أ.ف.ب
دخلت العلاقة بين المهاجم الفرنسي كيليان مبابي ومدرّبه الإسباني لويس إنريكي مرحلة جليدية، بعد استبداله بين الشوطين في مباراة فريقه باريس سان جرمان وموناكو، الجمعة، في مؤشّر سلبي قبل ثلاثة أيام من مواجهة هامة في دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
منذ قدومه على رأس الجهاز الفني لسان جرمان الصيف الماضي، اعتمد إنريكي بشكل كبير على هداف مونديال 2022. لكن في المباريات الثلاث الأخيرة، بدأ ابن الخامسة والعشرين على مقاعد البدلاء ضد نانت في 17 فبراير الماضي (2-0)، استُبدل بعد ساعة ضد رين (1-1)، الأسبوع الماضي، ثم في استراحة الشوطين في موناكو (0-0) حيث بدأ الموهوب مسيرته.
سلسلة جاءت بعد إبلاغ مبابي مسؤولي النادي المملوك قطرياً رحيله الصيف المقبل، بعد سبع سنوات أمضاها في ملعب بارك دي برانس.
مساء الجمعة، خرج أفضل هداف في تاريخ النادي ودخل بدلاً منه الدولي الآخر راندال كولو مواني. مشى مبابي بهدوء على مضمار ألعاب القوى في استاد لويس الثاني، ملقياً التحية وهو يبتسم على جماهير ناديه السابق كما أن شيئاً لم يحصل.
بدلاً من الانضمام إلى مقاعد البدلاء، صعد إلى المدرجات، في مكان ليس بالبعيد عن مقعد الأمير ألبير الثاني، الغائب الجمعة، فجلس بجانب والدته ومديرة أعماله، فايزة العماري.
“مصلحة الفريق”
اقترح عليه عضو في إدارة النادي هذا المخرج، بحسب ما قال مقرّبون من اللاعب لوكالة فرانس برس، دون شرح السبب، في محاولة لنفي أي جدلية.
على بعد عشرات الأمتار من مبابي، وقف إنريكي مركّزاً على مباراة انتهت بالتعادل مرّة ثانية توالياً. بات بريست الثاني قادراً على تقليص الفارق في الصدارة إلى تسع نقاط، بحال فوزه على ضيفه لوهافر الرابع عشر الأحد.
كان هناك شك لبعض الوقت بأن مبابي تعرّض لإصابة بعد احتكاكه بالتشيلي غييرمو ماريبان منتصف الشوط الأوّل وبقائه دقائق على أرض الملعب ممسكاً بقصبة ساقه.
لكن إنريكي أزال كل الشكوك متحمّلاً مسؤولية تغيير اللاعب الذي يحمل شارة القائد بغياب المدافع البرازيلي ماركينيوس “هذا قرار المدرب بنسبة 100%، عاجلاً أم آجلاً يجب التعوّد على اللعب بدون كيليان مبابي، اتخذت هذا القرار لمصلحة الفريق”.
لم يُفاجئ المدرّب السابق لمنتخب إسبانيا بتلقيه ثلاثة أسئلة متتالية عن مبابي “لن أدخل في هذه اللعبة، بالنسبة لي لا يوجد أية مشكلة، هذه الطريقة التي سأدير بها الأمور”.
مبابي “مركّز”
بعد مباراة رين، قال لاعب وسط برشلونة وريال مدريد الإسبانيين السابق إنه يحضّر لمرحلة ما بعد مبابي.
أكّد الخميس أن فريقه “سيكون أفضل بكثير” الموسم المقبل.
في الدوري المحلي، يبدو إنريكي الذي قاد برشلونة إلى لقب دوري أبطال أوروبا في عام 2015، مرتاحاً في ظل الفارق الكبير مع أقرب مطارديه.
لكن هل سيكون السيناريو مشابهاً في دوري الأبطال، الثلاثاء، عندما يخوض مباراة أكثر أهمية على أرض ريال سوسييداد الإسباني في إياب ثمن النهائي؟
يصعب تخيّل أن يتخلّى المدرب الإسباني عن نجمه في سان سيباستيان، رغم الفوز المريح ذهاباَ (2-0). يتصدّر مبابي قائمة هدافي النادي راهناً في المسابقة القارية الأولى، مع 32 هدفاً، بفارق بعيد عن كولو مواني (9) والبرتغالي غونسالو راموش (8).
هل يمكن أن يتأثّر مردود بطل العالم 2018 في نهاية الموسم، في ظل الجليد المتكدّس مع مدرّبه المتطلّب؟ رغم اقتراب رحيله المقدّر نحو ريال مدريد الإسباني والذي يتقبّله جمهور النادي، لا تزال الأمور هادئة نسبياً.
يعمل المقربون من الهداف الفتاك على التأكيد أن مبابي “مركّز على مباراة الثلاثاء في دوري الأبطال”.