد العزيز البوجدايني، لمحة عامة عن الإنتاج السينمائي والسمعي البصري المشترك بين المغرب ووالونيا-بروكسل، مشددا على أهمية هذا الشكل من التعاون في زخم القطاع السينمائي.
وتطرق البوجدايني، وهو أيضا الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى مبادرات المركز السينمائي المغربي الساعية إلى تسهيل التعاون الدولي، مسلطا الضوء على الفرص المتاحة أمام صناع الأفلام والمهنيين في هذا القطاع بالمغرب.
وبدوره، أشار مدير العلاقات الدولية في الإدارة العامة للثقافة في وزارة فيدرالية والونيا-بروكسل، جيل هوبنز، إلى أن الإنتاج المشترك للأفلام، عدى عن نطاقه الفني، يلعب دورا حاسما في خلق الثروة على المستوى الدولي.
وأوضح أنه “لا يعزز التنمية الاقتصادية للصناعات الثقافية المعنية فحسب، بل يساهم أيضا في تنويع الأسواق والرفع من فرص العمل وإشعاع المواهب على نطاق عالمي”.
وركزت المنتجة وعضو أكاديمية الأوسكار، خديجة العلمي، على السبل التي من شأنها تحفيز الإنتاج المشترك بين البلدين، مستحضرة، في هذا الشأن، أهمية بزوغ هياكل مخصصة وآليات دعم.
وأضافت أنه “بإمكان هذه الآليات أن تأتي بمثابة محفزات لتمويل المشاريع وتوزيعها والترويج لها، وبالتالي خلق منظومة تفضي إلى التعاون المستدام”، داعية إلى تسهيل تنقل المهنيين المغاربة للمشاركة في تصوير الأفلام الدولية.
وأتاح هذا اللقاء، الذي بادرت بتنظيمه فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية بالشراكة مع المندوبية العامة لوالونيا-بروكسل بالمغرب، الفرصة للخبراء لتدارس أوجه التآزر المحتملة بين المملكة ووالونيا-بروكسل في هذا المجال، وإبراز العائدات المتبادلة لترسيخ التعاون وتبادل الخبرات.
وتضمن برنامج يوم التبادل تنظيم حلقتي نقاش أخريين حول موضوعي “السينما، المهرجانات والترويج” و”من الفكرة إلى النجاح”، حيث ناقش عدد من الخبراء من داخل البلاد وخارجها التوجهات والتحديات والفرص الراهنة لصناعة السينما والسمعي البصري.