دشنت مجموعة مجابن بل المغرب وحدة جديدة لإنتاج الطاقة، تعتمد على مرجل إنتاج البخار عبر التسخين بالمواد العضوية، بمصنعها المتواجد بالمنطقة الصناعية مغوغة بطنجة.
وتبلغ قوة هذه الوحدة الطاقية الجديدة (Chaudière)، التي تطلب إنجازها استثمارا بقيمة تصل إلى 30 مليون درهم وهي مبادرة رائدة على الصعيد الدولي، 3 طن في الساعة، وستمكن من استبدال 9241 وحدة من القيمة الحرارية الدنيا (PCI)، أي ما يعادل توفير 80 في المائة من الاستهلاك الحالي لمصنع طنجة من البخار.
ويندرج تدشين هذه الوحدة ضمن طموحات المملكة المغربية في مجال التحول الطاقي، حيث سيرتقي بمصنع طنجة ليصبح أول وحدة دولية لمجموعة مجابن بل تساهم في بلورة إستراتيجية التخلص من الكربون بكافة المصانع بحلول العام 2025.
وترأس حفل تدشين الوحدة الطاقية كل من وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، والرئيس المدير العام لمجموعة بل، أنطوان فييفي، بحضور رئيس المجلس الإداري لمجابن بل المغرب، شكيب الصديقي، ورئيس مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، وسفير فرنسا بالمغرب، والمديرة العامة لمجموعة بل، وعدد من مسؤولي المجموعة والشخصيات وشركاء المجموعة.
مجموعة مجابن "بل" المغرب تدشن وحدة جديدة لتوليد الطاقة النظيفة من الكتلة الحيوية بالمنطقة الصناعية مغوغة بطنجة.@MezzourR pic.twitter.com/s1GWVGiLl3
— Ministry of Industry & Trade – Morocco (@mcinetgov_ma) February 13, 2024
وأكد مزور، في كلمة بالمناسبة، أن “تدشين هذه الوحدة الحرارية العضوية يتماشى والتزام المغرب في مجال الانتقال الطاقي”، مبرزا أنه “يكتسي أهمية خاصة لأن الأمر يتعلق بشركة تصنع منتوجا يوجد لدى كل الأسر المغربية منذ أكثر من 50 سنة”.
كما اعتبر أن “هذا التدشين يتماشى والتعليمات الملكية لتشجيع الإنتاج الخالي من الكربون”، معتبرا أن التعليمات الملكية “تؤسس لعهد صناعي جديد بالمملكة المغربية”.
وأضاف الوزير أن “الأمر لا يتعلق فقط بضرورة دولية، بل هو توجه مغربي محض لتمكين المستهلكين المغاربة من استهلاك منتجات خالية من الكربون”، موضحا أن هذا التدشين سيمكن الشركة من تلبية 80 في المائة من حاجاتها من الطاقة الحرارية العضوية من بقايا الزيتون، إلى جانب اعتمادها على الكهرباء المتأتية من الطاقات المتجددة.
بدوره، أشاد أنطوان فييفي بالتزام فرق عمل مجموعة مجابن بل المغرب بل لتطوير المجموعة وفروعها بالعالم، وهو ما يجسد التزاما مثاليا بمهام المجموعة لإنتاج أغذية صحية ومسؤولة بالنسبة للجميع، منوها بأن الأمر يعتبر “خصوصية مغربية خالصة لأن هذه الروح السائدة لا توجد بفروع المجموعة الأخرى”.
وتابع أنه “حينما تفتتح المجموعة مصنعا بكندا فإن الفرق القادمة من المغرب تنتقل إلى هناك وتحرص على تقاسم مهارتها وضمان نجاح انطلاق مصنع مجموعة بل هناك”، مضيفا أن “بل المغرب شكلت، منذ أكثر من 50 سنة، نموذجا للنمو التاريخي للمجموعة، وكذا قطبا للتنمية الصناعية والابتكار، ومركزا للامتياز التسويقي والتجاري، ولاسيما قطبا لتنمية الموارد البشرية والكفاءات المحلية في خدمة المغرب والمجموعة”.
على صعيد آخر، أشار فييفي إلى أن مجموعة بل انضمت منذ سنة 2017 إلى مبادرة “أهداف تستند على العلم” مبدية بالتالي عزمها التحرك للمساهمة في تحقيق أهداف اتفاق باريس، وتحديد هدف إبقاء ظاهرة الاحتباس الحراري في أقل من عتبة 1.5 درجة مئوية، مؤكدا أن المجموعة حددت هدف الحياد الكربوني في أفق سنة 2025.
وشدد على أن “مخطط إحداث وحدات حرارية عضوية يعتبر مرحلة أساسية في هذا الطريق، وأنا فخور بشكل خاص للقدوم إلى المغرب وحضور تدشين أول وحدة حرارية منجزة خارج أوروبا”.
