أكّد أليك بالدوين الذي يُحاكَم بتهمة القتل غير العمد، براءته الأربعاء أمام القضاء الأميركي بعد مرور أكثر من عامين على حادثة إطلاق نار أودى بحياة مصورة سينمائية أثناء تصوير فيلم “راست” عام 2021.
وكان يُفترض أن يمثل بالدوين (65 عاما) أمام المحكمة الخميس ضمن جلسة استماع أولية، لكنّ فريق الدفاع عنه تنازل عن حقه في المثول وأرسل وثيقة تشير إلى أنّه يؤكد براءته.
ودأب الممثل البالغ 65 عاماً والذي يواجه عقوبة بالسجن لـ18 شهراً في حال إدانته، على تأكيد براءته منذ بداية القضية.
وأشار مراراً إلى أن أفراداً في طاقم العمل أبلغوه بأن السلاح غير مؤذ.
وشهد تصوير فيلم الويسترن “راست” داخل مزرعة بولاية نيو مكسيكو الأميركية، مأساة في 21 أكتوبر 2021، عندما شغّل بالدوين سلاحاً يُفترض أنه يحوي رصاصا خلبياً، غير أن ذخيرة حية أُطلقت من السلاح تسببت بمقتل المصورة هالينا هاتشينز (42 عاماً) وإصابة المخرج جويل سوزا.
وأثارت هذه الحادثة النادرة صدمة في هوليوود، وصدرت على إثرها دعوات كثيرة لمنع استخدام الأسلحة النارية في مواقع التصوير.
لكن بعض ممثلي هوليوود أعادوا التذكير بأنّ مسألة التعامل مع الأسلحة النارية في مواقع التصوير تخضع أصلاً لقواعد صارمة.
وكان بالدوين منتجاً للفيلم أيضاً، لكنّه يُحاكم فقط بصفته ممثلا فيه.
وكان فريق الدفاع عنه طالب أن تتم محاكمته في أقرب وقت ممكن “للتخفيف من التشهير العام بالممثل”.
وانتهى اتهام أول بالقتل غير العمد ضد بالدوين، بوقف الملاحقات في ابريل، لكن النيابة العامة أشارت إلى ظهور “عناصر جديدة” في التحقيق.
وأشارت أدلة جديدة إلى أن السلاح ربما خضع للتعديل قبل تسليمه إلى طاقم الفيلم، ما يزيد من إمكان حدوث إطلاق نار عرضي، بحسب صحيفة “لوس أنجليس تايمز”.
-تطورات قضائية جديدة-
لكن المدّعين حذروا من أن التحقيق مستمر وأن الممثل لم تتم تبرئته بعد. ووجهت إليه اتهامات أخرى في منتصف يناير بعد تطور جديد.
ولكن بحسب مجلة “فراييتي”، فإن تقييماً جديداً للسلاح المعني أجري خلال الصيف الفائت، خلص إلى أنه لا يمكن تشغيله إلا عن طريق الضغط على الزناد.
وتدور كل التساؤلات في القضية حول هذا السلاح الذي أعيد تركبه بعدم تحطّم أثناء اختبارات أجراها مكتب التحقيقات الفدرالي (اف بي اي) خلال التحقيق الأولي.
وكانت نقابة الممثلين الأميركيين انتقدت أخيراً الملاحقات في حق بالدوين، مشيرة إلى انها تستند إلى “تقييم غير صحيح لواجبات الممثل الفعلية”.
وأشارت النقابة، في بيان، إلى أن “وظيفة الممثل ليست أن يكون خبيراً في الأسلحة”، مضيفة “يتم تزويد فريق العمل بأسلحة لاستخدامها في موقع التصوير تحت إشراف عدد كبير من الخبراء المتخصصين المسؤولين بشكل مباشر عن الاستخدام الآمن والدقيق لهذه الأسلحة”.
كما أن مسؤولة الأسلحة في موقع تصوير الفيلم، هانا غوتيريز ريد، متهمة أيضاً بالقتل غير العمد في القضية، ومن المقرر أن تبدأ محاكمتها في 21 فبراير.
خلال التحقيق الأولي، خلصت الشرطة إلى أنها هي التي وضعت الذخيرة في السلاح الذي استخدمه أليك بالدوين، بدلاً من الرصاصة الخلبية.
ولم يحدد التحقيق مطلقا كيف وصلت ذخيرة حية إلى موقع التصوير، حيث يُسمح فقط بالرصاص الفارغ.
وفي نهاية مارس، حُكم على مساعد المخرج الأول في الفيلم ديف هولز بالسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ. وكان هولز أعطى السلاح لبالدوين قائلا له إنه غير خطر. وهو وافق على الإقرار بالذنب.
واستؤنف تصوير فيلم “راست” رسمياً في مارس في ولاية مونتانا، مع تولّي أرمل هالينا هاتشينز، ماثيو، مهام المنتج التنفيذي.
وفي نهاية عام 2022، تخلى عن الإجراءات المدنية التي رفعها ضد أليك بالدوين إثر اتفاق لم يُكشف عن قيمته. وعزا وقتها ماثيو هاتشينز وفاة زوجته إلى “حادث مروع”.