بعد مرور أيام قليلة عن انتشار خبر اختطاف زوج المغنية المغربية الشابة ريم فكري، تمكنت مصالح الأمن من فك لغز الجريمة، التي شغلت الرأي العام.
وبدأت تنكشف قليلا دوافع الجريمة، وقالت مصادر مقربة من الملف، إن تصفية حسابات بين المتهم الرئيسي والضحية وراء الحادث، وأن الضحية سبق أن تلقى تهديدات جدية بالقتل، أياما قبل تنفيذ الجريمة، لكنه لم يأخذها على محمل الجد، وبالتالي لم يبلغ الشرطة.
وعلم أن المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالدار البيضاء، أحالت، الجمعة، على الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف، 6 من مشتبه فيهم في التورط، كل حسب المنسوب إليه، في جرائم انتهت باختطاف وتصفية زوج الفنانة ريم فكري، والتمثيل بجثته بعد تقطيعها، ورمي أشلائها في مجرى نهر ضواحي الرباط.
وتمكنت مصالح الشرطة، حسب مصدر أمني مأذون، من فك لغز اختطاف الضحية، بتنسيق مع مصالح مديرية مراقبة التراب الوطني، إذ لملمت أسرار الجريمة الغامضة في أقل من أسبوع، واهتدت إلى الفاعل الرئيسي، ويتعلق الأمر بمافيوزي مطلوب للعدالة بفرنسا في قضايا عنف واتجار في المخدرات، إضافة إلى خمسة من المتهمين، كل حسب نسبة تورطه في الجريمة أو ضلوعه في الانتماء إلى شبكة إجرامية.
وأضافت أن المشتبه فيه عمد إلى محاولة إخفاء آثار الجريمة بعد التخلص من أشلاء جثة الضحية ليلا بمجرى النهر اعتقادا منه أن عدم العثور على الجثة سيفلته من العقاب، إلا أن الأبحاث العلمية التي رافقت تحقيقات عناصر الشرطة القضائية، فضحت كل المسارات التي قطعها المشكوك فيه، بدءا من ساعة الاختطاف، وانتهاء بمختلف المسارات التي تنقل عبرها بين البيضاء والمحمدية والمنصورية والرباط.
يذكر أن عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمدينة الدار البيضاء تمكنت، يوم الأربعاء 14 فبراير الجاري، من توقيف شخص يحمل الجنسية الفرنسية، وهو من أصل مغربي، وذلك للاشتباه في تورطه في قضية الاختطاف والاحتجاز المقرون بالتعذيب والقتل العمد.
وتعود هذه القضية إلى الثامن من شهر فبراير الجاري عندما توصلت مصالح الشرطة بالدار البيضاء ببلاغ حول اختطاف الضحية من طرف مستعملي سيارة رباعية الدفع، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة.
وأسفرت إجراءات البحث المنجزة عن توقيف المشتبه فيه الرئيسي الذي ساهم في التنفيذ المادي لجريمة الاحتجاز والاختطاف والتعذيب المفضي للموت، داخل حاوية بمنزله بمنطقة المنصورية بضواحي المحمدية، قبل التخلص من الجثة بعد التمثيل بها بمجرى نهري بضواحي الرباط.
وباشرت، حينها، فرق متخصصة من الشرطة العلمية والتقنية عمليات المسح التقني بمسرح الجريمة، كما واصلت فرق أمنية أخرى إجراءات التمشيط، بتعاون مع عناصر الوقاية المدنية، بالمجرى النهري الذي يشتبه في كونه المكان المفترض للتخلص من الجثة.
وكان عبد العزيز فرس، والد زوج الفنانة ريم فكري الراحل، حل، صباح أمس الجمعة، بمحكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، من أجل حضور جلسة الاستماع للمتهمين في هذه القضية من طرف قاضي التحقيق.
وردا على الاتهامات الموجهة لها من قبل عائلة زوجها (الضحية) من بينها “توتر العلاقة بينهما وسرقة ممتلكاته”، أصدر محامي المغنية ريم فكري بلاغا توضيحيا في الموضوع.
وأعرب مراد العجوطي، محامي الفنانة ريم فكري، عن دهشته من التصريحات التي أدلت بها عائلة زوج موكلته، الذي أكدت عناصر الشرطة القضائية مقتله.
وقال مراد العجوطي، في بلاغ صحفي، “تلقينا ببالغ الدهشة والإستغراب تصريحات مريبة لعائلة زوج موكلتي رحمة الله عليه، وذلك بعد ساعات قليلة على إعلان خبر وفاته الأليمة”.
واستنكر المحامي وموكلته، هاته الاتهامات، التي قالا عنها إن “لا أساس لها من الصحة وبدون وجود أدلة تضعدها”، مضيفا: “إننا نتسائل عن أسبابها وظرفيتها في توقيت يسبق شعيرة الدفن وتقديم واجب العزاء”.
وتابع “كما أن الأبحاث لاتزال جارية في هاته القضية مما يمكن أن يعتبر خرقا لسرية التحقيق والبحث، ورغبة مقنعة في حرمان موكلتي من حقوقها المتعلقة بالتركة”.
وقال “وإذ نتفهم الظروف الصعبة التي تمر بها عائلة الفقيد فإننا ننبهم إلى أن هاته التصريحات التي تدخل في باب القذف والتشهير وتقع تحت طائلة القانون الجنائي وتحتفظ موكلتي بحقها في اللجوء لكل المساطر القانونية من أجل الحفاظ على سمعتها وكافة حقوقها”.