من جانبها، اعتبرت مديرة البرامج والإنجازات بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، حفصة الخليفي، أن تدشين هذه الوحدة يتماشى مع الاستراتيجيات الاقتصادية والبيئية للمملكة المغربية، منوهة بأن هذه المنشأة تدل على التزام المجموعة بإزالة الكربون من الصناعة، والتي أصبحت اليوم تحديا لمختلف البلدان، وأيضا للمغرب.
وأكدت المسؤولة على أن القطاعات الوزارية بصدد الاشتغال على وضع الأدوات القانونية والاستراتيجية لممارسات الاقتصاد الدائري، والرامية بشكل خاص إلى الحفاظ على الموارد الطبيعية، ولاسيما عبر إدماج المسؤولية الموسعة للمنتج، معربة عن الأمل في انضمام المجموعة إلى هذه المقاربة.
وأضافت أن هذا المشروع لن يمكن فقط من خفض البصمة الكربونية للشركة، لكن أيضا سيحل مشكل النفايات الناجمة عن استخراج زيت الزيتون، والتي تهدد الموارد الطبيعية، ولاسيما الموارد المائية.
من جانبه، اعتبر رئيس المجلس الإداري لمجابن بل المغرب، شكيب الصديقي، أنها “مرحلة مهمة بحق تخطوها مجابن بل المغرب في مسعاها الرامي لإيجاد حلول صناعية مبتكرة، نحرص من خلالها على ضمان الاحترام التام للبيئة”، مضيفا “نحن سعداء على الخصوص باحتلال مصنع طنجة المكانة الأولى ضمن الآلية الدولية لمجموعة بل، التي تحتل مكانة رائدة على الصعيد العالمي في استراتيجية التخلص من الكربون بمختلف منشآت المجموعة”.
ونوه بأن “هذا الإنجاز مدعاة للفخر لدى مستخدمي بل بالمغرب، مجسدين بذلك التزامهم وانخراطهم التام في برامج التحول الطاقي الذي تسير على خطاه المملكة المغربية، تحت قيادة الملك محمد السادس”، مشيرا إلى أن هذه الوحدة الحرارية العضوية ستنتج البخار الذي يدخل في صناعة الجبن المذاب بطريقة إيكولوجية، وبالتالي تعويض الوحدات الثلاث الحالي التي تشتغل بالفيول.
أما بالنسبة لمدير الموارد البشرية بشركة مجابن بل المغرب، أحمد الأندلوسي، فالمجموعة، في إطار سياستها للمسؤولية الاجتماعية والبيئية، تولي أهمية كبيرة للبيئة، منوها في هذا السياق بإطلاق عدد من المشاريع على مستوى مصنع طنجة، والتي تتماشى وسياسة المغرب في مجال الانتقال الطاقي.
ولاحظ أن المصنع تمكن بالتالي من خفض 30 في المائة من استهلاكه من الماء ويستهدف بلوغ 50 في المائة في افق سنة 2025، إلى جانب تدوير وتثمين 100 في المائة من نفاياته، مضيفا أن هذه المنشأة، والتي تطلبت 18 شهرا من العمل، ستمكن بالتالي من إعادة استعمال ثفل وعظام الزيتون عوض الفيول لإنتاج البخار.
خلال زيارة المصنع التي تلت حفل تدشين الوحدة الطاقية الجديدة، تمكن ضيوف مجابن بل المغرب من الوقوف عن كثب على مناهج التصنيع والتحسين المستمر المعتمد بخطوط الإنتاج. ويمر ذلك بالأخص من خلال تنظيم الفرق على شكل فرق إنتاج مستقلة، الأمر الذي ساهم في تحسين وترشيد تدفق الإنتاج عبر تدبير أفضل للموارد البشرية وتمتيعها بالاستقلالية والمسؤولية.
ومن خلال تدشين هذه الوحدة، تكون مجموعة مجابن بل المغرب قد أكدت مرة أخرى على التزاماتها القوية إزاء المغرب والدور الطلائعي الذي تسعى إلى لعبه داخل المنظومة الصناعية المغربية، إلى جانب المساهمة في تطوير وارتقاء المعايير الدولية بمجال الإنتاج الذي يحترم البيئة، مع تعزيز تنمية مهارات الرأس المال البشري في هذا القطاع.
يذكر أن تحقيق هذه الإنجازات جاء بفضل تعبئة وتميز العنصر البشري لمجابن بل المغرب الذي أضحى يشكل ميزة كبرى ونقطة قوة، حفزت مجموعة مجابن بل على إعداد مشروع “مشتل الكفاءات” الذي يروم إعطاء شهرة للكفاءات المغربية وإشعاعها عبر العالم.
ويشتمل مشروع “مشتل الكفاءات” على توظيف وتكوين مستخدمين في مهن صناعية معينة من المستوى الرفيع، قبل إرسالها إلى بلدان أخرى في إطار بعثات. كما يتيح نفس المشروع إمكانية تلبية حاجيات بعض المهن الأساسية على صعيد المصانع الفرنسية، حيث تم العمل عل هذه المبادرة بعد النجاح الباهر والرفيع للطاقات البشرية المغربية التي تشتغل في إطار بعثات إلى الخارج.